![]() |
الحج لا شرك ولاتعري
بسم الله الرحمن الرحيم الحج لا شرك ولا تعري خطبة جمعة 28/11/1431هـ د. صالح التويجري ان الحمد لله وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ لما قالت كفار قريش: إن نتبع الحقّ الذي جئتنا به معك, ونتبرأ من الأنداد والآلهة, يتخطفنا الناس من أرضنا خلافا وحربا, قال الله لنبيه: فقل: ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ) يقول: أو لم نوطئ لهم بلدا حرّمنا على الناس سفك الدماء فيه, ومنعناهم من أن يتناولوا سكانه بسوء, وأمنا على أهله من أن يصيبهم بها غارة, أو قتل, أو سباء. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ومن تشريف الله لهذا البلد الآمن ان لا تثار فيها أحقاد أو تنبعث خصومات ومشاجرات. وقد كان أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعرفون لهذه الأرض المباركة والبقاع الطاهرة حرمتها ويقدرونها حق قدرها فكان بعضهم يتحرج من الإقامة فيها مخافة أن يقترف ذنبا على ثراها الطاهر، إن السيئة في حرم الله أعظم من مثيلاتها في أي مكان آخر فمجرد التفكير في اقتراف سيئة في ذلك المكان يعاقب عليها فكيف بمن يرتكبها؟! (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) و الإلحاد والظلم كان أن يهم بأمر فظيع من المعاصي الكبار كالشرك او أن يعمل فيه عملا سيئا.. ويدخل تحت هذا كل ميل عن الحق إلى الباطل كالنطق بالأقوال الباطلة والترويج للمذاهب الفاسدة والأفكار المنحرفة لأن هذا البيت الذي أقيم لرفع كلمة التوحيد وتحقيق الدين الخالص ينبغي أن يكون مهيئا على مدى العصور والأزمنة للطائفين والعاكفين والركع السجود وألا يشغلوا بما يفسد عليهم حقيقة العبادة ولذة المناجاة من أقوال أو أفعال تثير الفزع والخوف وتعكر صفو هذه العبادة وتحيل أمن الناس وطمأنينتهم إلى قلق واضطراب. قال الله تَعَالَى( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِين,,,, قال ص« إن الإيمان بدأ غريبا ، وسيعود كما بدأ ، فطوبى للغرباء إذا فسد الناس . والذي نفس أبي القاسم بيده ، ليأرزن الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها » وكما انتشر الإسلام في ارجاء المعمورة ومد رواقه على حضارات وثقافات فسوف ينكمش في آخر الزمان عند ظهور الفتن وينزوي الى ما بين المسجدين لينطلق انطلاقته التصحيحية التجديدية الأخيرة على يد المهدي وقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه،حين بعثه - في الحجة التي أمره عليها قبل حجة الوداع - يوم النحر، في رهط يؤذن في الناس: ألا، لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان وهذا معلم عظيم لتطهير الحج من أي انحراف عقدي كالشرك وذرائعه من الاستغاثات البدعية الشركية والشعارات الوثنية والنخوات الشعوبية والأراجيف الأمنية والانحراف الأخلاقي السلوكي فلا يطوف بالبيت عريان فمنع التبرج والسفور ودواعي الفاحشة والزنا من الغناء والتفلت الأخلاقي وموروثات الشهوات ولئن كانت شرائح المجتمعات تفد الينا ولها عادات وتقاليد وطقوس فلنا دين نحتكم اليه يحفظ خصوصية الحرمين وما حولهما عند تخلع كل المتعلقات فهم انما وفدوا حجاجا وليسوا سياحا مع ان السياحة ضمن أنظمة البلد المضيف وأعرافه وهويته تبقى فيصلا في التصرفات وهنا تتأكد المحافظة على بلادنا من كل صور الاختراق الديني او السياسي او الاجتماعي او الفكري او الاقتصادي وحين تفتح الدولة ابوابها برا وبحرا وجوا لكل من اراد الحج فمن حقه عليها ان تحرسه ومن حقها ان تمارس حقوقها وصلاحياتها وخصوصياتها فالدولة وفقها الله حشدت كل القوى وسخرت كل الجهود وبذلت كل الأموال بلا من ومقومات الأمان بسخاء من مساجد وفتاوى ودعاة وامن وصحة غذاء ودواء وطرقات ونظافة وإن شرق بهذا الدور الريادي متعصبو الديانات المنحرفة والعرقيات الجاهلية فانت ايها المواطن حارس امين يقظ حتى لا تخرق السفينة وانت ايها الوافد تؤدى الفريضة كما قصدتها من خرجت من بلدك دون توظيف لأهداف تعارض الحج ومقاصده السامية إن واجبنا نحن المسلمين ممن يؤمون هذا البيت الآمن وتلك الأماكن المقدسة أن نراعي حرمة الحرم وأن نعرف له قدره وأن يحذر الناس من الإلحاد فيه بأي شكل من أشكال الإلحاد. إن على الحجيج أن ينصرفوا إلى أداء عبادتهم ومناسكهم على الوجه المشروع وأن يتجهوا إلى ربهم بالتلبية والدعاء والتحميد والتهليل في خضوع وخشوع وتذلل. نسأل الله أن يتقبل من الجميع وأن يحفظ بيته من كل سوء أو مكروه وأن يديم أمنه على هذه البلاد المباركة. |
[align=center]الله يجزاك كل خير يا شيخ صالح
ويفتح عليك فتح العارفين بة متصفح قيم بغنى عن شهادتي المتواضعه وغيري به تقبل اعطر التحايا[/align] |
جزاك الله خير يا شيخ ورفع قدرك في الدارين ، يعني هل نقول إن الخطبة لم تلقيها حتى الآن أو الموعد الجمعة غدا ، بادرة طيبة ..
|
جزاك الله خير يا شيخ صالح
موضوع قيم. |
جزاك الله الف خير
|
جزاك الله خير
انا حقيقة اعجب كثيراً بمقالاتك شكرا لك تحياتي عبدالمحسن الحسني ابومروان |
بارك الله فيك شيخنا الفاضل / صالح التويجري على هذا المجهود الطيب جعله الله في ميزان حسناتك .. أما بعد :
قال الله تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } فهذه الأشياء ( الفحش في القول والمعاصي والجدال بالباطل ) وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان فإنه يتأكد المنع منها في الحج ، لأن المقصود من الحج الذل والانكسار لله والتقرب إليه بما أمكن من الطاعات ، والتنزه عن مقارفة السيئات ، فإنه بذلك يكون مبروراً ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، فينبغي لكل مُحرِم بالحج أن يلتزم آدابًا رفيعة مع الخالق جل شأنه، تصل بالحاج إلى مراقي الكمال الروحي والسلوكي والأخلاقي مع ربه ثم نفسه ثم الناس. نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته . تحياتي |
تفاؤل التفاعل
لكل الاخوة والاخوات ارسم شكري وتقديري لمرورهم واتمنى ان يضموا الى شكرهم اسهاماتهم في الموضوع لمزيد الاثراء
|
الساعة الآن 08:31 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة