منتدى بريدة

منتدى بريدة (https://www.buraydh.com/forum/index.php)
-   واحة الحرف (https://www.buraydh.com/forum/forumdisplay.php?f=5)
-   -   رائعة الدكتور العشماوي الجديدة(بين البداية والنهاية) (https://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=101067)

ذكريات الشماس 10-01-07 12:12 pm

رائعة الدكتور العشماوي الجديدة(بين البداية والنهاية)
 
عن نهاية صدام حسين


عـدلُ الإلـه يُـقـوِّمُ الميـزانـا
وعلـى اليقيـن يُثبـتُ الأركانـا
ويُنبـه الإنسـانَ مـن غفـلاتـه
ويُريـه عُقبـى ماجنـاه عِيـانـا
عدل الإله يريـكَ أبعـدَ ماتـرى
أدنى وأشجعَ مـن رأيـتَ جبانـا
ويُريكَ غطرسـةَ الطغـاةِ تذلُـلاً
ورجالَهـم مـن حولهـم قُطعانـا
عدلُ الإله ومن يُحـاربُ قـادراً
خلقَ الوجـود وسيِّـر الأكوانـا؟
يا من جَلبت إلى العـراقِ دمـارَهُ
وظننـتَ أنـكَ تـرفـع البنيـنـا
أشعلتَ أعوامـاً بنيـران الأسـى
حتى غدا استِحسانُهـا استهجانـا
ما أنتَ أولَ ظالـمٍ فـي أرضنـا
لقـي النهايـةَ ذِلــةً وهـوانـا
سبقتكَ آلاف الـرؤوس تساقطـت
وكأنهـا مـا قارفـت عـدوانـا
أوْدى بها ظلـمُ العبـادِ وقهرَهـم
والظلـمُ نـارٌ تَحـرقُ الإنسانـا
اسأل بها النمرودَ حين استوثقـت
منه البعـوضُ ودوِّختـهُ زمانـا
واسأل بها فرعونَ ضـلَّ مُكابـراً
واسـأل بهـا قـارونَ أو هامانـاَ
مـا كنـتَ إلا عبـرةً مشهـودةً
للعالمـيـنَ تُنـبـه الأذهـانــا
وثناً جثَمْتَ على العـراقِ وهكـذا
عـدلُ الإلـه يُحطـمُ الأوثـانـا
مهلاً أبا الجُرحَ العراقـيَ الـذي
مازال ينزفُ،قد خسـرت رهانـا
عَلقـتَ مِشنقـةً لنفسـك منـذ أن
صيـرت أرضـكَ للهوى مَيدانـا
وقتلتَ نفسـك منـذ أن صيَّرتَهـا
فـوقَ الجميـع مكانـةً ومكـانـا
وحَفرتَ قبرَك منـذُ أن أطلقتَهـا
حرباً تُصيـبُ الأهـلَ والجيرانـا
أنتَ الذي مَزّقتَ شملـك حينمـا
نَحَّيـت عـن أَحكامـك القُرآنـا
منذ ابتدأتَ رسمـتَ دربَ نهايـةٍ
سـوداءَ لـو فكـرتَ فيـهِ لَبانـا
مَكَّنت جيـشَ الاحتـلال وذيلـهُ
في الرافديـنِ فحـركَ الطوفانـا
أسلمـتَ جَوْقَتـهُ الزمـامَ وإنمـا
هو ظالـمٌ بـكَ قـربَ القُربانـا
وغـداً ستُدرِكـهُ العدالـةُ إنهـا
كالشمس يَفضَحُ نورهـا الفئرانـا
إني أقـولُ وأنـتَ موعِظـةٌ لنـا
ليـتَ الطغـاةَ يُفكـرونَ الآنــا
ليـت الذيـن يُحطمـونِ عراقَنـا
ويُؤججـونَ لأهـلـه النيـرانـا
ويُوطِّئون لمـن يُُمـزقُ أرضـه
كََنفـاً ويُعطـونَ العـدوَ أمـانـا
ياليتَ من قطعـوا حبـالَ أخـوّةٍ
في الرافديـنِ وأعلنـوا النُكرانـا
يالتيهـم يستيقظـون وقــد رأوا
بكَ عبـرةً كُبـرى تَفيـضُ بَيانـا
ياليتَ من نظـروا إليـكَ مُسـوَّداً
ورأوكَ في سجنِ الطُغـاة مُهانـا
ربطوا البدايـةَ بالنهايـةِ فاتقـوا
ربَّ العبـادِ وجـددوا الإيمـانـا
يا موقد النارِ التـي مـا خَلفـت
إلا رَمــادا كالـحـا ودخـانـا
لمـا سمِعتُـك بالشهـادةِ ناطقـاً
أحسستُ أنَّ الصخرَ عنـدكَ لانـا
وفرِحتُ فرحةَ من يُحِـب لغيـرهِ
خيراً ومَنْ يرجـو لـه اطمئنانـا
أوكلـتُ أمـركَ للمهيمـنِ إنــه
مـن يِعلـمُ الإسـرارَ والإعلانـا
قد نلتَ في الدنيا جزائَـكَ قاتـلاًً
والحكمُ في الأخرى إلـى مولانـا
مهلاً أبا الجُرحَ العراقـيَ الـذي
جرفَ الطريـقَ وغيّـرَ العُنوانـا
من ظَن أن الأرضَ مُلـكُ يمينِـه
فقد استطـالَ وطـاوعَ الشيطانـا
ما قيمةُ الوطـنِ الكبيـرِ إذا غـدا
سجناً ًوصـارَ رئيسُـهُ السَّجانـا
يا مـن تزكـونَ المقـارفَ ذنبَـهُ
أنّـى يُزكِـي التائـهُ الحيـرانـا
هو فارسٌ بطلٌ وكم مـن فـارسٍ
بطـلٍ يُقبـحُ ظُلمُـه الإحسـانـا
إني أرى في الشَّنقِ أسوأَ صـورةٍ
تُدمي القلـوبَ تُـؤرقُ الأجفانـا
هي صورةٌ نكراءُ تُوحِـي بالـذي
تُخفي القلوبَ وتُشعـلُ الأضغانـا
ما أَحسنَ القتلَ الذيـن تضـوروا
جوعاً إليك وأحرقـوا الأغصانـا
قتلوكَ في العيد الكبيـرِ فشوَّهـوا
وجهَ الإخـاءِ وهيَّجـوا الطوفانـا
لكنَّ ذلك لا يُقـرِبُ ظالمـاً منـا
ولا يَستَـحـسِـنُ الطـغـيـانـا
أسفي لأمتِنا العزيـزةِ أصبحـت
تَنسـى ويَنسـى ذهنُهـا النُسيانـا
نَسيت حلبجةَ والكويتَ وما طوت
عنا السجـونُ ولـو بـدا لكَفانـا
ياقومُ،آثـارُ الجريمـةِ لـم تـزل
في الأرضِ يكشِفُ سمُها الثعبانـا
توقيـتُ آجـالِ العبـادِ مـؤقَّـتٌ
ممّن يُصـرفُ حُكمـهُ الأزمانـا
(كُن) ما جرى حكمُ القضاءِ بأمرها
في الكونِ إلاّ في الحقيقـة كانـا
بُشرى لأهل الظلمِ بُشراهـم فهـم
سيواجهون مـن الأسـى ألوانـا
ما ظالمٌ إلا سيلقى ظالمـاً أقـوى
ويَلـقـى الظـالـمُ الخسـرانـا

منقول من منتدى الدكتور العشماوي(أوفاز)

الكربوني 11-01-07 08:46 pm

؛
؛

هكذا هو
الشاعر د عبدالرحمن العشماوي

يسطر بجزالة حروفاً ومعانٍ لها في النفس وقعاً وأصداءا..

اقتباس:

مـا كنـتَ إلا عبـرةً مشهـودةً
للعالمـيـنَ تُنـبـه الأذهـانــا

اقتباس:

إني أقـولُ وأنـتَ موعِظـةٌ لنـا
ليـتَ الطغـاةَ يُفكـرونَ الآنــا


الساعة الآن 03:22 am.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة