السيده الفاضله / نور الإيمان جزاك الله كل خير على كلماتك الرقيقه والتي لن أشك أنها
نصائح أخويه تنثرينها بنور الإيمان .. نور الله قلبك بنورٍ من نوره .. اللهم آمين .
الكريمه / لي وقفه أرجو منك أن تقرأينها بتمعن .
ليس هناك دليل لا من كتاب الله وسنة نبيه على أن نتعامل مع من يريد فضح المجتمع
وتعريته وكشف أسراره وتشويهه بالتي هي أحسن بل على العكس من ذلك فالصرامه
والتوبيخ بأبشع الألقاب هي الدواء الناجع والبلسم الشافي لهولاء أولاً ولمن تسول له نفسه
ثانياً ..
إنَّ رعايةَ الأخلاق الشريفة والعنايةَ بالفضيلة وإشاعتِها في المجتمعات من أهم المهمات وأوجب الواجبات ، ذلك أن انهيار الأخلاق وشيوع الرذيلة مُؤذِنٌ بأخطار فادحة تعم المجتمع برمته ، حتى يَشِبَّ على ذلك الصغير ويهرم الكبير .
ومن نظر في جانب الأعراض يدرك كما ابتليت الأمة اليوم بأشياء تقود كثيراً من أفرادها إلى الإخلال بها.
أرأيتم أيها الناس لو أن أحداً مجَّد مومساً أو عاهراً وأثنى عليه أو عليها بعهره أو عهرها ألا يتنقصه الناس وينبذونه.
إن الواقع اليوم أعظم من هذا وأكبر ، إنَّ دهماء الناس اليوم وعامتهم لو حلت بينهم عاهرة من عواهر التمثيل والغناء لازدحموا حولها يتمنون مصافحتها... أو حتى الحديث إليها... إن هذا ليس ضرباً من الخيال... ولكنه الواقع والحقيقة ، فالقدوة الكبرى لدى عدد من الناس اليوم هم أرباب التمثيل والغناء، حتى باتت وسائل الإعلام متخمة بتلك النماذج السيئة، وصار لها المشاركة حتى في مجالات شتى ، والنتيجة لهذه السفاهات يدركها من نظر في الأرقام المتصاعدة لجرائم الاختطاف والفواحش والزنا وحمل السفاح وغيرها من الموبقات .
وأما عقول الأمة وفكرها فالحال مؤسفةٌ ومحزنة ، فالاعتداء على العقول من خلال المسكرات والمخدرات وما في حكمها كثيرٌ مستطير .
وثمت نوع آخر من الاعتداء على العقول تمثل في التفريغ الفكري لموروث الأمة العلمي والثقافي ، وباتت علوم الناس اليوم وثقافتهم تشطح كثيراً عما كان عليه سلف الأمة ، وبات عدد من ذكور الأمة وإناثها مشدوهاً بالمناهج والأفكار التي تلقوها من الغرب والشرق، وصاروا حانقين على آداب الإسلام وتشريعاته، ويحاولون الالتفاف عليها بأنواع من الشبهات والضلالات . ( صيد الفوائد )
وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال : " ... لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطُّ حتى
يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا "
رواه ابن ماجة ( 4019 ) وحسَّنه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ
وإذ قال صلى الله عليه وسلم : " ... ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلَّط الله
عليهم الموت " رواه الحاكم في المستدرك "( 2/136 ) من حديث بريدة مرفوعاً
وصححه . وجوَّد سنده الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ في " فتح الباري "( 10/195 ) .
يقول الله تعالى (( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )) حاشا وكلا ورب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
إن حافظ السموات والأرض لايترك أصحاب الهوى يفسدونها كيف شاؤوا :
قال تعالى : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن )
إنه لايحب الظالمين ) 40 الشورى
ويقول تعالى : (ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً ) النساء 112
يقول الله تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) الشورى 42
يقول الله عز وجل : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون ) 19 النور
يقول السعدي : أليم موجع للقلب والبدن ، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين ، وجرأته على أعراضهم ، فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة ، واستحلاء ذلك بالقلب ، فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقلــــــه ؟ انتهى كلامه رحمه الله .
ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
هذا ذم لمن يحب ذلك ، وهو ذم لمن يتكلم بالفاحشة ، أو يخبر بها محبة لوقوعها في المؤمنين : إما حسداً ، أو بغضاً ، وإما محبة للفاحشة وإرادة لها وكل من أحب فعلها ذكرها .