[الذاهبة]

أخوتي الكرام .. السلام عليكم ،

حينما تسمع ، و تقرأ ، و يذكر لك .. قصص أقرب للخيال منها للواقع ..

حينما تأمن لمن حولك بأنهم ملائكة نور ، طهرة بررة ..

حينما تفتح ملفات و قضايا أخلاقية سرية .. و تهرب منها خشية ألا تروق لك عبثيات أراذل البشر ..

حينما يجتاحك شعور .. بأنك الساذج الوحيد في هذا الكون .. المغيّب عما يدور حوله ..

حينما تختار فئة "طفل" أو "عجوز" .. لتنضم إليها .. تحت شراع براءة الأول .. و زهد اليائس ..

حينما تؤخذ الحكمة من ( بائعات هوى ) .. و توقَّع العقود بين تجار "الهوى" ..

حينما تصدم للواقع المرير .. و تضطر للمكاشفة .. و تتجرع الفاجعة ..
..

كنت قد استجبت لـ دعوة أختي الطبيبة .. بحضور فعاليات المؤتمر الطبي

الذي يقام في فندق خمس نجوم المنطقة حيث تقيم أختي بدون تحديد أسماء ..

خلال ثلاثة أيام محددة .. من الاسبوع المنصرم ..

تعرضنا لظرف طارئ مما اضطرنا لإستقلال سيارة أجرة ..

صحبتنا فيها فتاة طال انتظارها أمام بوابة الفندق ..

و لأن مظهرها العام و غطاها لم يكن يدعو أبداً للريبة .. اطمئنت نفوسنا و لم نعارض ركوبها معنا ..

كانت للوهلة الاولى تبدو من فتيات القرى .. من لباسها المتواضع و طريقة كلامها ..

مما جعلنا نستغرب حضورها لوحدها لمثل هذه الاماكن ؟!

فتحت الحوار بيننا :

و بادرت بسؤالنا .. ( وش عندكم بالفندق ) ؟

أجابتها أختي كنا حاضرين في قاعة المؤتمر ..

فقاطعت أختي بقولها : ماشاء الله طبيبات .. يعني شبعانات فلوس ..

طريقتها أبداً لم ترق لنا .. ببجاحة و قَرْوَنَه ..!!

سألتها : انتي من اهل البلد هذي ؟ أتوقع لأ

أجابتني .. لا ياشيخة .. أحسن شي إنك تكوني في بلد غير بلد جماعتك ..

تسوين اللي تبين ولا يمنعك شي !

أنا جايه أتقهوى في الفندق .. و عندي شوية بزنس .. يعني تقدري تقولي وظيفتي هنا ..

و مع كل إجابة من اجاباتها .. أحس بزيادة في نبضات قلبي .. مع مغص شديد .. !

سيما و انها لا تنفك من توجيه عبارات عربجية لكل صاحب سيارة يقترب من سيارتنا ..

اللهم سلم سلم ..

أكملت معها الحوار .. بزنس ايش عفوا ؟

أجابتي .. يا حبيبتي شغل ( ........ ) بعيد عنك ..

تمالكت نفسي .. و تابعت الأسئلة ..

ممكن توضحين لي اكثر ..؟ كيف تسمينه بزنس .. ؟ و كيف بدأتي ؟

أجابتني بكل سرور و بكل صفاقة ..

شوفي يا أختي .. لا تسوين يعنني جاهلة .. انتي وين عايشة ؟!

انتي تعرفين الحياة صعبة .. و مافي احد يعطيك ببلاش ..

حتى لما تتزوجي زوج كحيان .. و هذا هو منجطل في البيت مو داري عن شي!

أنا أحب امتع نفسي .. احب احقق امنياتي ..

و بالنهاية هذا بزنس .. و ترى يطلع ملايين ..

أثناء شرحها لنا البزنس الخاص حقهم ..

رن جوالها ..

و كان الصوت واضح و قوي .. و حاولت قدر الإمكان ما أسترق السمع

لكن غصب عني سمعت .. الشكوى لله المكان محدود ولا يمديني اروح بعيد ..

لما قفلت الخط .. قالت : هذي صديقتي .. أعز صيقاتي ..

و بروح لها الحين ..

* من الفندق - إلى الصديقة .. و الزوج منجطل في البيت *

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

و قبل ما تنزل من السيارة .. وصتنا وصية :

( يابنات انتبهوا من هذول _ تقصد السواق الأجنبي _ ترى هم أساس البلى )

و إذا كنتوا متزوجات .. ترى أكيد ازواجكم أخذوكم طمعاً في فلوسكم ..

و نزلت من السيارة و راحت .. وعلامات الاستفهام و التعجب تملأ رأسي !!

لعلكم تذكرون موضوع سبق و طرحه أحد الاخوة هنا ..

( عن مراة تنظم دخول فتياة صغيرات على بائعي المحلات في أوقات الصلاة )..

هل وصل بنا الحال .. أننا نلمس فعلاً القصص اللي كنا نسمع فيها و نكذبها ؟!

هل معقول ماوصلت إليه درجات خدمات الـ vip و الغير vip في بعض فنادق الخمس نجوم !

هل كنت اتوقع في يوم إني راح أقابل ( ...... ) و اسمح لها تتكلم امامي و بكل جرأة و ثقة !


ليه الفساد يطغى و الصلاح يتخفى .. !

ليه الداشر قوي .. و الطاهر ضعيف ..!

ليه انعكست الآية .. و صارت العفة نادرة !

اللهم إني أعوذ بك من الفتن .. ما ظهر منها و ما بطن ..