مرحبا اخي الحصان الاسود
برأيي مشكلة التقاعد هي في المركز الذي يشغله الانسان وفي شخصيته ففي جانب المركز نلاحظ انه كلما كان المركز عالياً كان اثر التقاعد شديداً والحالة اصعب وكلما كان المركز بسيط كان اثر التقاعد بسيط والحالة اخف فمن شغل المكانة المرموقة وتعلق قلبه بالقيادة والشهرة وفكره بالطموح نجده عند التقاعد يصاب بقلق الانفصال ثم بالاحباط والانطواء ثم الانطفاء ثم الامراض العضوية بأمر الله ، وفي جانب الشخصية ارى انه كلما كانت الشخصية واعية ومستبصرة في نفسها ومحيطها وتملك قدرة على التكيف والاندماج والابداع وخلق الاهتمامات كلما سهل عليها انتاج مسار اخر يمنحها الهدوء والرضى النفسي عن الرتم المعتاد بالوظيفة ، لكن الغريب هو تمسك بعض الاشخاص بالوظيفة حتى بعد الكبر وبلوغ الستين وتجده يحاول التجديد او التعاقد واعتقد ان بمن عمره ستون عاما الافضل له ان يرتاح فلم يتبقى امامه الا سنوات قليلة ليتذوق طعم الحياة والاستمتاع بحميمية الاسرة ورعاية شؤونهم بدل رعاية شؤون الناس من خلال الوظيفة فالايمان بالنهايات وسنة الحياة والقناعة والاكتفاء كلها معاني يجب ان تكون حاضرة في ذهن المتقاعد حتى لايكون التقاعد سبب لعدم استمتاعه بالحياة كما يجب ان يكون.