|
مذكرات مريرة ( 3 ) ..
[align=right]أهلا وتحية ..
وصباح / مساء مُتخم بمذكرات مريرة .. ..[ مدخل ] .. أحيانا يود الإنسان أن يكتب رسائل لتصل .. وإن كانت مريرة .. أنا هنا سأكتب مرارتي التي مازالت عالقة في فمي مرارة من أربع وعشرون سنة .. ولم أستطيع أن أتخلص منها .. لم أكن أخاف الظلام ..كنت أندس في ثناياه ..متقدمة العتمة الشديدة ومتحرشة بالمجهول الذي يختبئ فيه ..!! هل لأني لم أكن ناضجة ..!! وهل النضج معناه الخوف من كل شيء ..!! متى تعلمت أن أخاف ..!! متى كانت أول لحظة غُرست فيها هذه النبتة في داخلي ..!! في أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة ..!! كان عمري خمس سنوات , وكنت أبكي باستمرار في حضن [جدتي] رحمها الله وأسألها بلا انقطاع : لماذا لا أذهب للمدرسة مثل أختي [ عذاري ] .. جدتي كانت تحبني كثيراً وتلبي كل طلباتي , قالت لأمي : اذهبي غداً إلى المدرسة ولا تعودي حتى تسجليها هناك ..جلست على الكرسي في الرواق أمام غرفة المديرة بثوبي القصير وبساقي النحليتين .. [أمي] رحمها الله تقف بعباءتها السوداء أمام مكتب المديرة تحاول بخجل إقناعها أن تقبلني لديهم .. والمديرة ترفض قائلة : بنتك مازالت صغيرة .. وبعد إلحاح تقبلني كمستمعة ..!! كنت طفلة عندما تعلمت لأول مره معنى العقاب , الحكمة من أن تفهم أنك لا شيء إطلاقا , عندما تكون أنت والجدار كلاً واحداً لا يتجزأ , التصق ظهري به بأمر من المعلمة التي جعلتني أرى وأدرك حجم ضخامتها الهائل وتسيدها المطلق , ومدى ضآلتي التي تخيفني من الوجود .. هناك تعلمت [ ألف باء الخوف] , عندما صُفع خدي وارتجف جسدي النحيل وكنت على وشك الإغماء , رأيت شكله الكريه والمسطرة التي تهوي على يدي الطريتين . تتأتأت في أعماقي لغة التعبير عن الذات , حتى أصيبت بالبكم التام . من أنا..!! لا أحد . دخلت المدرسة لأكتشف أني لا أحد , لا معنى لي على الإطلاق , ووجدت بعد ذلك أن ميدان الخوف قد اتسع . وفي السنة التي بعدها سجلت المدرسة مُجبرة , وكان تسجيلي في مدرسة مُغايرة عن مدرستي المُخيفة .. اعتدتنا من معلمة القرآن أن يكون التسميع بشكل يومي .. وفي البيت كانت [أمي رحمها الله] وبيديها المصحف وتحفظني سورة قُريش . ذهبت أنا الطفلة المتحمسة رغم بقعة الخوف المتلطخة من أي شخص يُدعى [ أبلا , معلمة , أستاذة].. بدأ التسميع و كل صديقاتي لم يخطئن بأي حرف في التسميع والتي لا تخطئ تكون في قطار الشاطرين وجاء دوري فسمعت : لإيلاف قريش , إيلافهم رحلة الصيف والشتاء <<<عكست الشتاء والصيف وما كان منها إلا أن رمتني بالطبشورة فارتبكت , قالت : أعيدي السورة لم أستطيع , فطفلة صغيرة مثلي تتأتت لغة التعبير لديها , وبصرخة مرعبة بوجهي يا[ ريم ] على قطار الكسلانين . جاء وقت تحرك القطار المشابه للسلسال بداية بالشاطرين , وهي معهم يبدأ من فصلنا المزحوم مرورا بالفصول والتعريف عليهن والقول لهن أنهن [ شاطرات ] .. إلى غرفة المعلمات والمديرة , أما أنا فقد كنت في الفصل ومحكم علي الإقفال إلى أن يعودوا , جاء دوري الطفلة الوحيدة بقطار الكسلانين , ولا أذكر أن هناك قطار مبتور إلا قطاري المسكين , مسكت بي المعلمة مع كتفي وأخذتني بجولة للفصول وتقول لهم هذه الـ [ريم كسلانة] وهذا القطار قطار الكسلانين , إلى غرفة المعلمات والمديرة , وكانت الشفقة تنبع من عيني البعض منهن ويقولون لي : بكرا إن شاءا لله تجين حافظة وتصرين مع الشاطرين هه بعدها زادت بقعة الخوف والسواد تجاه المدرسة , وكانت النتائج .. فشل في الدراسة , تأخرت أربع سنوات من عمري بين السقوط والتأجيل ... إلى أن عرضتني أمي رحمها الله على طبيب نفسي وعالجني من هذا الذي يُدعى [ فوبيا المدارس ] .. انتهت قصتي .. لكن لن انتهي من تذوق طعم مذكراتي النتنة , ومازال في مذكراتي الكثير والكثير لعلها تعم الفائدة أكثر من أي شي , دمتم بحلاوة لا مرارة ..[/align] |
كلنا نـ عيش مذكرات مريرة
وكلنا من مر بتجارب قاسية لكن النظر إلى المشكلة وتأملها هو قرع لطبولها وزيادة على نارها لكن النظرة الإيجابية هي النظر لخطوات القمة وعددم الإنحناء والنظر للتجارب السلبية .. قد تكوني لم تكتبي هنا إلى لمهارت قلم وإبداع عقل وفكر لكن التفكير والتأمل وتقليب أوراق الماضي الحزين قد تؤثر من غير إرادة على واقع سليم ليتحول الماضي والحاضر إلى ورقة واحدة ذات وجهين .. التفاؤل هو مبدء شرعنا وهو أصل من اصول ديننا وهذا ما اثبته كتاب السر عندما قالت تلك الاسترالية كل ماتجذبه إليك سيأتيك فلنجذب إلينا كل ماهو إيجابي كي تدوم البسمة في قلوب الجميع . |
تفاصيل .. قطارك الكثير منا تعلق بركبه بسبب عدم الإدراك والوعي في ذالك الوقت وللأسف أننا متربعين في قطار الإخفاقات حتى هذا الوقت ... حتى أننا حققنا أشياء صعبه لم نتأملها .. وأخفقنا بأبسط طموحاتنا .. عندما لا يكون المعلم مدرك معنى التربية والانطباع الذي سيؤخذ عنه والبصمة التي سيضعها فذالك القلب النقي ومدى تأثيره على نفسية هذه الأمانة .. وكيف ستكون نفسيته عندما يراها الآخرون كسولة .. وهل سيتغير نظرت الآخرون عندما تتغير .... لو زرع العلم بدل الخوف في تربيتنا لأصبحنا علماء العالم .. ولكن قد يكون لها الفضل ببراعة قلمك ... كعادتك مبدعة ,,, |
أتسائل في نفسي وأقول, متى سوف نرى الصفحات المشرقة من صفحات صاحبة المذكرات المريرة :) ..... فكما للمرارة طعم .. فالفرحة تحفل بطعم أيضاً.... ربما يكون لحظياً (للقارئ والكاتب) ولكنه بالتأكيد أشد ووقعاً,
.............................. عندما يولد الإنسان , يولد ومشاعرة وأحاسيسه متصله لا تفارقة وأول ما يقوم به البكاء الغير مفهوم ليعطينا دليلاً على الكلام السابق!!! فكيف تعلم البكاء!!؟؟ كلها صفاتٌ موجودة ولكن أين المحفز. الخوف موجود وتُحرضه العوامل الخارجية أو تُثبطه وذلك على قدر ونوع المحُفز, في تلك الحالة تخيلت نفسي والفوبيا العجيبة التي إنتابتي في طفولتي .... فلم يكن خوفي نابعاً من موقف حصل في المدرسة وما شابه, بل كان خوفي يكتسب طابع الحُزن ... من فراق المستودع الأمين ومكمن الحب الدافئ "المنزل"... إلى مكان مجهول ... لم أألفه إلا بعد مُدةِ من الزمان, ............... أولاً, يجب أن يعي المعنيون , بحالة الطالب والطالبة النفسية ويراعونها .. فالتركيبة ليس متشابهة بين البشر.... فما بالكِ بأطفال!! يجب أن يعي الكثيرون أن هذه المرحلة ... مرحلة حساسة جداً.. لإننا نتعامل مع نموذج مجهول.... لانعلم خفاياه , وأسرارة , لإنه وببساطة لايستطيع التعبير بنفسه أو بمعنى آخر لايفهم ما به!! ... ولكن بدقتنا نستطيع إستغلال إنعكاس حالته على أفعاله, وهنا يوجد العنصر المهم. .................... تُشترط مقابلة الطالب والطالبة قبل دخول المدرسة.... والغريب أن التقييم لا يشمل هذه الأشياء!!؟؟ .............. إلى أن عرضتني أمي رحمها الله على طبيب نفسي وعالجني من هذا الذي يُدعى [ فوبيا المدارس ] .. في هذا السطر .... نهلت الكثير .... وانجلت المرارة جزئياً, إلى اللقاء, |
صباح الـــخير ايتها الطفله. النحيلة
اعجبتني مذكـــراتك. شكرا لك |
رائعه ..
أحب مرارتك هذه فزيديني..! |
[align=center]أختي تفاصيل
لا أنكر أنني أنتظر مذكراتك حتى لمجرد الإطلاع على محتواها ،،، ولن أُطيل وجودي هذه المره لضيق الوقت ... نشأتنا تلعب دوراً كبيراً بشخصيتنا ،،، فقد كنت أخاف الكره لوقت قريب لأنني تسببت لزميل أخر بنزيف من أنفه بسبب ضربه ( جاهل ) تلك الفترة ..!!! دور الأهل ليس التربية والتعليم فحسب ،،، بل أن لهم دورا أهم في تنمية قدراتنا ومواهبنا ويتعلموا فن إستئصال ذلك الخوف من المجهول ومن المستقبل لأطفالهم ... لا جديد ،،، كعادتك رائعة حتى بمرارتك ..!!! تحياتي [/align] |
[align=right]لي عودة يا كرام ..[/align]
|
تفاصيل.. اعدتي لي تفاصيل لم ولن تغيب عن ذاكرتي.. تجرعت مراره تشبه ماتجرعتيه اثناء تدريس عمتي لي طيلة سنوات صفوفي الدنيا..كانت تعاقبني اذا لم اكتب الحروف والكلمات بنفس طريقة الكتاب!تم لها ماأرادت واصبحت ناسخه متمكنه ولكنها نسخت في داخلي الخوف من الصوت العالي والضيق عندما يدقق الآخرون في خطي ورسمي ولازمني ذلك حتى ساعتك!!
|
الأخت تفاصيل تحية طيبة قرأت جميع مذكراتك المريرة طرح رائع وتعبير مميز وأجزم أن لتلك المذكرات فضل ولو بسيط في صقل موهبتك نتمنى من الله لكي التوفيق والسعادة على فكرة نتمنى أن تكون جميع مذكراتنا نبراس لنا للإبتعاد عن سلبيات التربية والتعليم والعادات الإجتماعية الخاطئة لنبني جيل راقي بمنتجاته وثقافته . |
"برأيي ....العيش في الماضي ومايحمل من ذكريات اليمة.... قد يكون سبب اخفاقنا مستقبلا .."
"... لست بمكان الناصح لك ..." "....لكن بحق اخوة الدين.. تفاءلي ..لا تجعلي حياتك تتعثر بين هاجس الماضي وهمه وغمه ..." غاليتي تفاصيل انثى ..... انتي كمن " صنع من الليمون شرابا حلوا " من مرارت الحياة صغتي لنا كلمات عذبة ...انتي حقا رائعة ..... سلمتِ وسلمت يمينك ..... |
[align=center]حرمان الطفوله..هي ذاكرتي المريرهـ لطالما تمنيت أشياء ولكن بحكم قدري ومع من أعيش سلب مني الكثير ممن يحبه الاطفال ويتمنونه -ألعاب ووو- لكني الآن كبرت واحمدالله كثيراً ولكن هذه الذاكره مازالت منطبعه على شخصيتي وآآآهاتي..
سلمت يدك أختي وهانحن نكبر وأصبحت من ماضينا المرير فحياتك وحياتي لم تقف والكل ينتظر منا المزيد والأفضل لعالمنا.. دمت بود [/align] |
الاخت الفاضلة ...سلاما من الله عليكم ورحمة منه وبركاته ...الكل منا ..لديه الكثير من مراحل تمثل انعطافا مهما في حياته ......ولو سردنا ذلك ...لطال الحديث عنه ....نتمنى ان نقرا ونسمع عن مذكراتك الجميلة وياما اكثرها .........وشكرا لك هلى هذه الخواطر...حتى لوكانت مريرة ....
..دمتي بخير |
مذكرة جميلة جمال طرحك .
|
سنحاول أن نبتهجْ
كي تبتهج في عيوننا الحياة ! فكل شئ نراهـ بما يسكنُ دواخلنا ! سأحاول الهروب من الظروف لأعود هنا .. |
| الساعة الآن 09:40 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة