فكرة تحويل مجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة إلى مجمع للتفوق فكرة ساذجة نشأت بفعل الحماس والرغبة غير المدروسة لا نقول ذلك انفعالا ولكن من خلال الرؤية التربوية القائمة على التحليل .
لنقم بتحليل للأمر:
- اختصارا للوقت ومحاولة لسرعة الوصول للنتيجة نطرح هذه التساؤلات وستكون الإجابة هي المقنع.
ما هي ضوابط التفوق لديهم وهل هناك شخصا متفوقا في جميع المواد يذكرني ذلك بطلاب التعليم الماضي الذين يقومون على حفظ واستظهار المعلومات ومن ثم نثرها في ورق الإجابة عند الاختبار .
ولنطلع على نتائج السنوات الماضية وفي نهاية الثانوية العامة كم نسبة الطلاب الأوائل من مجمع الأمير سلطان التعليمي في مجموع الذين حصلوا على مرتبة الأوائل ثم وكما يقول أحد التربويين طلاب المجمع هيئ لهم معلمون ومبنى وتجهيز يجعل البهائم تتفوق في وقت يفتقر فيه بعض طلاب المنطقة إلى أبسط مستويات الترفيه فلم لم يحتكر طلاب المجمع مستوى الريادة .
- والتفوق ليس حصرا على أبناء طبقة الأثريا والوجهاء فلماذا نجد في المجمع أن القبول يقتصر على النخبة لقد قال ذلك كما سمعنا وزير التربية والتعليم السابق في اجتماع مع منسوبي المجمع وعلى مشهد من المسؤولين في الوزارة .
- كم كنا نتمنى أن تكون الفكرة منصبة على مدارس الموهوبين أو المبدعين وأن تدرس وتطبق الفكرة تحت مراقبة بعض المختصين في هذا المجال وأن تبتعد عن التمييز الطبقي في القبول لقد قيل كل شيء بني على باطل فهو باطل .
- وما يحز في النفس أن الأموال التي أنفقت والجهود المبعثرة التي بذلت على فكرة التفوق خلفت آثار عكسية على المجتمع وعلى طلاب المجمع أنفسهم حيث شعر بعضهم بالإحباط نتيجة عدم حصولهم على تميز عن الذين درسوا في مدارس أخرى بل أن بعض الأولياء سحب ابنه عن المجمع لأنه وجد أن ساعات الضيافة والاستقبال التي يقدمها المجمع لكل ضيف تؤثر على مسار الدراسة فمن جاء ضيفا على بريدة يزور المجمع ليشاهد الإمكانات المبذولة على المبنى والتجهيزات له لكنه لا يشاهد برامج نموذجية وكم هو مثير للضحك أن تقام برامج للإثراء لا تمت لمستوى الطالب بصلة لا لشيء إلا بدافع البهرجة والتفخيم وهي مسجلة في برامج المجمع ومن رغب أن يتأكد فليطلع على برامج الإثراء المسجلة بالمجمع خلال السنوات الثلاث الماضية حتى قال أحد الطلاب الحريصون على الوقت في وجه أحد المعلمين في المرحلة الثانوية كفانا بهرجة وتفخيما ولنعد إلى جو الدراسة الحقيقي .
- خلاصة نقول أن فكرة مجمع المتفوقين كانت من الأغلاط التي ارتكبها مدير التعليم السابق في حق التعليم بالمنطقة والتي جاءت اجتهادا منه غفر الله له ذلك لأننا نحسبه كان يتلمس الصواب والرغبة في تسجيل نقاط متميزة في إدارته آنذاك لكنها كانت ارتجالا ولم تقم على أسس تربوية وضرت أكثر مما نفعت ولكن معالي الوزير الحالي وفقه الله كان أبعد ما يكون عن البهرجة فعالج الأمر بحكمة قبل استفحاله بالصورة التي تعلمونها ولا حاجة للتفصيل وما بقي الآن هو أن يعي مدير التعليم الحالي الموقف ويسير بخطى محسوبة يسجل في صالحه .