![]() |
( - ) و ( + )
[align=center]http://www.grnaas.org/uploads/cc7ec4cdef.gif
بين اليمين والشمال .. والسالب والموجب .. ألف حكاية وحكاية ..[/align] |
[align=center]http://www.grnaas.org/uploads/670d38bbe7.jpg[/align]
[align=right]كنت منهمكا في شرح الدرس ولذا فقد اكتفيت بإصمات الرنين المتتابع من هاتفي الجوال .. من عادتي أن تظل المكالمات التي لم يرد عليها في الخزينة لحين الإستعداد النفسي .. والاستعداد النفسي للإتصال بالنسبة لي يكون غالبا في الطريق الطويل بينما أقود السيارة عائدا من المدرسة .. الرقم الذي ظهر على الشاشة كان غريبا نوعا ما .. لم يكن من محفوظات هاتفي .. ومفتاحه يشي بأن مصدره من العاصمة الرياض .. وفي الرياض العاصمة كثير من المؤسسات والمراكز التجارية والعلمية والإعلامية .. ومما زاد من هيبة الرقم لدي أن عليه مسحة مميزة حيث تتشابه كثير من أرقامه وتتجاور .. هل أتصل به ؟ الهاتف في يدي .. المكالمات التي لم يرد عليها .. خط مظلل على الرقم ينتظر مني اعتماد الاتصال .. وإبهام يدي اليمنى على الأيقونة الخضراء من الهاتف .. قبل يومين فقط كنت قد أرسلت مقالا منمقا لثلاث صحف ذائعة .. هذا المقال كتبته في حالة غير عادية من الحماس ولذلك فقد كانت كلماته حمما من الحمم كل واحدة منها تنظر إلى القاريء بعينين لاسعتين .. أعدت صياغته أكثر من سبع مرات تقريبا .. الذي أغاضني وجعلني أكتب المقال بهذه الطريقة وضوح الخطأ لدى الكاتب الذي قمت بالرد عليه .. يتحدث بكل برود عن التعليم وينتقد انتقادات هوجاء لصور شاذة في الواقع التعليمي الذي نعيش فيه .. قد يكون هذا الرقم لقسم التحرير في واحدة من تلك الصحف يرغب في الحوار معي حول المقال ؟! أو ربما عرضوا علي الانضمام إلى فريق التحرير ؟ .. كدت أن أعطي أمرا بالاتصال .. رفعت رأسي نحو الأفق البعيد خلف زجاج السيارة .. السراب يتراقص فوق الحشائش الصفراء المترامية على التلال بكل صمت .. وإبهامي مازال متكئا على أيقونة الاتصال الخضراء .. ولكنني لم أعطه أمرا .. حيث كانت علامة استفهام تتخلق بين تلافيف الدماغ .. من يدري ؟ ربما كان هذا الرقم لمركز شركة الحاسبات الدولية ؟ قبل عام .. وعندما أخذت أكثر من جهاز حاسوب من هذه الشركة كان الاتفاق يقضي بأن يتم التسديد بطريقة الأقساط الشهرية .. عشرة أشهر وأنا أجهز المبلغ قبل الموعد المحدد للسحب .. لم أتأخر في واحد منها .. ولكنني لشهرين اثنين لم أفطن إلى أن الحساب الذي يتم منه السحب لم يكن مشتملا على مبلغ القسط ! كم أبغض هذه الأقساط الشهرية .. يدعونك وهم يبتسمون .. ثم يدللونك وأنت على كرسي العرض .. وتقوم بالتوقيع .. ثم يلاحقونك مثل سائس العربة ! مر علي شهران ولم أسدد ! ترى .. هل يكون هذا الرقم لموظف التحصيل في المركز الرئيسي للشركة ؟ مددت يدي إلى فتحة المكيف ووجهتها إلي رأسا .. الحرهذه الأيام يعانقك في كل مكان .. وعدلت نظارتي الشمسية .. أهاا .. الحركة نفسها كان قد قام بها ابن عمي في الرياض .. عندما اتصل بي ضحى أحد الأيام وأبلغني أنه سيكون في منزلي بعد العشاء .. حينها .. تناولنا هو وأنا مع بعض الأخوة وجبة العشاء وكانت على مايرام .. لم لا يكون هو صاحب الرقم ؟ يلزمني إذن أن أتصل بزوجتي وأستنفرها ثم أنتظر رسائلها المتتابعة فيما تحتاج إليه لوجبة العشاء .. الزوجات دائما يكتبن رسائل الطلبات بكل ارتياح بينما الأزواج في الأسواق الكبيرة ينتقلون من قسم الأجبان إلى قسم اللحوم إلى قسم الخضروات .. ثم تعود بك الرسالة أخرى إلى قسم الأجبان !! فكرت مرة أن آخذ زوجتي بعد أن تكون قد ملأت ثلاث رسائل بالأغراض وأعطيها عربة وأجلس على الكرسي وأشاهدها وهي تركض في كل اتجاه .. حتى تعلم أن كتابة الرسالة لا يعني سهولة التسوق .. أو على أقل الأحوال ستتعلم فهرسة ما سأقوم باشترائه حتى يسهل علي .. هل أتصل على ابن عمي ؟ قطعت نصف الطريق إلى المنزل .. يجب على أن أتصل الآن لأتخذ بعض التدابير إن كان الأمر يقتضي ذلك .. إبهام يدي اليمنى على أيقونة الاتصال الخضراء .. اعتمدت الاتصال .. الرنين في الطرف الآخر كان كألف دقيقة مما تعدون .. تتصاعد فيه آمال وتتهاوى فيه أحلام .. صور شتى تتسارع .. تتقاطع .. تتنازع .. وجاء الصوت ثخينا بعد زمن لا أدري كم حسابه : - هلا .. - مرحبا .. - هلا بك .. - عفوا أخي .. أنت اتصلت علي قبل قليل؟ .. هذا الرقم ظهر في جوالي .. - نعم .. نعم .. معي أبو عبدالرحمن ؟ - لا .. - هذا جوال علي العبدالرحمن ؟ - لا والله يا أخي .. - طيّب .. نأسف على الإزعاج .. - حياك الله .. !![/align] [align=center]http://www.grnaas.org/uploads/70cef59553.jpg[/align] . |
بالرغم من أن هذه النهاية متوقعة في أغلب القصص إلا أنك استطعت وببراعة أن تلهيني عنها
كرمع ... كتاباتك مذهلة .... استطعت أن تنقلنا من أمام الشاشة إلى لوحتك الفنية التي أتقنت تفاصيلها .. اعذرني فأنا لا أحسن المديح .. تسمرت مدة طويلة أمام كلماتك في محاولة مستميتة لكتابة وصف لائق إلا أنني فشلت .. لكن هذا لا ينفي كوني متذوقة وقد حازت كتابتك على إعجابي بل هي من روائع ماقرأت هنا .. شكراً .. كانت نزهة رائعة .. |
:)
دائماً ما نحاول ان نسبق الأحداث ونشطح بخيالنا ونتوقع العديد من الاحتمالات ومانلبث إلاّ أن نرتطم بأرض الواقع .. اخ كرمع ,, متصفح ممتع ,, شكراً لك |
يالله
بعد السقطات المتتاليه لمواضيع القسم يأتي هذا الموضوع لينقله نقله مميزه أبحرنا معها في عالم الوصف والخيال أخ كرمع لاتحرمنا ذائقتك في هكذا مواضيع أنقذتنا والله بهذا الموضوع فألف شكر لك لاتوفيك حقك |
كرمع
ياترى لماذا يفكر البعض (( كثيرا )) بمكالمه وارده مجهولة الهويه لم يتم الرد عليها ...؟ كذلك لماذا لايقنع الإنسان نفسه بأن المكالمه التي لم يرد عليها لو كانت مهمه لأعاد المتصل مكالمته ...؟ اعذب تحيه للكل ... |
[align=center]
كرمع عاد بعد طول غياب لم أعهده ، نسجت بكلماتك مسارات للخيال ، مغلفة بقاموس من الجمال ، حيثما كان كرمع ، فللمتعة مكان ، شكراَ من الأعماق كرمع ، لك أطيب المنى [/align] |
استفد ان ارتب
مسجات الطلبات الف شكر |
مرحباً كرمع
ما أجملَ ماتكتب أحياناً أُحِس أنك تكتب لأنك تريد أن تقول .. وأحايينٌ أُخر أُحِس أنك تكتب لأن هناك من يريدك أن تكتب .. كيف هو فَطورك عزيزي ؟ |
[align=center]متصفح ممتع للغايه
اشكرك اخي كرمع .. تحيتي لك ,,[/align] |
ياالله ، بعد كل هذا الجمع و الطرح في الأفكار يطلع المتصل غلطان ! و لم تذكر لنا أخي كرمع ردة فعلك حينها .... و كل عام و أنت بخير و شهر مبارك عليك . |
عائدُ ُ ايها الصديق ...
فمازال في الذائقةِ بقية.. |
[align=center]http://www.grnaas.org/uploads/556759ba68.gif[/align]
[align=right]من وسط المزارع المهجورة في طرف القرية .. ومن وراء أشجار الأثل الكبيرة الواقفة هناك بكل خشوع .. يتهادى مقبلا ذلك الشيخ العجوز .. ألغاز الأرض كلها لو اجتمعت على أن تكون أكبر من أبي سعيد لما قدرت ! حتى علامات الاستفهام كانت تنظر إلى هذا العجوز دون أن تشبع فضولها ! أبو سعيد .. هكذا كانوا ينادونه .. كنا صغارا .. وكان عجوزا مسنا .. ليس بالطويل ولا بالقصير .. أسمر البشرة ..لم يتأكد أحد من أنه أعمى .. ولكنه كان يمشي مشية المكفوفين وإذا ناولناه كأسا من الشاي وضعه قريبا من عينه بينه وبين الضوء ! .. له شاربان أصفران هائشان يتحركان عندما يتحدث .. وشعرات بيضاء وسوداء متجعدة على ذقنه .. يعتمر شماغين داكنين مقلوبين كل واحد منهما يسخر من قذارة صاحبه ! كما يلبس ثوبين من الصوف مقلوبين ويابسين من الوسخ .. ويعتمد على عصا قد اسود مقبضه .. عندما نسمع وقع عصاه مقبلا نخرج مسرعين إليه خارج المنزل .. وتنفحه أمي قطعا من الخبز وقدحا من اللبن وشيئا من الشاي .. كان يصر على أن يجلس في الزقاق الترابي خلف المنزل ! كما أنه لا يتردد في كل مرة أن يطلب طعاما مبيتا منذ البارحة ! كنا نسبره من بعيد .. يجلس القرفصاء .. ثم يضع الطعام إلى جانبه .. ثم يتحسس الأواني بيده السمراء و يقوم برفعها إلى فمه وعيناه زائغتان في الهواء .. ربما حضر في يومين متتاليين .. وربما مكثنا شهرا دون أن نراه .. ولاندري كيف كان يقسم استضافته بين الناس ! المفارقة العجيبة في أبي سعيد وكله مفارقات أنه مع كل ماوصفته لكم كان ثرثارا بشكل غريب .. كما يحب أن يعرف كل شيء في القرية ! يسألنا دائما .. أختكم فلانة .. هل هي زوجة فلان ؟ - نعم .. - هل هي في الرياض ؟ - نعم .. - وماذا يعمل زوجها هناك ؟ ثم يرتشف كوب الشاي البارد وتتساقط قطرات منه على لحيته .. - هل تعرفون ممن أخذ ابن جاركم سليمان ؟ - نعم .. ونظل حوله هكذا .. هو يسأل ونحن نجيب .. كان لايدخل المسجد أبدا .. ولا يصلي مع الناس .. ويتململ عندما يقرأ أحد القرآن بصوت مرتفع .. كما كان لديه رهاب غريب من السيارات .. يحاول أن يبتعد عن أصحابها وهم يقفون إلى جانبه .. قال لنا مرة بعدما اغتبق لبنا في إناء أخرجته له أمي مع قصعة من التمر .. - قبل سنة .. وقف عندي في الطريق شباب على سيارة .. وطلبوا مني الركوب كي يوصلوني .. فرفضت .. وألحوا علي .. فاشترطت عليهم أن أركب في صندوق السيارة .. وأن لا يخرجوا عن الاسفلت أبدا ! - ولماذا هذا الشرط الأخير ياأبا سعيد ؟ ويرفع رأسه .. وتزيغ عيناه في اللاشيء .. وعلى أطراف شاربه بقايا من اللبن ويقول بكل ثقة : - خفت منهم .. ثم أضاف : ربما يخطفونني ! لم نتماك أنفسنا من الضحك وسألناه على الفور : - وماذا يريدون منك ؟ حرك رأسه في الهواء وهو يضحك ويقول : - الله أعلم .. هؤلاء شباب .. منهم من يفعل الفاحشة في البهائم .. أنا أحسن من البهيمة ! [align=center]http://www.grnaas.org/uploads/96c7adae21.jpg[/align] - من هم أهله ؟ وأين هم ؟ - .. لانعرف .. يقولون بأنه قادم من مدينة بعيدة .. وأن له أخوة أغنياء جدا .. كنا نلحف أهلنا بالأسئلة .. - ولماذا هو قذر هكذا ؟ - ................. - أين ينام ؟ - كثيرون يقولون بأنه ينام في وسط الأثل .. ونحن لاندري ! لحقناه مرة فيما كانت الشمس تنحدر خلف الكثبان الرملية .. كان كل شيء صامتا في تلك المزارع المهجورة .. وهو يمشي ويتحسس بعصاه الأرض .. حتى ابتعدنا عن المنزل فعدنا وصدورنا تخفق من الخوف والتعب .. بينما دخل هو بين الأثل .. ثم اختفى بعد ذلك .. [/align] . |
مميزومتميز ياكرمع فلاتبخل علينا بجديدك ,أما أبوسعيد هذا بالرغم من أنه يعاني من المس الجنوني إلا أنه صادق بخصوص بعض الشباب هدانا الله وإياهم. ورمضان مبارك عليك ياكرمع.
|
راق لي هدوءك...
|
الساعة الآن 03:10 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة