![]() |
أنموذج متفوق:زيد بن الحسن -أحد القراء- قرأ القرآن تلقينا وله نحو سبع سنين.قال الذهبي: وهذا نادر، وأندر منه أنه قرأ بالروايات العشر وهو ابن عشر حجج، وما علمت هذا وقع لأحد أصلا!وأعجب من ذلك أنه عمر الدهر الطويل، وانفرد في الدنيا بعلو الإسناد في القراءات، وعاش بعدما قرأها ثلاثا وثمانين سنة! وهذا لا نظير له في الإسلام.هكذا يكون حفظ الوقت وطلب العلم، وعندها تشهد الإبداع.....لو تدبرت التقابل البديع في هذه الآية: {فإذا جاءتهم حسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} لوقفت خاشعا لله!انظر كيف عبر في جانب الحسنة بالمجيء! في حين عبر في جانب السيئة بالإصابة! لأنها تحصل فجأة من غير رغبة ولا ترقب.وفي التعبير عن السيئة بـ(تصبهم) دقة؛ فالإصابة وحدها توحي بالسوء، فكيف إذا عدى الإصابة بالسيئة فهو ألم فوق ألم! [د.فاضل السامرائي]
|
تطوير الذات :
من الأسباب المعينة على تحمل المشاق والصعاب وتخطيها: إقامة الصلاة، قال تعالى: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا...} إلى أن قال: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا...} وقال أيضا: {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور}. [د.صغير بن محمد الصغير] .... ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله، واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني، الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه. [ابن كثير] |
{ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} إذا كان هذا أمرا بحفظ المال؛ فحفظ العلم ممن يفسده ويضره أولى، وليس الظلم في إعطاء غير المستحق بأقل من الظلم في منع المستحق. [أبو حامد الغزالي]
..... مع أ.د.ناصر العمر: يا بني: لو كنت في خلوتك فأغواك الشيطان، وأناملك تلامس محرك البحث في (المحمول)، فجلست تنظر إلى ما حرم الله، وفجأة اكتشفت أن أستاذك ومربيك يشاهدك، فماذا ستفعل؟ أعيذك بالله يا بني أن يكون (الله العظيم) أهون الناظرين إليك! حذار أن يقول لك الشيطان: استمر فالله غفور رحيم! فأين الحياء من الله؟! |
خلقي القرآن :
الشرك بالله أعظم درجات الظلم، وهو ما نص الله عليه في وصايا لقمان لابنه: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}. إن تحقيق التوحيد من أهم أسباب البعد عن الظلم. .... قصة .. يقول القاضي عياض: حكي أن ابن المقفع أراد أن يعارض القرآن! فحاول ذلك وطلبه، وبدأ فيه؛ فمر بصبي يقرأ: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك...} الآية، فرجع فمحا ما عمل، وقال: أشهد أن هذا لا يعارض، وما هو من كلام البشر، وكان من أفصح أهل وقته. |
إن النعم قد تكون سببا للطغيان؛ لأن الإنسان إذا دام في نعمة، وفي رغد، وفي عيش هنيء فإنه ربما يطغى، وينسى الله عز وجل، قال تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك} فهذا الرجل ما طغى وأنكر الخالق إلا لأن الله آتاه الملك؛ ولهذا أحيانا تكون الأمراض نعمة من الله على العبد؛ والفقر والمصائب تكون نعمة على العبد!
..... بالقرآن نتربى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} تبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء، وخلفاؤهم في أممهم. [بدائع التفسير] |
قطرة ندى:
ينبغي ألا تقف طلبات المرأة عند الطلبات الشخصية؛ بل يجب أن تسعى إلى أن يكون لها دورها في نصرة الدين والبذل له. فها هي أم سليم –رضي الله عنها- كانت سببا في إسلام أبي طلحة –رضي الله عنه- حين خطبها وكان كافرا، فأجبرته على الإسلام، وكان مهرها إسلامه. |
علمني القرآن
أن من أعظم ما يبعث التنافس في الطاعات: تذكر نعيم الجنة، ودرجات أهلها. تأمل كيف جاء ذكر التنافس في ثنايا الحديث عن النعيم في قوله تعالى: {يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم}. .... يخطئ كثير من الناس في فهم الإيمان بالقضاء والقدر، فكلما أصابتهم مصيبة قالوا: (قضاء وقدر) فيغفلون عن الأسباب البشرية، وما يجب تجاه ذلك، ومنهج القرآن يربي على النظر في الأسباب؛ لمعالجتها، مع الإيمان بقضاء الله وقدره. تدبر: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير} فبدأ بالسبب قبل بيان قدر الله. [أ.د.ناصر العمر] |
تطوير الذات :
من وسائل الإقناع للمحاور: خفض الصوت، ولين الخطاب، وعدم الصراخ واللجاج. تأمل قوله تعالى: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}. ... عليك بالمطالب العالية، والمراتب السامية، التي لا تنال إلا بطاعة الله؛ فإن الله سبحانه قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته، ومن كان لله كما يريد؛ كان الله له فوق ما يريد {لئن شكرتم لأزيدنكم}. |
مع أ.د.ناصر العمر:
حوار حقيقي بين تلميذ وشيخه: س: كيف أتخلص من النظر للحرام وبخاصة إذا خلوت؟ ج: لو اكتشفت فجأة أني أراك، مع يقينك أني لن أعاقبك؛ فماذا ستفعل؟ ج: سأغلق الجهاز فورا. س: لماذا؟ ج: حياء منك، ومهابة وإجلالا. س: إذن! أين حياؤك وتعظيمك لله؟! هل منزلة (مربيك) في قلبك أعظم من إجلالك وتعظيمك (لربك)؟! التلميذ: نعم المربي أنت يا شيخي! (فلن أعود) حيث خاطبت قلبي وعقلي لا بدني. ... {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} وإنما أخبر الله جل ثناؤه أن الصلاة كبيرة إلا على من هذه صفته؛ لأن من كان غير موقن بمعاد، ولا مصدق بمرجع ولا ثواب ولا عقاب، فالصلاة عنده عناء وضلال؛ لأنه لا يرجو بإقامتها إدراك نفع ولا دفع ضر، وحق لمن كانت هذه الصفة صفته أن تكون الصلاة عليه كبيرة، وإقامتها عليه ثقيلة، وله فادحة. [ابن جرير] |
جديد : مجالس القرآنية l مدونة تدبر
أضغط هنا |
خلقي القرآن :
لا تخدش إيمانك بظلم لله بالشرك، أو لنفسك بالمعصية، أو للآخرين بإنقاص حقوقهم، وعند ذلك يتحقق لك الأمن والسعادة: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}. ... تذكر لقاء الله تعالى، وعظيم ثوابه للمطيعين، من أعظم ما يخفف العبادات، ويصبر عن المعاصي، ويسلي عند المصائب، تأمل قوله تعالى -بعد أن ذكر خفة الصلاة على الخاشعين-: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون}. [السعدي] |
قطرة ندى:
الزوجة الصالحة تقف مساعدة لزوجها؛ لتخفف عنه العناء، وتسهم في تأييده ومساعدته ونصرته، وقصة خديجة –رضي الله عنها- من أروع الأمثلة في ذلك، حين ثبتت الرسول –صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غار حراء، بكلماتها الرائعة: "فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتطعم المسكين...". .... {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} لا يستغربن أحد هذا الوعيد! فإن جرثومة الشقاق لا تولد حتى يولد معها كل ما يهدد عافية الأمة بالانهيار. [محمد الغزالي] ... بالقرآن نتربى {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} قال سفيان الثوري: نسبغ عليهم النعم، وننسيهم الشكر. وقال الحسن: كم مستدرج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه. [الجامع لأحكام القرآن] |
قال تعالى في سورة البقرة: {وما أوتي النبيون من ربهم} وفى آل عمران: {والنبيون} بدون ذكر الإيتاء، فما الحكمة في هذا؟ تأمل، أن آل عمران تقدم فيها: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة}، فأغنى عن إعادة إيتائهم ثانيا، ولم يتقدم مثل ذلك فى البقرة، فصرح فيه بإيتائهم ذلك. [ابن جماعة]
.... علمني القرآن : أن المسلم إذا ابتلي بفتنة أو دعوة لشهوة، أن يستبق للخروج من مكانها قبل أن يغلبه الشيطان. تأمل قوله تعالى في قصة يوسف حين راودته امرأة العزيز: {واستبقا الباب} واستباق يوسف كان هروبا وتخلصا. |
مع أهمية (التفكير) وأثره في الحياة، فيجب أن يبنى على أصول صحيحة، ومنطلقات شرعية، وتجرد سالم من المؤثرات الصارفة؛ وإلا كان وبالا على صاحبه في العاجل والآجل.
تدبر: {إنه فكر وقدر*فقتل كيف قدر*ثم قتل كيف قدر*ثم نظر*ثم عبس وبسر*ثم أدبر واستكبر}. [أ.د.ناصر العمر] |
إذا صدع المسلم بأمر ربه على الوجه المشروع، فلن يضره المستهزؤن؛ فلقد تكفل الله بكفايته إياهم.
تأمل قول ربك: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين* إنا كفيناك المستهزئين}. [د.محمد الربيعة] .... أنموذج متفوق: نقل الذهبي وصف أبي جعفر الحصار بقوله: لم يكن أحد يدانيه في الضبط والتجويد والاتقان، تصدر في حياة شيوخه، وأخذ عنه الآباء والأبناء. |
الساعة الآن 03:39 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة