http://www.u06p.com/up/upfiles/f1h34985.gif









بداية اللي ماله خلق الهمق ينط هذا الرد وقته أثمن من قراءة المبدع نزار هنا وبعض من حكاوي بلزاك - قدّس الله سره - ..


- 1 -
يقول نزار
زمانك بستان.. وعصرك أخضر .... وذكراك ، عصفورمن القلب ينقر
دخلت على تاريخنا ذات ليلة ..... فـرائحة التاريخ مسك وعنبر
وكنت ، فكانت في الحقول سنابل ....وكانت عصافير .. وكان صنوبر
لمست أمانينا فصارت جداولا ......وأمطرتنا حبا ، ولا زلت تمطر
تأخرت عن وعد الهوى يا حبيبنا .... وما كنت عن وعد الهوى تتأخر
سهدنا..وفكرنا.. وشاخت دموعنا .... وشابت ليالينا ، وما كنت تحضر
تعاودني ذكراك كل عشية .... ويورق فكر حين فيك أفكر..
وتأبى جراحي أن تضم شفاهها .... كأن جراح الحب لا تتخثر
أحبك . لا تفسير عندي لصبوتي ....أفسر ماذا ؟ والهوى لا يفسر
تأخرت يا أغلى الرجال ، فليلنا ....طويل ، وأضواء القناديل تسهر
تأخرت .. فالساعات تأكل نفسها ....وأيامنا في بعضها تتعثر
تضيق قبورالميتين بمن بها .... وفي كل يوم أنت في القبر تكبر
تأخرت عنا.. فالجياد حزينة ....وسيفك من أشواقه ، كاد يكفر
حصانك في سيناء يشرب دمعه ... ويا لعذاب الخيل ، إذ تتذكر
وراياتك الخضراء تمضغ دربها ..... وفوقك الآف الأكاليل تضفر
نساء فلسطين تكحلن بالأسى .... وفي بيت لحم قاصرات.. وقصر
وليمون يافا يابس في حقوله .... وهل شجر في قبضة الظلم يزهر؟
رفيق صلاح الدين ..هل لك عودة .... فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم .... وجندك في حطين ، صلوا ..وكبروا..
تغني بك الدنيا.. كانك طارق .... على بركات الله ، يرسو .. ويبحر
تناديك من شوق مآذن مكة ..... وتبكيك بدر ، يا حبيبي ، وخيبر
ويبكيك صفصاف الشآم ووردها .... ويبكيك زهر الغوطتين ، ودمر
تعال الينا.. فالمروءات أطرقت .... وموطن آبائي زجاج مكسر ..
هزمنا .. وما زلنا شتات قبائل .... تعيش على الحقد الدفين وتثأر
رفيق صلاح الدين ..هل لك عودة .... فإن جيوش الروم تنهى ، وتأمر
يحاصرنا كالموت ألف خليفة ... ففي الشرق هولاكو ..وفي الغرب قيصر
أبا خالد أشكو إليك مواجعي .... ومثلي له عذر.. ومثلك يعذر
أنا شجر الأحزان، أنزف دائما .... وفي الثلج والأنواء ..أعطي وأثمر

من يقرأ هذه القصيدة لايختلف أن هذا مجنون العصر في الشعر لاحظ أني أقول في الشعر
سألته ذات مساء قبل رحيله سيد نزار مالشيء المختلف عندك عن بقية الشعراء ..؟!!
قال أخرجت الشعر من القواميس من يقرؤني لا يحتاج للسان العرب والقاموس المحيط
ثم أكمل .. يقول شعري أصبح في يد العشاق البسطاء وهذا ماميزني عن غيري ..
قال بلزاك صدق نزار

أما ما يورده البعض عن بعض الألفاظ التي قالها نزار فبرأيي أن هذا حق مشروع لهم كرأي وكحق مشروع لي أقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر بعض الأشياء الجميلة من إرث الجاهلية
مثل استماعه لبعض شعر الجاهلية فأخذ حسنه وترك قبيحه
الإشكالية دائما لدينا هي تلك القوالب الحاضرة لرمي الحُكْمِ فيها كلية ثم تنصب المشانق هذا يصلب وهذا يكرّم
كم فقدنا من الأشياء الجميلة تبعا لهذه النظرة القاصرة
أما كان الأولى في كل الأشياء ومنها الشعر أن تكون لدينا ثقة لنفرز السيء من الجيد لا أن نكون جاهزين لأقوال تلقيناها أن فلانا قال ثم نرد كل أقواله
ومن المعلوم أن الحضارات تتوارث بطبعها وتتراكم ونقرأ كثيرا في التراجم لكبار علماء الإسلام أنهم قرؤوا فلانا وفلانا مثلا لأرسطو وأفلاطون وبعض مترجمات الحضارة الهندية والفارسية وغيرها
ومع ذلك استطاعوا أن يأخذوا الجيد من علومهم ويتركوا مايخالف مبادئهم بمعنى أنهم لم يغلقوا باب الاستفادة من الآخرين حتى وهم على غير الملة والدين


- 2 -

مالونته باللون الأزرق في القصيدة يعطي دلالة أن الشيخ عائض لم يكن حديثه عن نزار حديثا حادثا أو جديدا أو أنه افتضح معلومة ظل يخفيها
كان من فوق المنابر وعلى منصات التتويج في المحاضرات يلقي قصائد نزار بحماسة لايمكن لراصد لتلك الفترة أن ينسى ذلك أو يتجاهلها
كان يردد نزار حتى ظن البعض - وللأسف - أن هذه القصيدة لعائض وكان الجمهور وربما البعض منكم في تلك الفترة يردد ( لله دره ودر أبيه ) وما عَلِمَ أن هذه الدعوة ذهبت لنزار الذي ظل حينا من الدهر يكفره
إذا ما أفصحه الشيخ عائض بالبرنامج ليس جديدا برأيي لا على عائض ولا لمن يستمع لعائض منذ تلك الفترة
كان نزار ملهم رجال الصحوة بقصائده العروبية وكانت الصحوة تلقيها في السياق الإسلامي


- 3 -

ألم أقل لكم إن البعض هنا يتلقى بعض المعلومات دون تدقيق وتمحيص بشكل جيد ..!!
مثل ذلك استدعاء القرين بقرينه واستجلاب صوتين بارزين في وقت مضى على أنهما متشابهان
وأنهما يدان يمنيان لجسد واحد لا يختلفان
منذ محاضرة الشيخ عائض القرني في الجامع الكبير القديم قبل هدمه ببريده والشيخ عائض لا يشبه الشيخ سلمان العودة وبينهما فوارق كبيرة جدا
الزمن وحده وفراغ الساحة أوجد هذين البشتين في نظر الآخرين على أنهما سواء
والصحيح أن لهذا مساحة وللآخر مساحة أخرى ففي الوقت الذي يتميز فيه الشيخ سلمان العودة بعمقه الفكري / الاجتماعي / السياسي
فإن الشيخ عائض جاء متميزا بقوة حافظة واستحضار للتاريخ والسيرة والشعر والوعظ بصفته البسيطة وبلهجته الجنوبية المحببة دون عمق فكري ولا سياسي
وكانت طبيعته منذ تلك الفترة متسامحة نوعا ما
بساطته تحرجه في كثير من المواقف وليسمح لي محبو الشيخ عائض أن أقول إن الشيخ في بعض المواقف تتحول تصرفاته لبعض ( السذاجة ) وكأنها غير مدروسة
أو غير متوقعة بمعنى أن الرجل الرمز والجماهيري يجب ألا يكون صانعا للخصوم بطريقة ساذجة مثل ذلك حينما تحدث عن قناة الجزيرة وعن أحمد منصور
وقال عندما وُجِّه له سؤال عنها وعنه فقال : ( إن أحمد منصور جاء بي بطريقة غريبة وكان يتحدث معي بطريقة ليست جيدة وهو مغرض أساء لي
وتعامله يعطي انطباعا عن فضاضة الرجل ..) وتحدث عن هذا الموضوع بطريقة غريبة
بغض النظر هل هذا الكلام صحيح من عدمه وبغض النظر عن أحمد منصور ومواقفه إلا أن مثل هذا الكلام بتلك الجرأة لايمكن أن يصدر بهذه الطريقة
الغريبة ومثل حديثه عن عبده خال وغيرهم حينما انتقدوا قصيدته قال : ( هؤلاء لايعرفون شيئا عن الشعر خلهم في أعمدتهم لأنهم لايفقهون )
كان بإمكانه أن يقول ( وجهة نظر لاتلزمني )
أيضا هل كان يلزم أن يعلن اعتزاله في تلك الفترة ؟!!
أتحدث وأنا أعرف الشيخ عائض عن قرب وأحب شخصيته المرحة المحببة ونكتته وطرفته ..
هذا يقودني للحديث عن الشيخ سلمان العودة والذي أعتبر أن هناك مساحات شاسعة بينهما من ناحية التفكير وقراءة الأمور ووزنها وضبطها
وسلمان أكثر دهاء من عائض وأقدر على اختيار أبوابه ونوافذه
لذا الجمع بينهما دائما على أنهما فرسي رهان برأيي أنه خطأ


- 4 -

( التغيير )
اللفظة المصلوبة في أذهاننا ,,
لفظة يفتخر فيها كل العالم أن لديهم تغييرا وتقدما إلا شعبنا والذي سيحوّل هذه الكلمة مع مرور الوقت لكلمة من ضمن الكلمات المنبوذة
خاصة إذا ظللنا نتعامل معها ضمن هذا السياق ( إيه الله يخلف فلان تغير ) أو ضمن سياق ( فلان تغير يامقلب القلوب )
(التغيير) لفظة محايدة في أصلها لها وجهان سلبي وإيجابي المؤسف أن أغلب سياقاتنا لها تأتي على الوجه السلبي
أخشى مع مرور الوقت أن يتحول الوجه الإيجابي لهذا المصطلح ( التغيير ) إلى حالة استثناء
بمعنى أن إطلاق العبارة دون تقييدها يذهب مباشرة للمعنى السلبي خاصة إذا ظللنا نتعامل معها في هذا السياق ونتحدث عن التغيرات بصفة سلبية دون قراءتها وتمحيصها
ولعلي أوضح المقصود بهذا المثال : لو جاء لك شخص وقال لك ( فلان تغير ) وأنت لاتعرف هذا الفلان مالذي سيتبادر لذهنك ؟
بالتأكيد ستقول سياق الحديث هو من يحدد هل هو الاتجاه السلبي أم الإيجابي وأنا معك في هذه
لكن لنطرح السؤال بطريقة أخرى وصلتك رسالة عبر جوالك ( فلان تغير) وأنت لاتعرف هذا الفلان أو لنفترض أن الرسالة وصلتك بطريق الخطأ
الذي أخشاه هنا أنه مع مرور الوقت مباشرة يتبادر إلى ذهننا أن التغيير يذهب للمعنى السلبي
هنا أتحدث عن ( مصطلح ) بعيدا عن الأشخاص


في الختام أشكر الزميل موديرن على هذا الموضوع والذي يبعدنا عن بعض المواضيع أمهات 10 بريال
من القلب أشكرك ولتغفر لي هذه ( الثرثرة ) ..

وأهلا بكـ ..