رحم الله ذاك الامام
لحسن الحظ أن بجواري ديوان الشافعي
أقتصر " لتشعب الديوان " في النقل على ماقاله الإمام في الأسفار:
سأضرب طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريبا
ويقول :
مافي المقام لذي عقل وذي أدب *** من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه *** وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده *** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض مافترست *** والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة *** لملها الناس من عجم ومن عرب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه *** والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه *** وإن تغرب ذاك عز كالذهب
ويقول :
تغرب عن الأوطان في طلب العلى *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم ، واكتساب معيشة *** وعلم ، وآداب ، وصحبة ماجد
ويقول في تشوقه إلى مصر " أشاركه الشوق
" :
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر *** ومن دونها أرض المهامه والقفر
فوالله لاأدري أللفوز والغنى *** أساق إليها أم أساق إلى القبر ؟
وفي رواية أبي بكر ابن بنت الشافعي : قال الشافعي بمكة حين أراد الخروج لمصر :
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر *** ومن دونها قطع المهامه والقفر
فوالله ماأدري أللفوز والغنى *** أساق إليها أم أساق إلى القبر ؟
قال فخرج فقطع عليه الطريق ، فدخل بعض المساجد وليس عليه إلا حزمة ، فدخل الناس وخرجوا فلم يلتفت إليه أحد فقال :
علي ثياب لو يباع جميعها *** بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها *** نفوس الورى كانت أجل واكبرا
وماضر نصل السيف إخلاق غمده *** إذا كان عضباً أين وجهته فرى
ولعلي " إن يسر الله " أعود لاحقاً لأضيف بعضاً من شعر ذلك الأمة الامام العالم العامل
شكراً لك على هذا الموضوع الرائع بروعة تواجدك أيها الكريم
دمت بخير