الكوكب
قالت الروح:
إذا الكوكب العلوي ألقى سلامه
على الأرض حياه من الأرض كوكب
قلت:عرفت الكوكب الذي في السماء,فما الكوكب
الذي في الأرض؟
قالت:هو الكوكب الذي أضاءت نفسه فشع نورا ليفسح في الظلمات طريقا للسارين..
قلت:ومن أين يستمد هذا الكوكب نوره؟
قالت:من هيجان الوجدان..ووهج في الكيان..
قلت:وما الذي يلهب الشعلة في الفؤاد؟
قالت:حين يسقى فتيل الروح وقوده الحقيقي..
قلت:زما وقوده؟
قالت:لكل روح وقودها..فاختر لروحك ما يشعلها..
وأحسن الاختيار..فإن من الوقود ما تخبو الروح بعده..ومن الوقود ما تظل الشعلة متقدة بسببه إلى حين تطفئها تلك الينابيع..
عدت وقلت:ما هذا الكوكب الذي في الأرض؟
قالت الروح:ذلك الذي يهتف إلى كوكب السماء,عندما توقظه النجوم فيراها باسمة,تنتظر همساته التي تصعد على جناحين تطير بهما الروح..
قلت:ومن يسمعها..وهي همسات..تصعد على جناحين..تحملها روح لطيفة؟
قالت:معشر الأرواح التي تلقي السلام على بعضها في معارج السماء المضيئة بضيائها..
قلت:وكيف عرفت الروح أن كوكب السماء يفهم همسات الكوكب الذي في الأرض؟
قالت:لأن الروح هي واسطة بينهما..
قلت:ها قد عرفت أن الروح هي بنفسها كوكب مضيء, يسري حين تسري الكواكب..وينير حين تنير الأقمار.. ويشع حين تشع الأرواح..
قالت:ولكن..ليست كل الأرواح كذلك..
قلت:حقا..ولكن روحا شاهدت على ذلك المسرح الكبير كل شيء,وهي روح ليست كأي روح..
هنا..ابتسمت النجوم لأنها عرفت كوكبها الذي يناجيها في الأرض..
فإن النجوم هي أكثر المخلوقات مراقبة للكواكب..