عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-07, 10:57 am   رقم المشاركة : 11
صاحي و رايق
موقوف من قبل الأدارة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : صاحي و رايق غير متواجد حالياً

(20)
- آلو، آلو!!
- ..................
- لقد انقطع الخط!! يبدو أن المفاجأة ألجمت لسانه!!!!وتهاوت "غدير" على الكرسي الذي بجوارها وهي تحملق في المكان بعينين فارغتين من كل شيء...
من كل شيء!!
التفتت لها "ندى" وهي تمط شفتيها و تُردف بلا مبالاة:
- لا تقلقي سيعاود الاتصال من جديد، كان متهلفاً للحديثِ معكِ..
"ماذا تقول هذه؟!"
و رفعت رأسها إليها وهي تنظر لها دون تصديق، خاطبتها بصوتٍ خافت يرتجف:
- لم قلتِ له ذلك؟!
- ماذا؟!
- لم قلتِ لهُ أني حامل، لم فعلتِ ذلك بي؟! سألتها بلوعة.
- لكنكِ كذلك. أجابت بتردد.
- أنا لستُ حاملاً!! صرخت بإختناق.
- لقد رأيتكِ تتقيأين عندما........
قاطعتها وهي تقبض على صدغها و تهز رأسها بألم:
- رائحة البيض لا أطيقه، يُثير فيّ الغثيان منذُ الصغر!!
- حسناً، لابأس، كان سوء تفاهم ليس إلا. علقت "ندى" بإضطراب.
- سوء تفاهم!! تقولين سوء تفاهم؟!! رددت بذهول.- عمر لن يغضب، سأقول له أن الحمل كاذب، لا تفعلي بنفسكِ هكذا..
- عن أي حملٍ كاذب تتكلمين، ، عمر سيطلقني، سيتركني بسببكِ أنتِ..
- كلا، عمر لن يتركك لخطأ تافه كهذا، أنتِ تبالغين. ردت بتهدج.
- أنتِ لا تفهمين شيئاً، لا تفهمين. وغطت وجهها بكفيها وهي تشهق بالبكاء...
جثت "ندى" بجانبها و هي تشدها من ثيابها:
- قولي لي ماذا أفعل، سأفعل أي شيء.
رفعت "غدير" رأسها بضعف و نظرت لها بتوسل:
- اتصلي له، أخبريه، قولي له أنكِ تمزحين..
هرعت "ندى" للهاتف وهي تعيد الضغط على الأزرار عدة مرات...
وبقيت على هذه الحالة عدة دقائق، ردت بصوتٍ خافت وهي تتطلع إلى "غدير" بإرتباك:
- لا يُجيب، لا بد أنها الخطوط ....وخيم الصمت حول المكان.....كانت تنقل بصرها بشرود بين ندى و يدها وسماعة الهاتف !!!وتمهلت عند سماعة الهاتف طويلاً....خاطبتها بصوتٍ أثيري كالحلم و هي تضم يديها إلى صدرها:
- كنتُ سأخبره وكان سيصدقني...
- ..............................
- هو يعرف بأني أحبه و لا أحبُّ غيره...
- .............................
- لقد اشتريتُ له هدية، قميص أخضر بلون عينيه!!! كنتُ سأسأله من أين اكتسب هذا اللون بعد أن يعود...
- ولكن ليس بعد الآن أليس كذلك؟! ليس بعد الآن.. و نظرت إلى "ندى" وكأنها انتبهت للتو من وجودها، صاحت بألم:- كلهُ بسببك، أنتِ السبب..وانسابت دموعها وهي تراها تغرق من جديد في نوبة من البكاء المرير...يا نجوم السماء ابقي يقظة...لا ترحلي، لا تأفلي كي لا يحلّ الصباح!!

لم تنم البارحة، لقد أبى الكرى إلا أن يحرمها النوم و راحة البال...
تقلبت على فراشها وهي تحاول أن تتجنب ذلك الضوء المضطرب المنبعث من قنديل الصباح...لم ينم البارحة هو الآخر، نهض منذُ بزوغ الفجر!!
لا يهم، لا شيء يهم!!!
و أزاحت الدثار عنها بضيق وتوجهت للمرآة..
عيناها متورمتان من كثرة البكاء، من شدة الألم، من تلك الغصة التي لا تفتأ أن تُضيّق عليها الخناق وتلاحقها كظلها كما تلاحقها عبارة:
"غدير، حامل!!"...أأنا حقودة؟!
أجيبوني!!أتخالوني أغار منها وأحقد؟!
ما بالكم تنظرون لي بشك!!!
قولوها أمامي و كفوا عن التحدث خلفي بهمس!!أجل، أجل، أنا غيورة، حقودة، قولوا عني ما شئتم، فقد تعبت، مللت، ضاق صدري!!وهذا الزوج البارد!!لا آخذ منه إلا الكلام، إلا الوعود السقيمة...اصبري، اصبري، اصبري!!!!!
لقد تعبتُ من الصبر!!
ماذا سيضيره لو سافرنا؟! ماذا سيخسر؟!
لم يحطم آمالي، لم لا يفهمني هذا الرجل؟!!
ألا يعلم؟!! قريباً ستمر الشهور التسعة كلمح البصر، وستُرزق هي بطفل..أتعرفون ما معنى "طفل"؟!
ذلك المخلوق الصغير ذي العينين الصغيرتين، ذلك الذي سينطق لها:
ماما!!
حينها سأجن أتفهمون؟!كلا، كلا أنتم لا تفهمون، لا تفهموني...أريدُ أن أصبح أماً، أريدُ أن أصبح أماً...
و دفعت الأشياء الموضوعة أمام المرآة بعنف، تحطمت، تكسرت وتبعثرت كروحها الممزقة في كل مكان وعادت لتجهش بالبكاء...
مقفل!! هاتفه مقفل منذُ البارحة...
لم لا ترد!!
ردّ علي، أرجوك...لا تتركني هكذا أخافُ منك...صمتك يُرعبني، أرجوك تكلم، قل شيئاً، لكن لا تسكت، لا تعذبني هكذا..الخطوط هي السبب، إنها كما قالت "ندى" متشابكة!! أنت لست اً مني...أليس كذلك يا "عمر"، اجبني، لم لا ترد علي!!
يا لقسوة قلبك، أهنتُ عليك بهذه البساطة!!و سمعت ضجة فالتفتت نحو الباب بوجل...أطلت "ندى" وهي تلهث:
- "عمر" عاد..
- كلا. صرخت بإرتياع.
وصمتت برهة لتلتقط أنفاسها ثم أضافت:
- لا تقلقي، لا يبدو عليه الغضب أبداً، ألم أقل لكِ..
- لا أريد أن أذهب، لا أريد أن أراه.
وانزوت للبعيد بخوف....
اقتربت منها "ندى" حتى أصبحت بمحاذاتها:
- ماذا سيقولون؟! زوجك عائد للتو من سفره وأنتِ هنا مختبئة؟!
- إنهُ لم يعد إلا لأنه يخالني كما قلتِ.. ردت بخوف.







رد مع اقتباس