![]() |
خصائص الثقافة الإسلامية
خصائص الثقافة الإسلامية
تتميز الثقافة الإسلامية بالخصائص التالية : 1ـ سلامة مصدر التلقي : تتميز الثقافة الإسلامية عن سائر الثقافات بأن مصدرها الأساسي هو الوحي الإلهي ، وجميع فروع هذه الثقافة من العلوم والمعارف تدور حول فلك الوحي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما أجمع عليه المسلمون ، وقد صح في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) رواه الإمام مالك والحاكم وغيرهما . 2ـ موافقتها للفطرة القويمة والعقل السليم : ومعنى موافقة الثقافة الإسلامية للفطرة القويمة ، هو أن الإنسان لو تجرد من الهوى والتعصب والاستكبار والعناد ، فإنه سيعترف بأحقية الثقافة الإسلامية وسلامتها من الباطل ، وموافقتها للحق ،وكذلك العقل السليم إذا تجرد من الأهواء سيوافق ما جاء في الثقافة الإسلامية ، ويشهد بأنه حق ، وسيجد ذلك متلائما مع دلالة العقل ، فلا يوجد شيء في الثقافة الإسلامية صحيح النقل عن مصدرها الأصلي الكتاب والسنة يخالف صريح العقل . 3ـ الوضوح والسهولة والبيان تتميز الثقافة الإسلامية بوضوحها وسهولة فهمها وأنها بينة لاتعقيد فيها ولا التواء كما قال تعالى ( ولقد أنزلنا آيات بينات ) ونظائر هذه الآية في القرآن كثير جدا . 4ـ سلامتها من التناقض ومعنى هذه الخاصية أننا إذا استبعدنا الدخيل على الثقافة الإسلامية وتخلصنا من شوائب ما نسب إليها مما ليس عليه دليل صحيح من القرآن أو السنة ، فإننا لن نجد فيها أي تناقضات البتة ، كما قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) . 5ـ لا يوجد في الثقافة الإسلامية ما يكون مستحيلا في العقل ، ولكن قد يوجد فيها ما يحتار فيه العقل . والمقصود بهذه الخاصية ، أن الثقافة الإسلامية قد تشتمل على أمور يمكن أن تحتار بعض العقول في كيفيتها لأنها ليست من قبيل الواقع المحسوس ، بل هي من أمور الغيب ، مثل الإيمان بالبعث والنشور ، والملائكة والجن …الخ ، ولكنها لا تشتمل أبدا على ما يحكم العقل السليم باستحالته ، كما يوجد في النصرانية المحرفة على سبيل المثال ، التي تؤمن بالتثليث وهو أن الله الواحد في زعمهــم ، هو في نفس الوقت ثلاثة أقانيم ( الأب والابن والروح القدس ) فالعقل يحكم باستحالة أن يكون الواحد ثلاثة ، وأما في الثقافة الإسلامية ، فلا يوجد البتة ما يقطع العقل باستحالته ، إلا إن كان منسوبا إلى الثقافة الإسلامية وليس منها . 6ـ العموم والشمول والصلاح لكل زمان ومكان وأمة وحال : جاءت الثقافة الإسلامية لكل العالمين من الجن والإنس إلى يوم القيامة ، كما قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وهي شاملة لكل ما يحتاجه الناس للفوز بالسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة قال الله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، وهي كذلك صالحة لهداية الناس في كل زمان ومكان وكل أمة وفي جميع الأحوال . 7ـ الثبات والاستقرار والخلود الثقافة الإسلامية محفوظة بحفظ الله تعالى إلى قيام الساعة ، ولقد تعرضت لكثير من الضربات من أعدائها حتى بلغت بهم الظنون أنهم سيقضون عليها إلى الأبد ، ولكنها عادت متجددة قوية مرة أخرى ، كما قال تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) . |
تابع
8ـ أنها ترفع قدر من يتمسك بها :
لما كانت الثقافة الإسلامية مصدرها من الله تعالى ، فقد تكفل الله تعالى بمن يتمسك بها علما وسلوكا بأن يرفع قدره ويعلي شأنه ، كما قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات ) ، ولهذا لما كان الأمة الإسلامية متمسكة بثقافتها الإسلامية أعزها الله ، جعل غيرها من الأمم تابعة لها . 9ـ أنها سبب النصر والظهور والتمكين قد تكفل الله تعالى بأن ينصر من يتمسك بدينه الحق دين الإسلام ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ). 10ـ الثقافة الإسلامية تمنح أهلها الراحة النفسية والفكرية الثقافة الإسلامية تعصم المتمسك بها من القلق والاضطراب الفكري ، لأنها تصله بالله تعالى ، فتطمئن النفس الإنسانية إلى خالقها ، وترتاح لذكره ، وتأنس الجوارح بعبادته ، فتحصل لها السكينة والاطمئنان والسعادة . 11ـ الثقافة الإسلامية تحدث تأثيرا بالغا في السلوك والأخلاق والمعاملة الثقافة الإسلامية تجعل من يتمسك بها حسن السلوك ، سامي الأخلاق ، شريف المعاملة ، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) . 12ـ تجمع بين مطالب الروح والجسد ، والفرد والمجتمع فهي لاتغلب جانبا من هذه الجوانب على الآخر إلا بقدر من الدقة والتناسب والتوازن ، ليحصل بذلك صلاح الروح ، وسلامة الجسد ، وفلاح الفرد ، واصلاح المجتمع . 13ـ الثقافة الإسلامية تعترف بالعقل وتحترمه ، ولكنها توجهه الوجهة السليمة وترشده إلى مجالاته التي خلقه الله من أجلها : الثقافة الإسلامية ، توجه العقل إلى تدبر الوحي ، وفهمه والتفكير في معانيه ، وكيفيه تطبيقها ، كما ترشده إلى ضرورة استعمال العقل في النظر في ملكوت السماوات والأرض ، وليدرك أسرار الكون وحقائق الحياة ، ويستعمل ذلك في عمارة الأرض بالخير ،وعبادة الله تعالى ، كما توجه الثقافة الإسلامية العقل بحيث لا يعترض على هداية الله تعالى ، ولا يطغى مدعيا أنه مستغن عن اتباع الرسل الكرام ، وذلك أن الإنسان إذا أطلق لعقله العنان ، بغير هدى من الله ، أورده موارد الهلاك والضلال ، وصار متبعا لهواه ، متخذا ألهه هواه ،ومن اتخذ إلهه هواه فقد ضل ضلالا مبينا ، قال الله تعالى ( أفرأيت من اتخذ ألهه هواه ، أفأنت تكون عليه وكيلا ، أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام ، بل هم أضل سبيلا ) . حامد العلي |
الساعة الآن 03:32 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة