أتيت على الجرح الغائر أيها الفاضل ..
يا أخي الكريم المجتمع السعودي من أسوأ المجتمعات في الحياة الزوجية على وجه الخصوص ..
لا سيما أنه يدعي الأخذ بالدين ، ولو تمعن في أمره لوجده في كفة والدين في كفة أخرى .. !


يأخذون من الدين ما يروق لهم فقط .. !
فلا يرون الاقتداء بموقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – في زواجه الأول بامرأة كبيرة وذات زواج سابق .. !
ولا يرون الاقتداء به في الستر على الأرامل من ذوات العيال .. !
إنما يعجبهم مبدأ التعدد ويروق لهم زواجه بعائشة – رضي الله عنها- ، فالمسألة ليست دينًا أبدًا .. !

إذا أتينا إلى أن التعدد حل اجتماعي كما يدعون ذلك ، فلننظر إلى ماهية الزوجة الثانية والتي غالبًا ما تكون بكر أو منفصلة عن زوجها وليس معها أبناء .. !
فمن للأمهات الأرامل أو المنفصلات المحتاجات صدقًا إلى رجل يعينهن على أعباء الحياة .. ؟!

أيضًا ، الفوقية والأنانية والتكبر الزائد عن حده الذي طغى على الرجل السعودي ، فهو يقدم للثانية نصف رجل ومع ذلك يريدها القمر ليلة تمامه .. !
ولا ينظر إلى من قدّر الله عليها بانفصال أو ترمل إلا أنه معجزة الله الحقة لها ، ولو أضاعته لظلت العمر تبكيه ..
وإن كانت ذات جمال وعمر صغير .. !

يا أخي الكريم ..
والله العظيم أمام عيني حدث الموقف ، تسألنا احدى القريبات عن مجموعة فتيات في طاولة مجاورة في إحدى الزواجات
والمشكلة المرة أنهن أخواتها من أبيها .. !!
بربك يا أخي الكريم ما حكم التعدد هنا .. ؟!

إن من حقك التعدد إذا كنت أهلًا له ولواجباته .. !
لكن الذي أراه هو جمع النساء ثم ترك الحبل على الغارب ، فهو يفضل سلامة رأسه من المشاكل على أن يعرف أبناؤه ببعضهم وكأن المسألة ليست قطيعة رحم .. !

أيضًا تحطيم حياة وقلوب الزوجات الثانيات بتطليقهن عندما تثور الأولى وترفض البقاء مع الزوج .. !!
ما حكم التعدد هنا ؟ بل ما هو القصاص المناسب بحق مثل ذلك الزوج .. ؟!!

حسبي الله على كل من مات قلبه وضميره ..
لقد أصبح التعدد شبحًا مخيفًا وليس حلًا منطقيًا والسبب في ذلك هو فعل المعددين الهمجي الذي لا يستند إلى دين ولا إحساس .. !
وهم مسئولون عند ربهم عن تلك الصبغة التي ظهر بها التعدد في الآونة الأخيرة ..

ثم إن عندي ملاحظة هامة ..
التعدد زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان حلًا بمعنى الكلمة ولا ترفضه النساء ، فالغزوات على أشدها والجهاد قائم والرجال في تناقص متزايد ، فيقوم أحدهم بشهامة بالزواج من أرامل أصحابه وفاء وحفظًا ..
بل إننا نجد أن المرأة الواحدة قد تزوجت ما يزيد على أكثر من خمسة رجال كعاتكة بنت زيد – رضي الله عنها- ..
التي استشهد كل أزواجها – رضي الله عنهم - ..

أما تعدد اليوم ؛ فبسبب رخاء العيش والتعلق بالنساء وإطلاق البصر في كل مكان يتواجدن فيه سواء كان على القنوات أو في واقع حياته .. !

وفي ذلك يقول ابن الجوزي في رأي منطقي : فليتقِ الله من عنده امرأة لا بأس بها ، وليعرض عن حديث النفس ومناها ، فما له منتهى ، ولو حصل له غرضه كما يريد وقع الملل وطلب ثالثة ثم يقع الملل ، ويطلب رابعة وما لهذا آخر .. !

أود أخيرًا أن أذكر سبب مشاكل التعدد التي لا تحصى ، ومن أولها أصحاب السوء من أولي المشورات الظالمة .. !
تجد الواحد منهم يصور التعدد لصاحبه وكأنه جنة الخلد وأن زوجتيه ستتنافسان على تدليله وتوقيره ؛ حتى لا تقر له عين إلا وقد اتخذ حليلة ثانية .. !
وبعد الزواج يفاجأ بالواقع والطبيعي ؛ وهو أن كلا الزوجتين تطالبان بحقهما أكثر بداعي الغيرة وحفظ العشرة بالنسبة للأولى ، والثانية من أبسط حقوقها أن تعيش حياتها .. !
يا بشر .. أشعر لوهلة أنكم نسيتم أن الزوجة الثانية مخلوق من إحساس ودم وروح .. !!

وأيضًا من المشورات الظالمة تحفيز الزوج على الإقدام على الزواج دون علم الزوجة الأولى ، وإذا وقع الفأس في الرأس وتبين له ألا قدرة له على إرضاءها ؛ ذهبت الثانية كبش فداء .. !!

باختصار : مع التعدد بشرط الأخذ بكل ما في الكتاب ، وليس ما يحلو لهوى الرجل .. !
وأيضًا : لا يعتقد من كلامي أني أحارب أمرًا شرعه الله سبحانه فهو أعلم وأحكم ، ولكنه حلل البقاء بزوجة واحدة وحلل التعدد ، وأنا أرى وأميل إلى الحلال الأول - خصوصًا في زمننا - .. .

لعلي هنا أجبر قلمي على التوقف .. وإلا ففي النفس شجون لا يعلم بها إلا الله مما أشاهده من ظلم وتحكيم بغير ما شرع الله .. !

شكرًا من كل قلبي أخي زين ..
كنت رجلًا في زمن عزّ فيه الرجال .