فراش .. موظف .. مدير قسم .. مدير إدارة .. وزير .. مستشار .. حاشية .. حاكم
ضع ما تريد من مسميات .. فكل هؤلاء هم المواطنون الذين يشكلون الوطن حتى وإن كانوا خارج حدود المسؤوليات المباشرة , والوطن يشكلهم ولو كان السواد الأعظم منهم فاسداً لأصبح الوطن فاسداً أيضا لأنه سلطته العليا التي تحكمه صامتة عن هذا الفساد ولو ضربت بيد العدل والأنصاف لصلح المواطن ثم صلح الوطن.. وهكذا هي المسألة لا تحتاج إلى استشهاد بواقع الأنبياء الغير قابل للإسقاط على العامة لأنهم حالة خاصة .
لم أجد رابط بين القصص التي أوردتها وبين الحقوق المهدورة وصلاح العلاقة بين الوطن والمواطن !
وقصة يوسف التي ذكرتها مع امرأة العزيز ليست دليل على صلاح الرؤوس العليا في سدة الحكم أن ذاك .. فالعزيز كان مجرد وزير ولم يكن صالح والدليل ما أشارت إليه الآيات بعد أن أصبح يوسف عليه السلام هو العزيز , قال الله تعالى ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبوية وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) والقصة المعروفة بسنوات القحط التي مرت بها المصر .. ويوسف عاش في عهد الهكسوس الخونة وليس في عهد الفراعنة
وهؤلاء الهكسوس ياصديقي قوم أحضرهم الفراعنة من بلاد آسيوية للعمل تحت السلطة الفرعونية حتى نخروا فيها وأسقطوا حكم الفراعنة .. وهنا يتبين بأنهم كانوا غير صالحين على عكس وجهة نظرك حتى عاد الفراعنة إلى حكمهم من جديد بعد النبي يوسف عليه السلام ولو تلاحظ بأن لفظ الملك ورد مقترن بقصة النبي يوسف فقط ولم يرد مع قصص النبي موسى بل ورد لفظ فرعون وهذه إشارة إلى وجود تغيير في السلطة المثبت من خلال كتب التاريخ المختصة في الحضارة الفرعونية واللغة الهيروغليفية على جدران المعابد والقرآن كان هو الأهم والأكثر دقة بكلمة واحدة وهي < الملك > التي كانت مصاحبة لقصة يوسف فقط !

ماعلينا وخلنا من الهكاسيس .. ونروح لقصة موسى عليه السلام ..
ففي عهده لم يكن لا الملك صالح ولا حتى آل فرعون , ولفظ آل فرعون يشمل أهله وحاشيته وبلاطه وأفراد الشعب من غير بني إسرائيل .
وآل فرعون كانوا غير صالحين أبتداء من وزرائه قارون وهامان وحتى أفراد شعبه , لم يكن أحد صالح أو دعنا نقول .. المواطنون الصالحون كانوا لا يشكلون ثقل وكان صلاحهم يكاد يكون مخفي خوفاً من بطش فرعون وكهنته والصالحون كانوا ( امرأة فرعون , أخناتون ولد فرعون ورسول الله , جد أخناتون يويا وجدته تويا ) .. فلا يمكن أن تحكم على صلاح المواطن في تلك الحقبة التاريخية من صلاح امرأة الفرعون أمنحتوب الثالث الذي أغرقه الله وأرسل عليهم القمل والضفادع .. الخ من عقوبات تدل على تجبره وظلمه وفسقه هو وشعبه الغارق في السحر والشعوذة لأنه كما تلاحظ بأنه لا تكاد تخلوا آية في قصة موسى إلا وكان لها اقتران بالسحر والشعوذة دلالة على أن هذا الأمر يشغل حيزا عظيماً في حياتهم .
وبعد استعراضي لعضلاتي أمامك حتى صرت مثل الرجل الخارق سبايدر مان .. نأتي إلى بيت القصيد الذي يقول ...

هل صلاح الوطن والمواطن مرتبط بالعقيدة !



نافذة بحث :: بما أننا تطرقنا إلى قصة موسى , هل تعلمون بأن النبي موسى عليه السلام قد مر عليه أربعة فراعنة ! والفرعون الذي رباه مختلف عن الفرعون الذي خرج عليه وأغرقه الله !

جبران ....
سم طال عمرك .. ولو أن الدليل لا يمكن اختصاره لكن لا مانع من المحاولة
الدليل ينقسم إلى قسمين , القسم الأول من التاريخ والمراجع التي أهتمت بالحضارة الفرعونية , القسم الثاني من القرآن ومعجزة أتفاق النص القرآني مع النص التاريخي .
مالنا ولهذا القرق السابق ودعنا ندلف سوية إلى صلب الموضوع ولو أن صلب الموضوع الأساسي مختلف ولتسامحنا بنت السحاب ديم .
صديقي جبران الحكيم ...
سوف أعرض عليك وقائع تاريخية وأجعل ربطها مع بعض للوصول إلى الدليل بيني وبينك وتلك الوقائع طبعا ليست من رأسي الذي يفكر في دربزين المنزل هل أجعله زجاج أم حجر ! وإنما من رؤوس الكتب وزكاة العلم نشره .. فهي بنا ننشره
في تاريخ الفراعنة تم توثيق أحداث قتل جميع المواليد من بني إسرائيل . ذاك الحدث الذي تسبب في أن تلقي والدة موسى به في اليم .. وهذا الحدث كان على عهد الفرعون تحوتمس الثالث والذي جاء ذكرة في القرآن في سورة القصص } نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون(3) أن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف منهم ويذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين (4) {...
والمراجع التي قامت على دراسة التاريخ دون النص القرآني لكونها مراجع وكتب غربية وحتى العربية القليلة كانت تتوافق مع النص القرآني السابق , فقد عرف عن تحوتمس بفساده وحروبه وكره للإسرائيليين وقتلهم وتعذيبهم حتى جعل أهل الأرض شيعا أي متفرقين ويكفينا هذا الحدث الأعظم وهو قتله لكل مولود إسرائيلي << تحوتمس شكله أبو هتلر
أضف إلى ذلك المقارنة في السنوات بين ولادة موسى عليه السلام وخروجة من مصر هارباً ومن ثم عودته نبيا بعد حكايته مع شعيب عليه السلام وتاريخ بعثه ومن ثم خروجه من مصر مرة أخرى هو وبني إسرائيل هرباً من بطش فرعون أمنحوتب الثالث ومن ثم حكم الله على بني إسرائيل بأن يتيهوا في البراري أربعين سنة .. كل تلك الأحداث حدثت خلال 120 سنة أي عمر موسى عليه السلام كما جاءت به أكثر المصادر وعند تمرير هذه الأحداث على تاريخ الفراعنة سوف تلاحظ بوجود أكثر من فرعون حكم مصر في تلك الفترة وهم أربعة والفرعون الذي ولد في عهدة موسى يختلف عن الفرعون الذي أغرقه الله لأن الفرعون الذي ولد في عهد موسى توفى قبل بعثة موسى ! ولم يدعي الألوهية ! ولم يحتفل بيوم الزينة الذي جاء ذكره في القرآن في سور طه ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى (57) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى (58) قال موعدكم يوم الزينة وإن يحشر الناس ضحى(59) فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى )
ويوم الزينة هو احتفال يقام بمناسبة مرور ثلاثين عام على تولي الحكم !
هامان وقارون كانا من ضمن بلاط امنحتوب الثالث أي فرعون الغرق ولم يكونا من حاشية تحوتمس الثالث أي فرعون مولد موسى !

طيب خلنا نرجع إلى سورة القصص وبنسخها من العزيز قوقل
قال تعالى
• نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
• إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
• وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ

• وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ
(هنا مشهد مستقبلي .. يبين الله إرادته العليا في تمكين الذين استضعفوا في عهد فرعون الميلاد تحوتمس الثالث ومن بينهم الإسرائيليين )

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
• فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
( ليكون لهم عدوا وحزنا .. ليكون هنا فعل مستقبلي ولم يكن فعلا آنيا وقت ولادته )
• وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
( هنا أثبات على أن الآية السابقة هي مشهد مستقبلي ليس أكثر حيث عاد الله سبحانه وتعالى إلى مولود ولادة موسى ورميه في اليم .. والتاريخ ذكر بأن الفرعون تحوتمس كانت له زوجة عاقر على عكس امرأة فرعون الغرق أمنحوتب الثالث ! )
• وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

في الآثار الفرعونية واللغة الهيروغليفية وهي لغة الفراعنة التي نقشت على المعابد والمقابر كانت تظهر عصر امنحتوب الثالث وهو فرعون الغرق بعصر السحر والشعوذة والفسق من شدة غنى الدولة التي تراكمت أموالها من جراء غزوات وتفريق الناس إلى شيع في عصر تحوتمس الثالث فرعون المولد ومن هم بعده وكانوا أثنين من الفراعنة ساروا على نهجة حتى وصل الحكم إلى فرعون الغرق الذي ترك الحروب وتفرغ للبناء والتشييد حتى كان عصره هو عصر الازدهار المعماري على طول تاريخ الحضارة الفرعونية حتى القرآن قد أشار إلى تلك الحضارة عندما قال فرعون لهامان ( فأوقد لي يا همان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع على إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين ) فالصروح هي فت معماري ظهر في عصر هذا الفرعون ولم تظهر في من سبقوه .. وطبعا ليس من المنطق أن تجتمع الحروب مع البناء !
وهنا تكون إشارة أخرى على وجود اختلاف بين الفرعونين !
أعود إلى السحر .. السحر والعصى التي جاء ذكرهما في القرآن مع قصة موسى كانا هما السمة الأساسية في عصر فرعون الغرق لا فرعون المولد والسحر لم يأخذ مكانة عالية كما هو واضح من خلال الآيات التي تقرن السحر ببلاط فرعون إلا في عهد فرعون الغرق حتى عصا موسى لم تكن من فراغ بل كانت محاكاة لما يفعله السحرة اللذين يستخدمون العصا في عصر فرعون الغرق ..
الآيات التي أرسلها الله عذاب على فرعون وشعبه من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم كانت في عهد فرعون الغرق .
تاريخ خروج موسى عليه السلام من مصر يتوافق مع تاريخ انتهاء حكم فرعون الغرق الذي انتهى بغرقه وتاريخ ولادة موسى وقتل المواليد يتوافق مع حكم فرعون المولد
يبقى ما أهم وهو إدعاء الإلوهية جاء في العديد من المصادر التاريخية لتؤكد على أن امنحتوب الثالث هو الفرعون الذي أدعى الإلوهية والذي أدعى بأنه كبير الآلهة وأنه إله وابن إله !

هنا ... توافق بين النص القرآني والتاريخي وماجاء في التوراة بخصوص تاريخ مولد وخروج وبعثة موسى عليه السلام إضافة إلى الفحوصات الإشعاعية الحديثة التي تمكن من معرفة التاريخ بدرجة قريبة جدا جدا من الصحة .

عندما كتب أبن كثير وغيره من المفسرين رحمة الله عليهم , لم تكن لغة البحث التاريخية في الحضارة المصرية قد ولدت ولم يتم حتى أكتشاف جثة فرعون الغرق حتى تفتح أبواب البحث والمبهر في الموضوع هو أعجاز القرآن !


جبران لا عمرك تقول نبي دليل .. فقعت مخي!!
حتى كلامي السابق قد يكون غير مترابط ولكن حاول أن تربطه ... والدليل كما أخبرتك خيوطه مترابطة جداً ولا تفك بهذه السهولة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ , وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " .
هل عندما يغمض الإنسان عينيه عن حقوقه المتبقية له بحجة النظر إلى من هم أقل منه في الحقوق مثل أستخدام < الأمن والأمان > .. !
هل هذا الأسلوب الصادر عن صاحبه هو اقتداء بالحديث الشريف أم هرباً من الفكرة !
حتى وإن كان السعي إلى الكمال غير منطقي نظراً لأن الكمال لله سبحانه وتعالى , فأنه لابد من السعي لذلك من أجل الحصول على ماهو أقل من ذلك وكلما أصبح الإنسان أكثر تساهلاً وتنازلاً ويجنح إلى الاستعانة بالمقارنات بينه وبين من هم أقل منه حقوقيا سوف يظل في مكانه دون حراك وحتى صوته لن يصل .. لأن صوته صامت غارق في تلك المقارنات من أجل تخدير نفسه فقط لا أكثر وليس من باب الشعور بنعمة فقط !