عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-16, 04:02 pm   رقم المشاركة : 10
كروومه
مشرفة عامة
همسات نواعــم
مشرفة قسم الصحة والغذاء
 
الصورة الرمزية كروومه






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : كروومه غير متواجد حالياً

قصة رائعة ..🌹

حادثة وقعت بأواخر عهد اﻷتراك في سوريا عندما سلَّط الله تعالى الجراد على مزارع وزروع الناس ، حتى لم يبقى عود أخضر في البﻼد .
فلقد هجمت أسراب الجراد بأعداد كبيرة جداً ، ولكثافته كان يشكل سحابةً تحجب
نور الشمس أثناء طيرانه وانتقاله من مكان ﻵخر ، فبدأ يأكل اﻷخضر واليابس حتى التهم لحاء الشجر ، ونتيجة لذلك حدثت مجاعة كبيرة في البﻼد بسبب فقدان المحاصيل والمواسم الزراعية . هذا وسُمِّيت تلك الفترة العصلَّة القاسية
بزمن (سفر برلك ) ، إذ كانوا يُزجّون بالمعركة ضدّ الحلفاء بالحرب العظمى برّاً حتى ترعة السويس .
وخﻼل هذه الفترة جاء أحد المزارعين بقرية ( داريا ) قرب مدينة دمشق إلى السرايا يشكو مزارعاً في بلدته أن بحوزته نوعاً من المبيدات القاضية على الجراد قضاءً مبرماً ولم يعطِ منه أحداً ، أو يُعلم الدولة لتأمينه للمزارعين ، ودليله على
ذلك بستانه اﻷخضر وأشجاره المونقة الوارفة الظﻼل ، والتي لم يقربها الجراد ،
فهي ذات أثمار متدلية وفيرة وأعناب غاية في الجودة وطيِّب المذاق .
وهنا امتطى الضابط المسؤول حصانه وتبعه عدد من الشرطة ( الدرك ) للتحقيق بهذا الموضوع والتأكُّد من صحة أقوال هذا المزارع ، وانطلقوا مع الواشي إلى مكان البستان ، وعند وصوله رأى اﻷشجار الخضراء واﻷثمار اليانعة تماماً ، كما وُصفت له ، فطلب صاحب البستان ، وحين حضر ثار عليه والسوط في يده يبغي ضربه الضرب المبرح ، قائﻼً له :
لماذا تكتم هذا الدواء المبيد للحشرات عن المزارعين كما لم تُعلم الدولة كي تؤمِّنه للمزارعين ، فقط يهمُّك أمر نفسك أيها اﻷناني ! يا ويلك غداً بين يدي الله .
فأجابه قائﻼً : سيدي الدواء الذي أستعمله كلّهم يعرفونه وﻻ يستعملونه ، بل
يرفضونه بازدراء ... وكانت جمهرة من أهالي القرية ووجهائها قد تجمَّعت ، فنظر إليهم ضابطُنا ، وإذا بهم قد طأطأوا رؤوسهم ولم ينبسوا ببنت شفة خجلين مذلولين ، عندها خفض سَوْطه وقال له : ما هو هذا الدواء ؟
فأجابه المزارع : الزكاة ـ سيدي .. إني أتصدَّق بعشْر محصولي سنوياً طوال حياتي فحفظه الله لي ، فقال له الضابط : ماذا تقول ؟
فكرّر : الزكاة ، سيدي .
وهنا خاطب صاحب البستان قائﻼً : وهل يفهم الجراد ويميِّز بين بستان مزكّى وآخر غير مزكّى ؟
فأجابه : جرِّب ، وألقِ الجراد على الزرع .
عندها قفز الضابط من صهوة حصانه إلى اﻷرض بهمّة ونشاط وجمع بكلتا يديه
جمعاً كبيراً من الجراد من اﻷرض ، وألقاه في البستان ، وإذا بالجراد يرتطم بأرض البستان وزرعه قافزاً بجناحه مرتداً القهقرى خارج البستان ولم تبقَ جرادة واحدة في البستان ، بل كان الجراد يرتطم ويعود إلى مكانه دون أن يقضم ورقة من البستان ، فكرّر ذلك ثﻼث مرات ، وفي كل مرة يعود الجراد من حيث أتى وكأنه اصطدم بجدار منيع أو بنار محرقة قذفت به خارج البستان .
وهنا تذكَّر الضابط حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :
« حصِّنوا أموالكم
بالزكاة »
(المال المزكّى ﻻ يُحرق وﻻ يغرق ) .
بل يحميه الله من غوائل اﻷحداث ، فالكلُّ بيده تعالى .
فاحرصوا على زكاة اموالكم فهو الركن الثالث في الاسلام


« ما نقص مال من صدقة » .
« باكروا بالصدقة فإن البﻼء ﻻ يتخطَّى الصدقة » .

رسالتي لهذا اليوم طويلة لكن معبرة ومفيدة ...
نفعني الله وإياكم بمضمونها ..
أسال الله أن يتقبل منّا ومَمن أرسلها لي .

الصدقة
وماأدراكَ مالصدقة💕💞💕
🌹طاب يومكم بكل خير 🌹







التوقيع

رد مع اقتباس