-
أنا وَ فنجآنّ قهوتِي ، فِي ليلَة هآدئَة ،
كنتّ بَ المآضِي ثآلثنَا ، لكنّك لمَ تعدّ كذلِكَ الآنّ ،
و جلّ تفكِيريَ بَ ليلتِي المآضيَة فقطّ :
ليلَة بآردَة بينّ ليآلِي الصَيف ،
عصَفت بهَا ريَاحّ ذكريَاتِكّ فَ أثلجتهَا ،
وَ كآنتّ تعصِفّ بَ ذهنِي معهَا لِ أهوىَ بعدَ الضيَاعّ فِي دوَامتهَا طريحَة ، منهكَة ، متهآلِكة ،
شآحبَة الوجَه ، لَا ملآمِح و لَا تفآصِيل ،
سِوى عينَان غآرِقة بَ بَحر منّ السوَاد ، وَ همهمَات قدّ أثقلَت كآهِل حنجرتِي ،
جسَد ملقِى علىَ سرِير مٌجرَد منّ الدِفءْ ،
قد يبدوُ ل الوَهلَة الأولى جثِة هآمدَة ، لِ فتآة فِ ليلتهَا هذِه تكمِلّ سنينهَا الثآمنَة عشرّ ،
تعلوَ هتآفاتهُم بَ الخآِرج ، أحتفالًا بَ يومّ مولدِي ،
أغآنِي ألحآنّ لكننِي لا أسمعَهَا كمَا يسمعونهَا ، بل أسمعهَا قصآئِد رثآءَ لهّ ،
رثآءْ لِ حُبَه ، لِ ذكريآتِه ، لِ كل شيء يخصّه ،
أسدّ أذنآي ، اجثوُ على ركبتَاي لِ أبللَ فستآنِي الأحمر وَ أسخِي فَ النحِيبّ ،
أسمَع قرعّ نعلّ احدهِم متجّه اليّ ، : ( مهَا مهَا أنزلِي بسرعَة ’ فلآن ’ جآءَ ) ،
و لَا لِي سواَ أن اردّ : ( قولوا لَه مهَا ماتت ) !
صدقنِي لمّ انويَ الهروبّ عنِك لِ شي ،
لكننيَ عآريَة منكّ ، فَ خجلتّ ان ترآنِي هكذاَ ،
أسترنِي بَ ( أنت ) مجدداً ، ان أردت لقآئِي !
سحِقاً ، و هَآهِي قهوتِي بآردَة كَ ليلتِي تلك ،