من شتاء الحزن حيث تموت الأشجار واقفة
من حزن لندن حيث يقصر النهار في عيون الصغار
من سواد أفريقيا حيث لايوجد مصطلح الشفاء
من معاطف الحزن والخريف ..
من أيادٍ لم تعتد القبض ..
من شال أمي الذي احتفظ برائحة شعرها ..
من الأرصفة التي اعتادت الحفاة أكثر ..
من دمشق التي لاتطير حماماتها البيض مذعورة
من قبر جدي الذي أهداني سنبلة ومات واقفا لأنه لم يتعلم الدرس جيدا
من رجفة طفل يتيم أمام معلمه الذي يسأله عن واجبه ولم يدري أن بيته العراء... كيف سيتكئ على الرمل الحار ؟
من انشقاق الأرض لتبتلع شهقة السماء ..
من طاولة حفظ أسفلها وجوه الفقراء أكثر من ظهرها للأغنياء
من أختي التي أرادت أن تتماشى مع الموضة فستشورت شعرها على الهجير
من رمل الوطن الذي يبكي .. من أزقة الشوارع التي تعرف أهلها بروائحهم ..من القبور التي تنهشها الكلاب لاحائط يحميها
من بيت لا سرير فيه ... من عشق لادموع له .. من بحر لاتتهادى النوارس على شطه
من قلم لايكتب غير أمي والفقر ... من صفحة بيضاء عليها وجه حبيبة لفّها الحزن بسواده .. من قبر ضاق بجسد أبي النحيل ..
من أقصى العالم .. لتاج محل ..من أقصى اليأس لأهداب أختي ..

أنا من كل بياض العالم .... ومن رثّة ثياب الأيتام
إليك ..
و

أهلا بكــ ..