كأني بهذه الدولة – وللأسف – عروس البحر بالنسبة للسعودية ، فهي المدللة التي لا تحاسب ولا تعاقب . وتوهم كثيرون حينما اعتقدوا أن جدة عروس البحر ؟! بل جدة اسمى على غير مسمى ، وكأني بها عجوز البحر ! .
ونحن من باب الإنصاف نفرق بين الإعلام اللبناني ، وبين الشعب اللبناني ، وبين الحكومة اللبنانية .
الإعلام اللبناني وصل إلى مرحلة الإسفاف والإستحقار ضد السعوديين بوجه أخص ، كونهم يمتثلون الإسلام في دستورهم ، ويتخذون منهج الأولين في فهم الدين دون انحراف لطائفة أو ملة أو مذهب معين متعصب . وإن كان يوجد في أواسطهم متعصبين لفئة معينة .
وكونهم البلد الوحيد الذي تتستر نسائهم من حيث الجملة ! ، ومحافظون بشكل كبير ، وليس كالعري الموجود لديهم . فهم البلد العربي الوحيد الذي تتعرى نسائهم بشكل ملفت للنظر وبكل مكان ، خلافاً لسوريا ومصر والأردن ... ونحوها من الدول العربية .
منذ زمن وأنا مستاء من الإعلام اللبناني وأخص بذلك القنوات التي يشرف عليها مسئولون سعوديون ، ويدعمونها بأموالهم ، وأسلموا لهؤلاء الفئة الزند والفتيلة ، ليعبثوا بنا ، ويتهمونا في كلامٍ صريح ولاذع تارة ، وتلميح فاحش تارة آخرى . وما زلنا للأسف نعشق اللبنانيين ، ونقدم لهم الخبزة والخميرة ؟!! .
وحادثة المجاهر ليست عنا ببعيد ، وهم اليد الطولى في فضيحته والتسبب في معاقبته .
بل برنامج " الخط الأحمر بالخط العريض " ، لو شئت لقلت بأنّ المقصود به هم السعودييون لا غيرهم ، ومحاولة فضحهم ، وإظهار هذا المجتمع - السعودي- بأنه منافق ، ومحاولة ابراز ازدواجيته ، وأنه مجتمع وإن تستر بعباءة الدين والعفاف والمحافظة إلا أنه مجتمع خائن وفاسق وأهله ليسوا كما يلبسون ويرتدون .
في كل برامجهم يمسون هذا البلد الحرام ، بشيء من الغمز واللمز ، بمناسبة وبدون مناسبة ، ومن آخر ذلك ما تكلموا به عن كارثة جدة الأخيرة حينما قابلوا مع رجل سعودي روائي نسيت اسمه ، وسأله المذيع : هل هناك فعلا رجلٌ أراد أن ينقذ امراة أوشكت على الغرق في أمطار جدة ، فأتاه رجل آخر فقال له : اتركها لأنه لا يحل لك لمسها !؟! .
وسأله مقدم البرنامج بكل سذاجة قائلاً : هناك فئة من الفتيات والشباب من أهالي جدة أرادوا تكوين جمعية لمساعدة المنكوبين في كارثة جدة ، فنهوا عن ذلك لأنّ هذا اختلاط !؟ ؟! .
هذا اسفاف وإتهام متخلف من مذيعين أمثال هذا الساذج لهذا البلد . ولم يعلم أنه وغيره يأكل ويشرب من بركاته ! .
امتاز الإعلام اللبناني بزرع فتيل الفتنة بين الفنانيين والممثلين في برنامج " لم يجرؤ " الذي يقدمه المذيع أنطوني .
وفي كل حادثة تقع في السعودية – دون غيرها !!- تجدهم يدسون أنوفهم ، ليس فقط ليجدوا حلاً أو يعالجوا مشكلة ، وإنما يريدون أن يصيدوا في الماء العكر ، فهم وحشرة الذباب واحدة ، لا يقعون إلا الجرح !! .
وأخص بذلك قناة الإل بي سي .
ليعلم اللبنانيون أنّ بلدهم يقوم على مضخات سعودية ! ومن أنكر ذلك ، فقد أنكر الجميل الذي أسدته لهم هذه الدولة المباركة .
كما ليعلم الإعلام اللبناني بوجه أخص ، أنّ السعودية بلد يغلب عليه الخير والصلاح والإصلاح ، وإن وجد ثمت فجوات وأخطاء .. لكنها لا تبيح لكم النقد له بهذه الطريقة السمجة .
يحدثني مهندس لبناني ارتبطت معه في عمل من الأعمال ، فكان يقول لي في حرب اسرائيل الأخيرة على حزب الله كان اللبنانيون يذهبون للمراقص والسينما : ويقيمون الحفلات وهم في عز الحرب !! ثم يخرجون ويجدون طلاقات الرصاص والجثث في الشوارع !! .
أهذه شجاعة ضد اليهود ؟! أم حياة تأقلمتم عليها ؟!.
ثم في النهاية تستصرخون بأمكم الولود ، لتنقذكم من هذه الورطة ، ولتبني دياركم ، وتعمر ملاجئكم .
ثم بعد أن أنقذتكم أمكم أراكم تدعمون الحوثيين ضد أمكم ....!! . فتضطر أمكم أن ترد أبطالكم جثثاً بأكفان إيرانية !!.
هذا بلدكم يا مذيع !! . فمن بيته من زجاج ، لا يرمي الناس بالحصى ! .
فبدلاً من أن نكون يداً واحدة ضد اليهود ، نراكم أشد من اليهود ضدنا . بل كيف تقفون بصفنا وفيكم من يُسمى " حزب الله " زوراً وبهتاناً ...!؟
ويغيضني أكثر الأموال التي يجنونها من رسائل sms التي تأتيهم من شباب وفتيات هذا البلد ، عقب كل برنامج تافه من برامجهم الاستعراضية ! .
ثم تجد السعوديين للأسف يتكلمون عن البطالة ! .
كل أمنيتي أن يُسحب منكم البساط ، لتتعرى أحلامكم ! حتى لا ترموا كسرة الخبز إلا إذا تذكرتم من أي جاءتكم !؟
العرض العادي
