تَمُر الأَوقات بِلا عدادٍ وناطور يُفتِش جُيوب الجُروح ويُهذِب منَ كَيان المَحزونين.
كُل الدَقائِق مُتشابِهَة وكُل اللَحظاتْ مُكررَة وَوحدي أَناضِلُ في الفَراغ وَوحدك تُراقب عَن كَثب .
لا أستَعينُ بِحكيك ولا تُطالِبني بِنداء, الأشياء تدورُ بَيني وبَينِك بِصمتٍ ما, بدِقةٍ مُضطرِبَة وبِعشّوائِية مُتسلسِلَة ..
وبِأعيُن طِفلة مُطأطأة اللُعَب وبِشتِ شَيخٍ تَرمل مِن الذاكِرَة .
هَذا كَثير وتَراهُ مَبتور, هَذا مُخيف وأراهُ سَكينة .. أَن لا أَصِلُك ولا تَصِلَني ولا تَحبو إِلى أَصابِعي نَتفة قُرب .
وَحدي أُحوِل إنتِظاراتي المُتوَسِلَة إِلى قِطاراتٍ ثائِرَة, وَحدي أُفرِغُني مِن القَناعة إلى الإستعانَةِ بعرافة المنافي في لحظةِ ظَمأ وإِجّهاضٍ للِرضا .
لا زِلتُ أَعيش لِلذِكرَى ولِلأُمَهات, ولِلثَمار الغضَة, ولِلموشِحات المَنسِيَة ..
لا زِلتُ اتهَجأ أحرُف إسم أَبي, وأعصر ذاكِرتي لِأتذكر رائِحة شعره الرَمادي وأَتناسى كُل ماحَولي لأستحضِر مُداعبته لي بتحِيَة خنصرهِ الضخم وحضني له بِكلا أصابعي الصَغيرة .
*هَذا كَثير وجَوُ أنفاسي بات كَئيب أكثر مِن أي شَيءٍ مُحنط.
ولا زالَ يَقضم مَلامح وَجهي تِنينٌ جائِع, لَستُ أقَوى على إيجادهِ ومَنعِه فما هُو إلا بناقمٍ خُرافيّ.
وأنا المُفطِرة على قطعَةِ أُمنِية لَستُ إلَى الآن موقِنَةٌ بِتحريمها على صَبري وصَدري .
.
.
يارَب الصائِمين .. يارَب الكاظمين .. أفرغ عليّ صبراً..