نبض..و.. مشاعر

[جزيرة]

كنت شيعيا ..


.....................

قبل خمسون سنة ..
أذكر أنني ألعب مع ابنه لعمي عند إبل لأبي..
مر علينا رجل وقال لي : تعال يا صبي دلني على بئر القبيلة
..
أمسك بيدي
وأركبني جمله و سار ..
إلى أين ..؟؟؟
لا أعلم
أستمر سيرنا أيام ...
حتى و صلنا إلى مكان موحش
أشبه بمحطة لسيارات ..
أنزلني ..
وذهب ..
وجدت أمامي براميل للبترول
أختفيت خلفها و نمت و أنا أبكي ...خوفا و جوعا
..
عند الصباح شاهدت رجال ذو بشرة بيضاء مشوبة بحمرة يجتمعون و يأكلون
قريب مني ..
..
زاد خوفي ..
..
غادروا المكان ..وذهبوا
عندما تأكدت من خلو المكان
هجمت على باقي الطعام ..

...............
لي عودة بإذن الله

[جزيرة]

كنت شيعيا ..


......


استمر الوضع ثلاثة أيام
....
وآكل ما يتبقى من طعامهم ..
وفي الليل أختبئ بين براميل الزيت ...

في اليوم الرابع ..
وأنا ألهو بالتراب وحدي
وقفت أمامي امرأة ..كانت قادمة من النجف و متوجهه للقطيف ..
سألتني ( من أنت , و أين أهلك )
هززت كتفي و قلت ( أنا صالح ..و لا أعلم أين أهلي )
من أين تأكل....؟ أين تام ....؟؟
سيل من الأسئلة ...لا إجابة عليها ..

..
قالت بعد....
( سأخذك معي ولد لي ..و أسمك حيدر . و إياك أن تخبر أحد بغير ذلك ..)

...
لتبدأ رحلتي مع التشيع ..

[جزيرة]

كنت شيعيا ..



............


لا أنكر فضلها علي بالتعليم ..
لكن حرفت عقيدتي النقية
فأصبحت شيعيا ...
...
تعلمت حتى نلت شهادة الدكتوراه ..
وعملت بشركة أرامكو
براتب ضخم ..
خلال تلك السنوات
تزوجت ..
من شيعية طبعا ..
وأنجبت منها ..
ذرية شيعية ..
أصبحت قلبا و قالبا ..من ملتهم
إلا أن هناك ما كان يميزني عنهم ..
حبي لإكرام الضيف
وبذل ما أستطيع لضيافته
وكان من حولي ..
ينكر علي ذلك ....
و كانت زوجتي من أشدهم
..
لكن لا أستطيع هناك
ما يدفعني للبذل و الكرم ..
...
حتى جاء ذلك اليوم الذي أنار الله به بصيرتي


......
لنا عودة بإذن الله

[جزيرة]

كنت شيعيا ..

............



تمر علي الأيام ..
حتى أنار الله بصيرتي
كيف ..؟ متى..؟
أحداث مرت بسرعة
أهي دعوة و الدة و والد..!!
..
من أهم الكتب التي استفدت منها
كتاب للموسوى رحمه الله
((لله ثم لتاريخ ..))
..
فكان أول من نبذني
زوجتي و أولادي ..
رفضوا تسنني ..
وهمشوني ..
هم أولادي و أحبهم ..
لكن عندما يتعلق الأمر بالدين ..
نتخلى عن كل رابطة و وشيجة
..
طلبت تقاعد من عملي
ودعت أولاي بعد أن قسمت عليهم عقارات باسمي
وارتحلت إلى الرياض
..
و أنا الأن لي ثلاث سنوات هنا في هذا الشالية ..
...
وأهلك ..هذا ما نطق به عبد العزيز بعد رواية حيدر
(أهلك أين هم ..
لا بد أن تبحث عنهم ..
و أنا سأساعدك ..)

...لنا عودة
بإذن الله تعالى

[جزيرة]

كنت شيعيا ..

.......

(لا) ...هذا ما نطق به حيدر
واتبع :
(مللت من كذب الناس
حاولت و حاولت ..و كل من قدم إلي ..
كان كاذبا ..)

..
عبد العزيز : ( لا تقلل سإقف بجانبك ..)
..
وضع الصديق الصدوق إعلانا ...
فكان اتصال بعد ثلاثة أيام ..
يروي عبد العزيز :
أصابت حيدر و الذي كان اسمه قبل الخطف (صالح)
رجفة ونحن متوجهين للقاء و دموعه اغرقت عينيه..
..
سألته : مابك ؟
قال : لا أعلم ..لكن الموقف صعب علي ..!!
قلت له :
أنا صالح ( حيدر ) و أنت عبد العزيز ..مفهوم !!
أقبل ثلاثة أشخاص لنا ..
اثنان أشقاء و ثالثهم من ( مري )
..
بعد السلام
بدأ المري يرمي بسهام نظراته لصالح فقلت له : أنا صالح !!
قال : لا .. هو ...وصمت
راقب خطوات صالح .. على أرض رملية
و أمره بالجلوس و السجود .....
وفي النهاية
أعلن أنه شقيق لهؤلاء ..

...
فكان مسقط رأسه
الحدود الشمالية و من أعرق القبائل العربية

...
تزوج صالح بعد محاولات من عبد العزيز و لديه أبناء

...
تمت
.............



أتنمى أن تكونوا عشتوا معي أحداث و معاناة
صاحب القصة ..
و أن الحقيقة كالشمس
ستشرق في النهاية ..

[جزيرة]

ريان
ذو ال18 ربيع يراقبني و أنا أمشي ببطء ,,
قال : (خالة ..أتعبة من حملك ؟؟)
قلت له يكفيك قوله تعالى :"حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ"
نظر إلي متألما وتمتم بدعوات ..
..
هذه الرقة عند ريان
عند والديه...
براكين ثائرة..
ال18 خريفا.. التي يمر بها و يمر بها من في سنه
مرهقه للوالدين ..
..
دائما ألقي باللوم على الأب ..لانه هو من يستطيع السيطرة و كبح جماح هذا الثائر ..
هي مرحلة خطرة ,,
ليت الآباء الاهتمام بها ..

[جزيرة]

[جزيرة]

[جزيرة]

السلام عليك..
عدت ...
بعد رحلة تكللت بمن الله علي بأن و هبني بنية كالقمر
الحمد لله أولا و آخرا ...
...
أسماها و الدها باسم و الدته
أمنا رحمها الله
التي فقدنا منذ عامين تقريبا ..
...
كان هناك نقاش بيني و بين أخوتي عن الاسم
وجملات التغيير للاسماء الجديدة فكيف بالقديمة ..
وجهه نظر
طرحها شقيقي (يحيى )
هو عائد لتوا من بعثة لأمريكا
قال فيها :
هناك و من عام1850 م والاسماء تتكرر لا جديد
حتى أن بعض الأباء يغير بالاسم حرف أو حرفان إذا كبر الابن أو الابنه
أعاد الاسم لاصله ...

..
عموما لدي قناعة أن الشخص يجمل اسمه بفعله و خلقه و ليس العكس
...
أكتمل عقدي بأربع جواهر
أصلحهن الله و رزقني مع و الديهن برهن
( سرى / سفانة / سبأ / هيلة )

....

في جعبتي حديث سمر
لعل الوقت قريبا يسمح لي ببثه هنا ..

[جزيرة]

منيرة...أم إبراهيم
تزوجت وهي لم تكمل الثانية عشر ربيعا
من رجل يكبرها بعقدين من الزمن ...

رحلت معه إلى القصيعة
وفي مزرعة شاسعة تحوي بيت طينيا
كان مسكنها ..
..
وكعادة النساء في ذلك الوقت
باشرت العمل مع زوجها في المزرعة
..
مرت الأيام سريعة
ويأتيها مخاض الولادة
يهرع الزوج لجلب أمها من قرية قريبة
وتنجب بنية ..
...
جلست الأم عند الابنه
تعلمها كيفية الاهتمام بالطفلة
(لو كانت في زماننا لقالوا : طفلة تتعلم بطفلة )
وبعدها بأشهر
تتوفى الأم
...
وتمر الأيام
حزينة كئيبة لكن و جود زوج حليم و طفلة صغيرة
ألهاها عن مصابها ...و هذه الحياة ..

...
يأتي المخاض في حملها الثاني ..وهي في الرابعة عشر
لكن ..
لا أم لا جارة لا أحد ...
...
لنا عودة بإذن الله

[جزيرة]

تقول منيرة :
أحسست بالمخاض
ألتفت يمنة و يسرة
لا أحد ...!!!
زوج و صغيرة ..
...
عقدت العزم
وسلمت طفلتي لزوجي
واخذت ما كانت أمي أخذته لي في و لادتي الأولى
و أغلقت باب الغرفة ..
بين جدرانها
وبين آلام المخاض
ناديته ..
(أللهم إن والدتي من عاونتني و أنت العون قد أخترتها عندك فيا ربي
كن معي فلا لي سواك ..)
....
انجبت بعدها
ثمان من الإناث
و اربعه من الذكور ..
وهذا حالي
..
لوحدي مع ربي
ولله الحمد لم أتعسر مرة و احدة

....
ومضة
التوكل مشعل في الطريق

[جزيرة]

الفهد ...
هاويا لصيد و توابعه
معروف على مستوى المنطقة ..
والشمال ..



عندما يروي مواقفه بالبر و الصيد
لاتريده ان يتوقف
لأنك تعيش معه الحدث ..


..
حدثني قبل أيام
( الحمد لله بعد سنوات تعافت عيناي )
..
سألته عنها
فقال:
( عــــــ1414ــام..كنت مع مجموعة هواه نصيد القميري
وكان من حولي
يصيدوا القريب منها .. فلا يوفقوا ؟؟
و أنا أصيد البعيد الذي يصعب تحديده ..و اصيبه
فاغلب من حولي ترك الصيد وجلس يراقبني ..
..
وكان حولي مجموعة من الرجال أشاروا علي وتهامس و احد منهم
بكلمة ...أصابتني بمقتل ..

..
لنا تكمله

الفهد كان يبلغ في ذلك الوقت 16 عام

[جزيرة]

..
يتابع الفهد


مع غروب الشمس
..لم استطع تمييز ما حولي
تنفخت عيناي
وتغير لونها للأحمر القاني
..
بالكاد عدت إلى البيت
ليستقبلني الوالد رحمه الله
بالعتاب الشديد
لأن ما أصابني دعوة الطيور علي لقتلي صغارها ..!!
..
أم الوالدة
الله يحفظها
فأحضرت ما لديها من أدويه للعيون وكمدات باردة
لعل عيناي
ترجع و يخف ألمها ...

...
أستمر الحال شهر و أنا على هذا الحال

..
لي عودة

[جزيرة]

بعد شهر
رأيت أحدهم في محل الوالد
..
لا أعرف اسمه
لكن من ربع الوالد من الشماسية

((وكانت أعمارهم في الثلاثين ))

..
قال لي كيف الصيد معك)
قلت : ( عيني تؤلمني من آخر مرة صدت فيها)
..
نفث عليها ثلاث و ذهب لحال سبيله
..
..
..
استمرت عيناي
بالألم عشرين سنة
و قبل شهر
قابلت رجل من الكشاته في مجلس
وقال لي : أنت الفهد
قلت : وصلت ..
قال : أعرف شخص تكلم بك قبل سنوات
وذكر مهارتك بالصيد


لي عودة

[جزيرة]

..
وقبل أن يكمل
قفزت إليه و جلست أمامه
وقلت قبل تكمل ..انفث علي فوالله إني لاجد أثر تلك الساعة إلى الأن
قال لست أنا من تكل...)
فقاطعته : ( زيادة الخير خيرين انفث بارك الله فيك ..!!)
ابتسم و نفث ..
وقال لي بنهاية المجلس علي وعد أن أجلب لك من أثره ..

...
وفعلا اغتسلت منه قبل أسبوع و الحمد لله
كنت في الشعيبات مع قطيع للغنم و لم أجد أثر لم أجده سابقا
ولو كنت في غرفة معقمة ..

...
دخل علي أنا و الوالدة
وهو يستعرض بثوب جديد
ويطلب رأينا به
..
تأملته و قلت كأنه طويل من جهة اليمين ..)
فضحك و قال لا كتفي متأثر من الصيد و اتكاء السلاح عليه )
قالت الوالدة لعل حادثة الربع الخالي من أثرت في كتفك ..!!)

..
التفت إليه مستفهمة عن هذه الحادثة ..
..
..
..
...
لنا عودة بإذن الله