لم نستطع نسيانه والدعاء له مع أنه لم يصنع لنا شيئا كثيرا ، أقسم لكم أنني لا أعرف اسمه ، ولم أصافحه حتى ، ولكن روحه المرحة - مع كبر سنه - كانت تأتينا مع صوت البوري الذي يطلقه !
دعوني أصفه لكم ..
كنت ألتقيه في العادة وهو خارج من حي مشعل غربا ، على سيارته جيب الربع القديم " العشة " ، رجل كبير في السن لكنه يهذب لحيته ويصبغها بالسواد ، ويرتدي نظارة سوداء ، ويمشي بهدوء .
هذا الرجل اشتهر في أوساطنا نحن الشباب - ذلك الوقت - بأنه متى ماضربت له بوري يرد عليك بسرعة غير متوقعه ببوري سيارته ذو النغمة المميزة .
كان صوت البوري لديه أشبه بصوت طائر بحري له حنك منسدل للأسفل .
وكنا لا نفوت الفرصة أبدا ، وكثيرا ما يقابلنا فنضرب البوري : دييييييد فيرد على الفور : قاااااق ، وننفجر بالضحك .
لا أدري مالذي جعلني أتذكره ! لكن روحه الخفيفة حملتنا إلى عالمه الجميل .
كان هذا قبل مايزيد عن خمسة عشر سنة تقريبا .
افتقدناه بعدها ، ولم نعد نراه .
أظن أنه من سكان حي مشعل أو حي قريب منه .

هل عرفه منكم أحد ؟
من هو ؟ وماهي أخباره اليوم ؟

متى كان دخول أول طحينية وجبن مالح عندنا في بريدة ؟
لاتنتظروا مني إجابة محددة ولا تاريخا محددا .. أنا سألت لأثير ذاكرتكم قليلا حول عادة انتشرت في مجتمعنا قبل مايقرب من ثلاثين سنة تقريبا .
كنا حينما يأتينا كرت الدعوة لزواج نسرع نحن الصغار للتأكد من نوعية العشاء وهل مكتوب " لتناول طعام العشاء " أو " لتناول طعام المرطبات " فنزداد فرحا مع الأخيرة أو نصاب بخيبة مع الأولى .
ولك أن تتصور العشاء سفرة طويلة ممتدة وعليها صحون كرتونية دائرية تتوزع عليها عدد من النواشف مابين جبن مالح وطحينية وزيتون وكيك مزبد " ههههههههه " مع علب البيبسي والخبز :f5:
أعتقد أن هذه الموضة جاءت بسبب حداثة هذه العلب في المجتمع .