[align=center]
وهذا تعليق محمد الحمد ،
على تلك العبارة لإبن حزم رحمه الله ،
وقال ابن حزم -رحمه الله- في الأخلاق والسير: "العقل والراحة هو اطراح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق -عز وجل- بل هذا هو باب العقل والراحة كلها".
ولا يعني اطراح المبالاة بكلام الناس أن يتقصد المرء مخالفة الناس أو أن يعمد إلى مخاشنتهم، والإغلاظ عليهم لأن الحكمة -كما مر- مداراة الناس، ومعرفة أحوالهم، وإنزالهم منازلهم، فالحكيم الحازم العاقل يزن عقول من يلاقونه، ويحس ما تكن صدورهم، وتنزع إليه نفوسهم، فيصاحبهم وهو على بصيرة مما وراء ألسنتهم من عقول، وسرائر، وعواطف، فيتيسر له أن يسايرهم إلاَّ أن ينحرفوا عن الرشد، ويتحامى ما يؤلمهم إلاَّ أن يتألموا من صوت الحق.
فإذا قام المرء بما تقتضيه الحكمة - فليقدم على ما قصد إليه دونما التفات أو مبالاة بكلام أحد؛ فلا لوم ولا تثريب عليه حينئذ.
ولا ريب أن توطين النفس على هذا الأمر يحتاج إلى دُربَة، وتمرين، وصبر،
تحياتي [/align]