مشهد مثير للشفقة حين تنشط الرياح ليتحول البرنامج الرياضي والصحي إلى محاولة للسيطرة على الوضع

إحداهن تجرجر العباءة ..دون جدوى ..والأخرى تعكس الاتجاه ..والثالثة تجثو على ركبتيها ..والرابعة تقول أمروها كما جاءت ..حتى تنجلي العاصفة ....

لم تعد الرياضة ثقافة ترف بل هي ثقافة وعي ..وأكثر من ذلك هي في كثير من حالات النساء برنامج علاج ضروري ..

أنا كرجل أعمد إلى ممارسة المشي على المضمار في شدة الحر – بعد العصر - تحاشيا لكثرة النساء
أما أهل بيتي فهم محرومون من المشي رغم الحاجة ..لأن البيت غير مؤهل .. وزوجتي ترفض المضمار رغم أنني أطرح عليها مجموعة خيارات من جهة الزمان والمكان وتقول (خزية أتبادح بين الرجال) ..(شكله دبية صح) ؟

من المؤكد أن النساء هن أكثر احتياجا من الرجال للمشي بسبب السلوك الغذائي القائم مع انحسار فرص المشي الحقيقي للمرأة

ومن المؤكد أن النساء هن أحوج إلى المنتزهات التي توفر درجة أكبر للانطلاق

ومن المؤكد أن الكثير من النساء اللاتي يمارسن الرياضة في المضامير ..هن مضطرات ومحرجات

ومن المؤكد أن السكر والضغط وأمراض القلب موجودة وكثيرة بين نسائنا ..والإطباء يلحون ويؤكدون على الرياضة ..وهن أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا ...أفليس من حقهن الضروري توفير هذا الاحتياج ..ولا تنسوا حال الكثير منهن من حيث الوزن ..وهو أمر مزعج لو فكرت بممارسة المشي مع الرجال ... مسكينة ( سمنة + حياء + حساسية مفرطة + مرض وحاجة ملحة )

ومن المؤكد أن هناك أعداداً كبيرة من النساء محرومات من المشي بسبب عدم توفر المكان المناسب ...

ومن المؤكد أيضا أن فكرة إنشاء مضامير للنساء ليست فكرة صعبة التحقيق.. وبعيدة المنال ...بل إن إعادة صياغة بعض المضامير بحيث يوضع مضمار يشكل حزاما داخليا مواز للحزام الخارجي بفاصل مئة متر كفيل بتحقيق كثير من المطلوب ...وإن كان المطلوب أكثر من ذلك..

ومن المؤكد أن عدم تخصيص مسطحات منفصلة للشباب هو أمر مزعج لكثير من العائلات ومنفر للكثير الآخر ..

بقي أن أقول :

1- هذا هو مجتمعنا مجتمع حيي.. فطر وتربى علي الحياء فإما أن نبني مشروعاتنا وفق مجتمعنا أو أن نقول هذه ليست لكم ...

2- كثير من الناس – وخاصة المسئولين - لا يستشعرون الحاجة كما هي .. بسبب وضعهم المادي الجيد الذي أغناهم عن هذه المواقع ووفر لهم بدائل تتمتع بالخصوصية والمستوى العالي ..أما أصحاب الدخل المحدود والأكسجين المحدود .. أصحاب المنازل الشعبية والشقق فلا بواكي لهم .. وهذه واحدة من ضرائب الفقر في مجتمعنا..(من قال لك تصير فقير)