زيارة مصانع نوكيا في فنلندا والكشف عن أحدث اجهزة جوال المستقبل وتقنيات

[عمار القصيمي]

[align=center]وفد إعلامي يمثل الشرق الأوسط في زيارة مصانع نوكيا في فنلندا والكشف عن أحدث اجهزة جوال المستقبل وتقنيات


[align=center][/align]

تلقت صفحة الانترت والاتصالات دعوة خاصة من قبل نوكيا الشرق الاوسط لزيارة معارضها في العاصمة الفنلندية هلسنكي وذلك ضمن وفد اعلامي دولي يمثل الشرق الاوسط كانت "الرياض" هي الوحيدة من المملكة العربية السعودية، وشملت الزيارة التي استمرت لمدة يومين المصنع الرئيسي للشركة في المدينة الصغيرة سالو بالقرب من العاصمة الفنلندية هلسنكي وزيارة الادارة العامة للشركة واللقاء مع مدرائها كما شملت الزيارة جولة سريعة في ارجاء العاصمة والمناطق التاريخية.

رحلة طويلة نحو الشمال

في الحقيقة ان السفر إلى بلد تقع في الشمال الاوروبي اجراءات سفر مرهقة في غالبها، فالوفد الذي تكون من سبعة صحفيين من المغرب ونيجيريا والسعودية والاردن والامارات والجزائر والسنغال جميعهم اشتكوا من طول الرحلة التي تستغرق عشر ساعات من الطيران تقريبا بخلاف الانتظار في مراحل الترانزيت في المطارات الموجودة في وسط اوروبا من امستردام او باريس او زيورخ ولكن طول هذه الرحلة يهون امام ما ننتظره بفارغ الصبر وهو الاطلاع لأول مرة على مصانع واحدة من أشهر مصنعي الجوالات في العالم والتي ابهرت العالم بمنتجاتها وتصاميمها، وان تطلب الامر الانتظار في مطار دبي اكثر من عشر ساعات.


[align=center] [/align]

بلد دافئ لا يعرف الليل

فنلنلدا بلد غريب علينا نحن السعوديين، ربما لبعدها الكبير عنا وعدم الاحتكاك بها مطلقا عبر التاريخ، عدد سكانها مابين 5إلى ستة ملايين نسمة فقط وتقع إلى الشمال من اوروبا وتتبع من منظورنا الدول الاسكندنافية المعروفة بقربها إلى القطب الشمالي وبالتالي شدة برودتها ومع ذلك فإن درجة الحرارة كانت تتجاوز العشرين درجة مئوية عند زيارة الوفد لها صيفا ولكنها في الشتاء تعيش في جو بارد حيث تغطي الثلوج شوارعها الهادئة ولكن الثلج لا يتراكم كثيرا كما هو الحال في معظم الدول الاسكندنافية وذلك نظرا لقربها من الشواطئ البحرية الدافئة، ويوجد في فنلندا العديد من المسلمين والمساجد وهؤلاء المسلمون كانوا في الاساس قادمين مع الجيش الروسي الذي احتل هذه البلاد لأكثر من مئتي سنة فكان الجيش الروسي يستعين بمواطنيه من الولايات الروسية الاسلامية وهكذا تواجد الاسلام هناك وهم بالطبع يعيشون حياة ممتازة نظرا لطبيعة الشعب المسالمة هناك وتشكل عدد كبير من الطوائف التي تعيش في سلام، ولعل قلة عدد السكان على تلك المساحة الواسعة مع ظروف الطبيعة القاسية في الشتاء هناك سبب كاف لكي يبحث الناس عن الهدوء والسكينة والتركيز على العمل وكسب الرزق وهذا ماحقق لهذا الشعب هذا التقدم الكبير فالتعليم هناك مجاني سواء للمواطنين ام للغرباء، كما تشتهر فنلندا بالاضافة إلى صناعة الاتصالات بصناعة السفن وصناعة المواد الغذائية والمعدات والادوات الفنية والرياضية، اما الطقس فإنها كأي دولة تقبع في الحد الشمالي من الكرة الارضية يمر عليها ثلاثة أشهر بيضاء لا تعرف فيها الليل مطلقا وانما ساعة او ساعتين تشبة وقت الغروب او الشروق وذلك بعد منتصف الليل ثم تعود الشمس إلى الشروق ويمكنكم ان تتخيلوا خروجكم من منازلكم في الواحدة بعد منتصف الليل والنهار مشرق تماما والناس تسير وتجري في الشوارع وفي الشهور التالية يحدث العكس تماما حيث تمر على الشعب أكثر من تسعة اشهر من الليل الدامس فلا تعرف متى يحين وقت العمل والدراسة سوى بالساعة وهي حياة غريبة بالفعل بها الكثير من المفارقات.

مراحل الزيارة

لم يكن يبدو من جدول الزيارة انها ستكون ترفيهية، فقط كان الجدول غارقا في المقابلات والاجتماعات بينما لا يوجد سوى ساعتين فقط في جدول الرحلة للتجول في ارجاء هلسنكي، ففي يوم الثلاثاء ليلا بدأت الرحلة في اتجاه فنلندا لتنتهي في مساء الاربعاء وليجتمع الوفد الزائر مع المنظمين في عشاء عمل استعدادا لمجريات اليوم التالي، وفي صباح الخميس التقى الوفد في الفترة الصباحية مع اثنين من كبراء مهندسي الشركة في مصنع الشركة بمدينة سالو التي تبعد حوالي الساعة عن العاصمة وشرح المهندسون افكار الشركة في أعمال التصنيع والتطوير التي تنتهجها نوكيا وكان من الواضح ان التقنيات التي تستخدم في عمليات التطوير ليست جميعها من نفس الشركة وانما من عدة جهات تقنية من حول العالم وتنتهج الشركة استراتيجية للتعاون مع أي شركة كانت حول العالم لإثراء خدمات الجوال وتقديم المزيد من التنوع في هذا المجال كما انه في احوال كثيرة يكون الشكل الخارجي للجهاز مختلفا بينما تستخدم الشركة نفس البورد او اللوحة الأم لعدة اجهزة وذلك لإرضاء اذواق العملاء المختلفة مابين الشكل المربع والانسيابي وهكذا، وبعد ذلك توجه الوفد نحو المصنع الذي تعتبره نوكيا متوسط الحجم مقارنة مع مايقارب من خمسة مصانع اخرى منتشرة في فنلندا وحول العالم، وتعمل مصانع نوكيا سنة ايام في الاسبوع على فترتي عمل (شفتات) وذلك لتغطية الطلب العالمي على الأجهزة الحديثة التي تنتجها ولقد ادهشنا بالفعل ضخامة المصنع وذلك العدد الكبير من العاملين ونظام الرقابة ومتابعة الانتاجية والجودة بحيث يظهر اي تقصير في الانتاجية او نسبة الخطأ في العمل بسهولة وسرعة عالية بوجود نظام حاسوبي دقيق، اما الأجهزة المستخدمة في التصنيع فهي ايضا ليست من انتاج نوكيا فقط بل انها أجهزة تجمع اليكترونية من انتاج شركات مختلفة يابانية مثل توشيبا وامريكية وغيرها وهذا مايزيد من تيلف الشركة مع الشركات الأخرى حول العالم، ولم يسمح للوفد ان يقوم بعملية التصوير داخل المصنع ولكننا استطعنا الحصول على مجموعة كبيرة من الصور المرخصة للمصنع وبعد هذه الجولة كان الوقت متأخرا فعاد الوفد مباشرة إلى الفندق لتناول العشاء والاستعداد لليوم التالي وفي صباح الجمعة توجه الوفد إلى المقر الرئيسي للشركة في العاصمة والذي يطل على البحر مباشرة وبدات جولة جديدة من اللقاءات مع كبار مديري الشركة ولعل أكثر هذه اللقاءات اثارة هو اللقاء مع كبير مصممي الأجهزة الجوال وهو شخص يبدو كفنان اكثر منه كمدير وكان الحديث شيقا عن العدد الكبير للمصممين وطريقة التفكير في ابداع وتصميم الأجهزة الجديدة.


الأجهزة الجديدة

ظل العديد من مهندسي الشركة ومديريها متحفظين جدا في الحديث عن خططهم المستقبلية وعن اجهزة المستقبل وتقنياته ويبدو ان حدة المنافسة كان لها الدور الكبير في ذلك فلاشك ان ما قدمته موتورولا مؤخرا سبب الصداع للشركات الأخرى المصنعة للجوال، ولهذا لم نستطع مطلقا ان نحصل على تصور فعلي لما قد تنتجه نوكيا في المستقبل، ولكننا كشفنا بدء الانتاج الفعلي للجوال N39 وهو جوال رائع بالفعل ولا يمكن مقاومته كما ان هناك سلسلة الجوالات الخاصة برجال الأعمال من نوع E وهي جوالات باحجام مختلفة مزودة بكل الخصائص ماعدا الكاميرا حيث تمنع بعض الجهات السرية دخول الجوالات ذات الكاميرا إلى مقر العمل او الاجتماعات.[/align]

[صالح الصالحا]

تسلام اخي الحبيب عمار القصيمي