عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-07, 07:57 am   رقم المشاركة : 10
خالد القحطاني
موقوف من قبل الأدارة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : خالد القحطاني غير متواجد حالياً


بــــ قلم خالد القحطاني *

في بداية الحديث عن موضوعك لابد أن نعرج سوياً لماهية الوصايه ودورها الحقيقي في بناء المجتمعات والأفراد ونوضح أنها طرف أساسي لاغنى عنها في البناء لا الهدم والذي تسعى إليه من خلال تشويه الحقائق وتمرير أفكارك والتي تتبناها من مخلفات الغرب ودعاة الإنحلال الفكري والعقائدي المسموم والذي سعوا ولازالوا يدسون ويحرضون على تمزيق اللحمه الأسريه بإدعائهم أن الجماعه تحد من إبداع الفرد الفكري في شتى مؤسسات المجتمع لأنها العائق الأكبر في تحرير الأفراد وإنطلاقهم نحو رحابة الفكر وهذا سمٌ رعاف لاتقبله العقليه المسلمه والتي جُبلت على الفطره السليمه والمنبثقه من كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم . فلو تأملنا مقالك وفندناه كلمه كلمه لوجدنا أنك بدأت الحديث عن التاريخ السلامي وكأنه مرحله زمنيه لم يعد يجدي الحديث عنها من خلال طرحك لمعوقات الفوارق الزمنيه والمكانيه بدليل نعتك أننا تحت وطأت التضخيم ! كيف لك أن تتجرأ على قولك وتبدأ التقليل من إرثنا الحضاري المتأصل بثوابت لايمكن أن نتنازل عنها ولو قيد أنمله . وتحشر دور الوصايه في العادات والتقاليد لتزيح المعنى الحقيقي لها وهي أنها من الثوابت والأصول التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (( كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته …)) الحديث فالرعايه هي أحد أركان الوصايه وقد ناقضت نفسك وبدأت تتحدث عن دور الأب الوصي على أسرته ثم حصرت الرعايه وعرٌفتها أنها عنصر الرقيب فقط دون أن يكون الحسيب بمعناه الشامل حاضراً يؤدي المفهوم السليم للوصايه ؟ ثم بدأت تنخر في أركان الأسره لتدعو إلى التمرد بدعوى التحرر الفكري والإستقلاليه بين أفراد الاسره دون أن تجعل حدوداً يتوقف عندها الأفراد لماهية الفكر ومعنى الإستقلاليه ؟ وهذا من ناحيه ومن ناحيه أخرى ماهو مُناط الفكر الذي تدعو إليه وتسعى إلى أن يتبناه الفرد كي تتضح لنا الصوره الحقيقيه لمرجعيتك العلميه .. أما الزاويه الأخرى والتي شوهتها فلابد أن نسلط الضوء عليها كي يراها البقيه من الأعضاء وهي العادات والتقاليد : لا أحد ينكر أن هناك موروث قِبلي تقلده المجتمع من المرحله الزمنيه التي سيطر فيها الإستعمار الغربي على جُل البلاد الإسلاميه وعندما طمس الإستعمار على العقليه السليمه والمستوحاه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والتابعين فخلف جيل جديد إعتمد الفكر الجاهلي القديم وإقتبس من عاداته وتقاليده حتى يومنا هذا ولكن لازال هناك عادات وتقاليد حسنه وزاد الامر حُسناً بعد أن بدات الصحوه الإسلاميه من جديد فـ لله الحمد والمنه . ولكنك لازلت تضع السم في العسل من خلال تأففك من العادات والتقاليد وأنها آيدلوجيه تدعو إلى (( العقل الجمعي وأن هناك مرضٌ إسمـــه الجماعه !! ونسيت أن يد الله مع الجماعه ووحدة الصف والكلمه دون أن نحصر دور الفرد في ظل الجماعه وفي بناء لبِنات الجماعه وتحقيق مصلحة الأمه الإسلاميه لرفع البناء ولحمة الصف ___ وهاأنت ذا تذكر أمثله في ثنايا موضوعك عن بعض السلبيات الفرديه من هنا وهناك وتفتري على الوصايه بأنها المسبب الحقيقي لها دون أن تكون هناك في مخيلتك أن الأسباب الحقيقيه هي الإبتعاد عن أوامر الدين والتأسي بسيرة السلف الصالح …..ومايحزنني هو تسلطك المباشر على المؤسسه الدينيه ودعواك الجائره بأنها تحد من حرية الإعتقاد والفكر دون أن تذكر لنا مثالاً واحداً كي نتناقش فيه بعيداً عن الإفتراءات المكوكيه فقد وقع عليك المثل القائل (( رمتني بدآئها ثم انسلت )) وهذا ديدنكم هداكم الله ..ثم هاأنت تدعوا إلى ديمقراطية الغرب من خلال المشاركه في كرسي الحكم وهذا خلاف المنهج الإسلامي الديمقراطي لأن حيثيات فكرك تدعوا إلى الفوضى العارمه في كافة شؤون الحياه بطرحك البعيد عن النضج والوعي لمخاطر هذا المنهج والذي يدعو إلى ماتسمونه بالمؤسسات المدنيه والأحزاب لتشتيت المجتمع وتفريق مساره المنظم تجاه ولائه للحاكم فأطلقت سهامك ونعته بالقطيع والتي لاقرار لها ولا رأي دون أن نحلل ونفند الرؤيه الحقيقيه لمايجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي الصحيح والذي كان في عهد الخلفاء الراشدين وبعض الأزمنه من بعده .. والتي كانت الشورى الصحيحه هي السمه الواضحه والمعمول بها والتي يجب أن ندعوا إليها ونفعلها لا أن نجعل الوصايه معول هدمٍ بتفسيرك الخاطيء لها بعد أن كانت معول بناء وتحضر .. وقد وضحت ودعوت في
موضوعي السابق عن المملكه تتجه للبيع بأن الشعب ليس له قرار ولا رأي من خلال الواقع المعايش فعكست واقعنا وبينت أن الشورى هي الحل الأمثل بمعناها والمعمول به
في الماضي وليس الحاضر .. فلا تظن أني قد وقعت في شباكك من حيث إنتقادي للحال
الذي نحن عليه الآن.. فقد وضعت الحلول المناسبه وليس كدعواك والتي لا أرى أنها صحيحه وآثارها عظيمه من المنظور البعيد حيث أن الحزبيه داء عظيم .. ومن آثار دعواتك التي تدعو إلى التعجب والإستفهام أنها تدعو إلى التفرقه بدعوى العصرنه والإبداع الفكري والله يقول {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} (المائدة:الآية55) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: "وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ..ويوالي ويعادي عليهاغير النبى صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لها شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون" فالله المستعان كيف لك أن تحصر فهمك لمعنى الإبداع والتحرر من خلال زاوية الوصايه ؟ فهل لديك مآرب أخرى تريد من خلالها أن تمرر مُرادك والذي تريد تحقيقه ؟{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم 31 :32 )
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (الأنعام:159)
فهذه الفرق والأحزاب الموجودة على الساحة اليوم لا يقرها دين الإسلام بل ينهى عنها أشد النهى وهى من كيد شياطين الجن والإنس لهذه الأمة والأصل الاجتماع على عقيدة التوحيد وعلى منهج الإسلام جماعة واحدة و أمة واحدة ، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الانبياء:92) وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران:الآية103).

يقول الشيخ بكر أبو زيد : "إنَّ إنشاء أي حزب في الإسلام يخالفه بأمر كلي أو بجزئيات لا يجوز، ويترتب عليه عدم جواز الانتماء إليه، ولنعتزل تلك الفرق كلها، وعليه فلا يجوز الانصهار مع راية أخرى تخالف راية التوحيد بأي وجهٍ كان من وسيلة أو غايـة. ومعاذ الله أن تكون الدعوة على سنن الإسلام مِظَلَّة يدخل تحتها أي من أهل البدع والأهواء، فيُغَض النَّظر عن بدعهم وأهوائهم على حساب الدعوة " [حكم الانتماء 153] .
فالنظر إلى أين وصل تفكيرك وكيف لك أن تحلل معنى الوصايه بهكذا مغزى يعطي علامة إستفهام عنك ؟؟؟ فنحن مع الإبداع والإنطلاق لآفاق أكبر ولكن لابد أن نطبق شروط الإبداع بتهيئة الإجواء المناسبه ومنها إعادة المجتمع لدين الله وماكان عليه السلف
الصالح ثم ينطلق الإبداع من خلال الجماعه جماعة المسلمين في جو من الأخوه الإسلاميه
والأجواء الروحانيه ...


ولنا معك وقفات بإذن الله ....







رد مع اقتباس