عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-21, 06:22 pm   رقم المشاركة : 9
كروومه
مشرفة عامة
همسات نواعــم
مشرفة قسم الصحة والغذاء
 
الصورة الرمزية كروومه






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : كروومه غير متواجد حالياً

🛑 أول ما يُرفَع مِن هذه الأُمَّة ، ويُفقَد مِن دِينها : *( الخشوع )* ، ومن علامات رفعه وفقْده : انتشار الرغبة في الاستعجال بالصلاة لعدم الخشوع فيها ، كما قال الله عز وجل عن الصلاة : *﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾* .

---✺✺✺---

🔹 *فائدة : بيان أول صِفة في القرآن الكريم لورثة الفردوس :*

ذكر الله تعالى لورثة *« الفردوس »* - التي هي أعلى الجَنة وأفضلها - سبع صفات ، ابتدأها بأنهم مؤمنون خاشعون في الصلاة ، حيث قال سبحانه : *﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۞ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾* "اقرأ آيات : 1-11، من سورة المؤمنون" .

💠 *أحاديث مخيفة في الإخبار برفع الخشوع ، وبأنه أول شيءٍ يُفقد من الدِّين :*

1⃣ عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( أَوَّلُ شَيْءٍ يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ : الْخُشُوعُ ، حَتَّى لَا تَرَى فِيهَا خَاشِعًا )* (1) .

2⃣ وثبت في حديثٍ طويلٍ ، فيه أنَّ شدَّاد بن أَوْس - رضي الله عنه - قال : *( أوَّلُ مَا يُرفَعُ : الخُشُوعُ ، حَتَّى لَا تَرَى خَاشِعًا )* (3) .

3⃣ وجاء في حديثٍ طويلٍ آخر ، وفيه أنَّ عُبَادَة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال : *( إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ : الخُشُوعُ ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ ، فَلاَ تَرَى فِيهِ رَجُلاً خَاشِعًا )* (2) .

4⃣ وعن حذيفة بن اليَمَان - رضي الله عنه - أنه قال : *( أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ : الْخُشُوعُ ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ : الصَّلَاةُ ، ... )* إلى آخره (4) .

▪ *تنبيه :* تخريج هذه الأحاديث في آخر هذه الرسالة .

🔸 *ما هو الخشوع ؟ ، وما أصلُه ؟ :*

➊ قال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله تعالى - في كتابه « مدارج السالكين ، 521/1 » : ( الخشوع : قيام القلب بين يدي الرَّب بالخضُوع والذُّل ) انتهى باختصار .

➋ وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في كتابه « الخشوع في الصلاة ، ص : 29-30 » : ( أصل الخشوع هو : لِين القلب ، ورِقَّتُه ، وسكونه ، وخضوعه ، وانكساره ، فإذا خَشع القلبُ تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء ، لأنها تابعة له ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : *« أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلَا وَهِيَ : الْقَلْبُ »* [ رواه البخاري ومسلم ] ، فإذا خَشع القلب خشع السمع ، والبَصر ، والرأس ، والوجه ، وسائر الأعضاء ، وما يَنشأ منها حتى الكلام ) انتهى باختصار .

❁ *فاللهم اجعل قُرَّةَ أعيننا في الصلاة ، ولا ترفَع عنَّا بذنوبنا الخشوعَ فيها ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا .*

والله المستعان ، وعليه التُّكْلان ، ولا حول ولا قوة إلَّا به .

--------------------------------
📖 *حاشية في تخريجٍ مختصَرٍ لهذه الأحاديث :*

*(1) إسناده حَسَن :* رواه الطبراني في « معجمه الكبير » ، وبنحوه في « مسند الشاميين ، م : 1579 » ، وقال الإمام الهيثمي في « مجمع الزوائد ، 180/5 » : ( رواه الطبراني في « الكبير » ، وإسناده حسن ) انتهى .
*(2) إسناده صحيح :* رواه ابن حبان في « صحيحه ، م : 4572 » ، والحاكم في « مستدركه ، م : 337 » - واللفظ له - ، والطحاوي في « شرح مشكل الآثار، م : 303 » - واللفظ له - ، وغيرهم ؛ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الألباني في تحقيقه « اقتضاء العلم العمل ، م : 89 » : ( إسناده صحيح على شرط مسلم ) ، وكذا قال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه « شرح مشكل الآثار ، 278/1 » .
*(3) حَسَن :* رواه الترمذي في « سننه ، م : 2653 » - و اللفظ له - ، والحاكم في « مستدركه ، م : 338 » ، وقال الترمذي عقِبه : ( هذا حديث حسَنٌ غريبٌ ) ، وصحح إسناده الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في « صحيح سنن الترمذي ، 59/3 » .
*(4) إسناده حسن :* رواه أحمد في « الزهد ، م : 1003 » ، وابن أبي شيبة في « مصنفه ، م : 34808 » ، والحاكم في « مستدركه ، م : 8448 » ، وغيرهم ؛ وصحَّح إسناده الحاكم ، ووافقه الذهبي .

📌 إعداد الفقير إلى الله جل جلاله :
محمد بن صالح بن محمد السَّوِيد ( أبو أيوب )
غفر الله تعالى له ، ولوالديه ، ولجميع المسلمين .
بريدة - 1443/04/14هـ .







رد مع اقتباس