السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم شكواي هذه لعلي ارى من سعادتكم مايثلج صدري
فى الاسبوع الماضي عوقبت ابنتي بالضرب وبشدة من الكاتبه وبسبب ذهابها لمشاهدة حفل الابتدائية من وراء سياج حديدي وبعد اذن من مدرستها
وماان علمت الكاتبه بوجودهم خلف الاسوار لمشاهدة الحفل حتى انهالت عليهم بالصراخ والضرب بالعصا بكل قوة دون رحمة ودون خوف من الله
لماذ الضرب مالجرم اللذي ارتكبته استاذنت من معلمتها لماذا العقاب دون سبب
والله ثم والله اذا لم ينظر للامر ؟ ولكن استشرت الكثير وعرفت انك تنضر لكل من يكتب هنا
الفاظ سيئة تطلق على بناتنا ضرب مبرح اهانات الى مالا نهاية
الضرب لا يكون هكذا
فابن مسكويه يقول: «إن طريقة التأديب للصبي يجب أن تمر بمراحل وهي التغافل أولاً، ثم التوبيخ، ثم الضرب». ويقول: «لأنك لو عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة».
وابن خلدون يقول: «من كان مرباه بالعسف والقهر، سطا به القهر، وضيق على النفس انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل، وحمل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، ولا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذ احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا».
وهكذا نظر المربون إلى وسيلة العقاب أن تكون معينة للتعلم لا قاهرة له، منبهة للغافل لا انتقامية ولا سلطوية، ولذلك فإنني أرى أن يدرس هذا الأمر بجدية لاسيما في ظل عدم الاختيار الدقيق والمعلمات، أولئك الذين ينخرطون في سلك التدريس بحثاً عن الوظيفة فقط بعيداً عن حب المهنة والتفاني من أجلها.
فانا انظر إلى مبدأ الثواب والعقاب كأداة تعليمية إضافية لتعويد الفرد التكيف مع مجتمعه بكامل تقاليده وعقيدته، لا أدعو للضرب مطلقاً ولا لعودته للمدارس، ولكن استعماله كآخر علاج، وفي الحالات التي تتعلق بالسلوك والأخلاق والنظام والواجبات الدينية والمجتمعية العليا
إن الضرب هو الوسيلة السهلة والتي تؤتي نتائج سريعة لمعاقبة الطالب على سلوك معين غير مقبول، هذا من وجهة نظر المعلم، ولكن الضرب ما هو إلا مهدئ أو مسكن مثل حبة «البانادول أو الأسبرين» وبمجرد زوال ألم الضرب فإن الطالب يصبح مهيأً للعودة للسلوك غير المرغوب فيه.
المعلمة التى تستخدم الضرب فاشلة بكل المقاييس؛ لأن المعلم الذي تتوافر فيه السمات الشخصية اللازمة والواجب توافرها في المعلم الناجح لن تجد العصا أو غيرها من وسائل العقاب إلى يده سبيلاً. ويعتقد أن عمر المعلم له دور بارز في قرار استخدام العصا من عدمها، فالمعلم صغير السن قليل الخبرة يكون عادة أسرع في استخدام الضرب من المعلمين الذين أمضوا مدة زمنية وتكونت لديهم الخبرات اللازمة.
أن من أهم الآثار المترتبة على الضرب هو اهتزاز شخصية الطالب وفقدانه الثقة في نفسه، وتعطل ظهور مهاراته وفكره الإبداعي، إلى جانب عدوانيته وبروز سلوك الضدية لديه، كذلك يصبح لدى التلميذ كره للمدرسة وكل ما يتعلق بالعملية التربوية من العوامل الأخرى، إضافة إلى تأصل السلوك غير المرغوب فيه من باب التحدي في بداية الأمر ثم يصبح سمة شخصية