![]() |
هــل الحــــب (فعــــل) اختيــــــاري ..!؟
هل الحب (فعل) اختياري .. أو هو (نتيجة) حتمية..؟؟ سؤال ولاشك عريض جدا من الصعب أن تفي به وتكشف عن كنهه كلمات عابرة..!! خاصة وجميع موروثاتنا على اختلافها تمنح الإجابة للخيار الثاني دون تردد من أن الحب هو قدر يصيب الإنسان دون (إرادة) منه..!! هذان السؤالان طرحا نفسيهما بقوة وعمق مع قرآتي لقصائد مغلية في التوجد والألم، وخواطر متطرفة في المعاناة والحسرة واللوعة..!! والزعم من أن الحب (يقتحم) و (دونما استئذان) عالم المحبين دون حول منهم ولا قوة..!! وأن الحب يفرض نفسه على القلب دون أن يكون له محض خيار أو إرادة..!! ولأني بدأت كلامي بسؤالين أولهما (هل الحب "فعل" اختياري؟) أم هو (نتيجة حتمية؟؟) فإنني أكاد أجزم أن الحب (فعل) اختياري..!! نبني صروحه و(قممه) نحن بإرادتنا .. لأننا نحن نريد ذلك..!! والمؤلم أن يكون ذلك –نادرا في اعتقادي- على حساب رابطة أهم وأقدس وهي رباط الحياة الزوجية..!! الحب هو نتاج عملية (التركيز) الذهني الداخلي لما يحدث في الخارج، وحيثما كان (تصوير) مايحدث في الخارج في الذهن تكون النتيجة..!! قد يلتقي شابان في مقتبل حياتهما فيملأ الحب كيانهما ويتصوران أن لاحياة لأحدهما دون الآخر.. فيكون حينئذ الخيار الشرعي العقلي (الزواج!!)، لكن المغرمان – أو احدهما – بعد برهة من زمن يلتفت نحو (عشق) جديد.. وهنا لن نسأل السؤال التقليدي: أين ذهب الحب..؟ بل سأسأل: لماذا ذهب الحب..؟ وما الذي جعله ينتقل نحو مرفأ آخر..؟ والسؤال المهم: هل بالإمكان (إيقاف) هذا الحب و(إعادته) نحو عشه الطبيعي والمفترض..؟ أما لماذا انتقل..؟ فالسبب أن المحب بدل تركيزه نحو محبوبة من مشاعر محبة ورضا واهتمام إلى مشاعر أخرى، ليس بالضرورة أن ينطق بها، لكنها تفرض نفسها من خلال حديثه مع نفسه، قد يجد الزوج من زوجته مأخذا معينا في لباسها أو حديثها أو أي شيء آخر وحينما تكون (استجابة) الزوج في داخله الذهني سلبية كأن يحدث نفسه بأحاديث منتقدة متبرمة، فإنه إنما يبدأ خطوته الأولى نحو (نقل) الحب..!! والسبب لأنه ركز على أشياء سلبية في محبوبته تعمل مع مرور الوقت على قتل الروح المحبة والمشاعر الدافئة..!! لنأخذ حدثا واحدا يتكرر في لحظات الحب –فترة الخطبة أو أيام الزواج الأولى - ويتكرر مرة أخرى بعد سنة أو سنتين من الزواج.. وننظر ردة فعل الزوج عليه، لنفترض أن (المحبوبة) سكبت كأس الماء على ثوب (حبيبها) دون أن تشعر وهما يلتقيان إحدى لقاءات العشق والمحبة.. ماذا سيكون رده..؟؟ ولنكرر الموقف ذاته حينما تفعله (المحبوبة الزوجة) بعد الزواج بسنوات.. ماذا سيكون موقف الزوج..؟؟ ردة الفعل ستختلف فقط عند من أبدلوا تركيزهم الداخلي نحو المحبوبة بعد الزواج.. بينما لن تختلف عند من أبقى تركيزه الداخلي مع زوجته هو ذاته قبل الزواج..!! أما هل بالإمكان (إيقاف) هذا الحب و(إعادته) نحو عشه الطبيعي والمفترض..؟ فالإجابة هي بالإيجاب .. أنك تستطيع أن (توقف) حبك الجديد و(تعيده) نحو مرفأه الآمن وملاذه المستحق..!! وذلك يحدث بأن تبدل تركيزك نحو الآخر ونحو من ترتبط بك شرعا (زوجتك)، وسيقول قائل متأثرا بالموروثات السابقة أن هذا مستحيل وأنه يخالف سننا سابقة، فأقول أنه مستحيل لأننا – أحيانا- لانريد ذلك.. أو نستصعبه..!! أو أننا نبحث عن طريق سهل لانريد أن نتكلف معه عناء الإيقاف أو الإعادة..!! ولنا أن نعلم أن السبب الذي جعل القلب يتهيأ لحب جديد ليس تحولا فجائيا كما يظن بل هو (فعل) من التركيز السلبي على مدى وقت طويل ولد تهيؤا واستعداد للقلب لأن يتقبل أي وافد يفد عليه، يسمح بتعمق تلك العلاقة ونموها نموا سريعا في القلب هو التركيز الإيجابي على الوافد الجديد..!! وأختم بالقصة التي ذكرها أحد المستشارين النفسيين حينما تحدث عن ذلك الذي جاءه يسأله عن وضع ابنته بعد إنفصاله مع زوجته، ليسأله الدكتور عن سبب الانفصال ليجيبه: أنه لم يعد يحبها، فيكرر عليه الممارس القول أكثر من مرة (أحببها..!!) وبعد إقناعه بأنه (مايركز عليه) عاد إليه بعد فترة وهو يمسك بيده زوجته وقد عدل عن فكرة الطلاق وعاد الحب لعلاقتهما من جديد..!! فالحب إذن هو (فعل) إرادي .. نحن من نتحكم فيه، ونسمح لأنفسنا بأن يسيطر علينا ويعضد ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " إنما الحلم بالتحلم... الحديث"، وبالتأكيد أن قدرتنا على إدارة هذا الحب وتوجيهه تنطلق أساسا من قدرتنا على التحكم بذواتنا، فمن لديه القدرة على التحكم بذاته وتوجيهها الوجهة الإيجابية فهو سيحصل على أفعال ونتائج إيجابية، أما من يشعر بضعفه إزاء ذاته وعدم سيطرته عليها سيطرة تمكنه من العيش بكفاءة فإنه ممن سيرفعون رايات الاستسلام والتعلق بالمقولات المحبطة والمعيقة عن (اختيار) الأفضل الذي تستحقه الذات.. أسأل الله عز وجل أن يديم بيوتنا عامرة بحبه صلى الله عليه وسلم، وأن يحمي أزواجنا وزوجاتنا من معكرات الحياة ومفسداتها..!! |
مررت هنا
وسأعود للقراءة قريباً شكراً لك استاذ تركي |
لااعلم ولكن اظن من وجهة نظري انه ليس اختياري
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم" اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تؤاخذني فيما لا أملك " الذي عنا به زوجته عائشه رضي الله عنها وحبها لها دوناً عن نساءه... واشكرك استاذي على طرح موضوع بهذه الاهميه بأسلوب ينقل الينا شخصية الكاتب الرائعه البعيده عن التحيز والغضب والأزدراء والسخريه فهكذا امور دائما ماتناقش وتطرح لابهدف الحوارولكن لفرض رأي صاحبها.... تقبل مروري....... وتحيتي.. |
استاذي العزيز ابومحمد
اتفق معك نوعاً ما حول وجهة نظرك تجاه الحب ولا اعتقد بأن هناك تناقض بين رأيك وبين كون الحب امر حتمي لانملك التحكم به فالمفترض ان يكون الحب نتاج اعجاب بصفات المحبوب وبالتالي ليس بأيدينا ان نغض الطرف عن امور تسلب عقولنا متى ماتوفرت بشخص ما اذا الحب من وجهة نظري يجمع بين الاختيار والحتميه تقبل تحياتي |
الحب يأتي دون تخطيط مسبق..
لكن أعتقد بأن الإختيار يكمن في تحديد وجهة الحب وطريقة التعامل بين الطرفين وماشابه ذلك..! أتفق مع ماجئت به هنا فحين يخترق الشخص هالة الآخر ويدخل عالمه يختفي وهجه لديه.. فلابريق يجذبه..! وحده من يملك حباً صادقاً..يستطيع إستعادة لهفته..! تحيتي,,, |
شاكرة لك أستاذي الغالي أ.تركي التركي على طرحك الرائع... كما أن وجهة نظري تتفق مع الأستاذ:عبدالله الحلوه.. فالحب يجمع بين الإختيار والحتمية.... |
وفق الله الجميع لكل خير
أقول قد يكون اختياري وقد يدخل القلب دون استئذان لكن الأرواح جنود مجندة وهو شيء يقذفه الله في قلب الأنسان (وجعل بينكم مودة ورحمة) الحب من أسمى العلاقات وبه يرتفع الإنسان إلى أعلى درجات الجنان ومثاله في السنة كثير ومنه (رجلان تحابا في الله ) وبه إيضا يهبط أسفل الدركات (أفرأيت من اتخذ إله هواه ) والله عزوجل جعل جعل هذه الغرائز في الإنسان لحكمة فهي ليست بحد ذاتها تذم لكن الشخص هو من يوجه إلى الطريق الصحيح فالأنسان العاقل الحصيف لا يقدم شيئا على مرضات ومحبوبات ربه عزوجل والله عزوجل يقول ({ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )(أسأل الله بأحب أسمائه إليه وأقربها زلفى عنده وأعظمها وسيلة أن يملأ قلبي وقلوبكم محبة منه وإجلالا وتعظميا له ) |
الساعة الآن 07:27 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة