فى مثل هذه اﻷوقات ومع بداية الشتاء كانت أشجار البرتقال والليمون واليوسفى تزهر وتفوح رائحتها الزكية ..
كان أبى يقطع الفرع اليابس لكى نشعل به النار فتكون للنار رائحة عطرة .
كنا نجلس أنا و أبى وأخوتى وجدتى فى هدوء ..ثم نبدأ فى النظر لبعضنا البعض وننفجر فى الضحك ..كانت أيام جميلة ..راحت ورائحتها مازالت فى أنفى ..
كنت أقف فى شرفتى وأراها خارج البيت فأنادى عليها بصوت عالى فتسمعنى وتشير إلى تعالى ..فكنت أذهب لها من طريق مختصر خلف البيوت ..أجلس معها فوق السطوح ﻷرى بيتى فإذا وجدتهم يبحثون عنى ذهبت فورا وكأنى كنت فى الحديقة ..كنت أقضى معظم اﻷوقات معها وكانت سعيدة بذلك ..
عندما ذهبت هناك قريبا ..وقفت فى الشرفة فوجدت جميع أسرتها إلا هى ..فدخلت وأغلقت الشرفة وفتحت التلفاز على قناة الأخبار ﻷنسى من كانت تشير إلى ..