|
كاكا في رحلة البحث عن وظيفة
تمهيد :- هذا صديق لي في المدينة له معاناة في البحث عن وظيفة نسجت له هذه القصة من الخيال علها تشفي سقمه وتنسيه ذلك الحلم ( الوظيفة ) .بطل قصتي هو كاكا وسبب التسمية لوجود شبه كبير بينه وبين اللاعب العالمي كاكا اترككم مع القصة وإن شاء الله تعجبكم. ~ 1 ~ جلس كاكا على الكرسي في غرفته المهملة المبعثرة .. فرد رجليه وأخذ يتأمل قدميه .. يقلبهما ويتحسس باطنهما ..كانت أقدامه متورمة .. عام كامل وهو يلهث ركضاً في شوارع المدينة يبحث عن وظيفة .. عام بتمامه وكماله وهو يعيش على وجبة واحدة خاصمها الدسم .. جذب من هواء غرفته الملوث نفساً عميقاً ونفخ زفيره في حزن قانط .. مد رجليه على آخرهما .. وغاص بجسده الناحل في باطن الكرسي الوحيد .. حرك أصابع قدميه ليطمئن فؤاده المشوش بالوسوسة من أنها لاتزال في مكانهما تؤدي وظيفتها .. شرد بذهنه بحصى الأمكنة التي زرعها مشياً .. والأبواب التي طرقها بلا نتيجة .. سحب من جيبه الفارغ إلا من هواء الغرفة الملوث قصاصة عليها اكثر من بقعة ، كان قد دون فيها خط السير اللاهث في مشوار الغد .. بالرغم من علمه المسبق بالجواب المأثور : لاتوجد وظيفة . |
~ 2 ~ مبكراً بعد صلاة الفجر ودعاء التوفيق .. غادر كاكا غرفته الخاوية .. واصل البحث من شارع إلى شارع ونظره يمسح اللافتات .. كانت كلها متفقة ( لاتوجد وظيفة شاغرة ) ..أحس بصداع يكاد يشطر رأسه .. ضرب يده السمراء المعروقة في جيوبه يتحسسها .. عسى ولعل .. مصمص شفتيه الجافتين وهو يحاور ( منطق الموقف ) : لابأس فقد شربت كوب الشاي تعلوه الرغوة قبل أسابيع مع صديقي عزو18 لا بأس علي مواصلة البحث ...ابتسم للخاطر المنطقي الباعث على الأمل وهو يردد : حقاً إذا لم يجد الانسان مايحب أحب مما وجد ..!! فلسفة باطنية في كيمياء اليقين .. يكمن فيها السر الباعث على الاستمرار الحركي.واصل كاكا خطواته في مشوار البحث المضني عن وظيفة .. كانت الجملة المأثورة يتردد صداها داوياً في كيانه المتعب : لاتوجد وظيفة شاغرة ..لاتوجد وظيفة شاغرة...لا .لا..!!.لكن كاكا لم يعرف يوماً في حياته شيئاً اسمه القنوط .. كان يشعر من فرط التعب كأنه رائد فضاء يحمله الهواء بعد أن فقد توازنه ... وفجأة تسمر في مكانه .. تعلق بصره بعد أن كان شاخصاً في اللافتات بالأرض ..في ركن قصي لمح حقيبة لامعة تتلألأ ملقاة بجوار الحائط... |
هههههههههههههههههههههههه
الله يكون في عونه... |
الرائع / عباس الشنقيطي ...
. . . هنيئاً لنا ولك هذا القلم الجميل . دمت بكل سعادة وراحة بال ... |
[align=right]مبدع بكل حالاتك العبآس ,
وبالفعل قلمك يستحق الوقوف من اجله , دمت مبدع اخوي ,,[/align] |
الأخ/هاري كان الله في عوننا جميعاً بسبب هذا القحط الشديد في الوظائف الأخ / مندوب الشمال لايكتمل بدر الروعة إلاَّ بوجودكم الأخ/RomanticTouch تعليقك وقراءتك تزيدني فكن دوماً بالقرب كل الشكر لكم جميعاً ولا يكفي |
http://www.numismondo.com/pm/sau/tn_...ls1983_jpg.jpg ~ 3 ~ تلفت كاللص في هلع ، كان الشارع خالياً من المارة وصامتاً .. ومع ذلك شعر بدقات قلبه تتسارع ... انحنى بجسده وطأطأ رأسه قريباً من الأرض حتى كاد أن يلامس الحذاء القديم المتسخ ..و .. خطف الحقيبة اللامعة .. تلفت من جديد في كل الاتجاهات .. وعاد مسرعاً الا غرفته يتصبب عرقه .. ارتمى منهكاً على الكرسي الوحيد .. وبلهفة فتح الحقيبة العجيبة .. فاتسع فمه على اتساعه ولم يستطع اعادته إلى حالته الأولى من فرط الدهشة .. بحذر من يخشى لدغة حية .. سحب ورقة مالية كانت بارزة .. تتابعت الأوراق من الفئة الكبيرة .. اختلط هواء الغرفة برائحة الاوراق المالية ..رفع ذراعه وبكم قميصه مسح العرق المنهمر من فوق جبينه .. كانت انفاسه تتلاحق وهو يحاول عبثاً أن يحصي .. توقف عاجزاً ولم يستطع مواصلة العد .. احتضن رأسه بين كفيه حتى لايفارقه من هول الدهشة ... وعاد النظر الى الحقيبة.. لمح اسم صاحبها وعنوانه ..هز رأسه وسرح بخواطره.. |
~ 4 ~ هز رأسه وسرح بخواطره .. واطلق لخياله العنان : وأخيراً بعد عناد وصدود فتحت لي الدنيا قلبها وكشفت عن سرها .. هذه الدنيا التي لاتساوي عند الله جناح بعوضة .. كانت في نظري مثل الاسد المرعب .. في الصباح سوف أشتري سيارتي المفضلة .. وسوف أشتري حذاءاً لامعاً مثل حقيبتي .. وفيلا بأرقى أحياء المدينة .. لا .. بل سأشتري حي العماري لأنه يحمل رائحة الماضي لصديقي العزيز عزو18 .هكذا كان كاكا يقصص القصص والاحلام على ذاته الجديدة .. وهو يدور في غرفته .. بعد أن بعثت النقود في نفسه معنى جديداً للحياة .. وقلصت الدنيا في عينيه ليراها على حقيقتها " جناح بعوضة ".أعد لنفسه كوباً من الشاي .. وعلى كرسيه الفريد وبتمهل ومذاق جديد لطعم الاشياء .. راح يرشف ويمط شفتيه .. نظر الى حذائه القديم المتسخ وهو يخاطب قدميه : منذ اليوم كُتبت عليك راحة أبدية سرمدية .. وضع ساقاً على اختها وانزلها .. مرر يده على رأسه .. مسح شاربه الخفيف بالسبابة والابهام .. تنسم عبير الغرفة العبق برائحة الاوراق المالية..تحرك يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً .. لم يفكر في النوم ..وظل هكذا حتى الصباح يقلب الأمور على جنب .. وعندما عاد من صلاة الفجر كان قد استقر على رأي.. |
~ 5 ~ انقشع الضباب فجأة .. وتضاربت الصور والأحلام ..واختلطت رائحة النقود مع الوهم ..وهو يشاهد نفسه يهم بتسليم النقود لصاحبها.. احمر وجه .. ونتفخت أوداجه وجلس يتمتم ..لا .. لا تسلم النقود ..! ....لا .. لا تسلم النقود ..! تعالا صوته وزاد في صراخه لا .. لا تسلم النقود ياكاكا .. ارجوك لاتسلم النقود .. تلبدت عيناه بالدموع .. وماهي الا لحظات حتى امطرت وسط صرخاته المتتالية. هلعت والدته .. هلع اخوه الصغير .. هلعت جميع أركان المنزل ماعدا صورة والده ..الملتزمة للصمت .. تسارع الجميع لغرفته .. فوجدوه ممسكاً بطيفه في قصة " لاتوجد وظيفة شاغرة " (1) .. |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
اقتباس:
|
قمه يالشنقيطي..
والى الامام وسلمت يداك.... |
اقتباس:
|
[align=center]العباس الشنقيطي::
مبدع ورائع قلمك فكر متجدد متابعين للقصه وتسلسل الاحدااث استمر [/align] |
صراع القناعات والتربيه مع الواقع المر
كان الله في عون كاكا ننتظرك يالشنقيطي |
| الساعة الآن 01:21 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة