عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-07, 02:02 pm   رقم المشاركة : 7
بين عشوين
عضو مميز
 
الصورة الرمزية بين عشوين





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بين عشوين غير متواجد حالياً

وهذا مقال من جريدة الجزيرة يطالب باستبدال الأشجار التي لا تنتج بأشجار النخيل

[glow=CC3333]اقرأ يالسلطان [/glow]


إحدى الطرق لتجنب هدر المال العام
عبد الملك بن عبد الله الخيال

تقول الآية الكريمة: {والنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ }(صدق الله العظيم). تذكرت هذه الآية الكريمة وغيرها أثناء تجولي في مدينة الرياض وبعض المدن الأخرى في المملكة العربية السعودية، عندما رأيت أموراً يمكن تجنب عملها،

ومع ذلك تعمل ومع سبق الإصرار، وبخاصة أمور تعمل لتشويه البيئة مثل زراعة وتشجير المدن بأشجار لا تمت لبيئتنا وتراثنا بشيء.

بعض المسؤولين عن التشجير في قطاعات الدولة المختلفة من بلديات وجامعات ومؤسسات عامة وخاصة ووزارات، وكذلك المسؤولين عن المصانع والبنوك وكثير من الشركات يقومون بغرس النخيل، وأيضاً غرس أشجار ليس لها أي فائدة تذكر مثل (الواشنطونيا) وهي شجرة تشبه النخلة لكنها ليست من بيئتنا في بعض من الشوارع مثل طريق مطار الملك خالد ومدخل جامعة الملك سعود الشرقي وحديثاً في شوارع بعض الأحياء مثل حي الملك فهد وكثير من الأماكن الأخرى في المدن والقرى وأمام كثير من المباني المهمة في البلاد، وكذلك زراعة بعض الأشجار التي تسبب الحساسية.

لذلك أنادي وأرجو منهم استبدال جميع الأشجار المغروسة من الواشنطونيا بزرع الشجرة المباركة (النخلة) بدلاً منها، وكذلك بإحلال شجر السدر المحلي محل بعض الأشجار الأخرى.

سيقولون: إن شجرة الواشنطونيا جميلة ويمكن زراعتها في المملكة ودول الخليج، لكنني أقول: إن الله - سبحانه وتعالى - لم ينبتها في هذه المنطقة وإنها دخيلة علينا، وإن النخلة أجمل، وثمة آراء تفيد بأن الخليج العربي هو الموطن الأصلي الذي نشأ فيه النخيل.

هل تصدقون أن النخلة هي صديقة البيئة؛ لأن جميع مخلفاتها يستفيد منها الإنسان، فللنخلة فوائد كثيرة خلاف ثمرها، حيث يصنع من أليافها الحبال ومواد الحشو للأثاث، ومن أوراقها الزنابيل والمهفات والقفف والقبعات الشعبية، ومن جريدها تصنع السلال وأوعية نقل الفواكه والخضراوات وأقفاص نقل الطيور، وتستعمل الأوراق في سقف المنازل وعمل الأسيجة وأكشاك الظل في بعض المناطق، وفي صناعة الأثاث الخفيف مثل الكراسي والأسرة، ومن نوى التمر تستخرج زيوت وتستخدم البواقي كعلف للحيوانات، وجذع النخلة المقطوعة يستخدم لتسقيف المنازل في القرى في بعض الدول وكدعامات.

مما سبق يتضح أن النخلة شجرة فعلاً مباركة عظيمة النفع، صديقة للبيئة، ولا يوجد شيء من إنتاجها إلا ويستخدم، ألا يكفيكم أنها ذكرت في 21 آية من آيات القرآن الكريم.

ألا تريدون أن تشبه مدننا وقرانا الجنات، لأن النخلة من أشجار الجنة حيث يقول تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } البقرة266، وكذلك {فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ }المؤمنون 19

وجاء في الحديث الشريف (أكرموا عمتكم النخلة).

كما أن تراثنا به قصص عن النخلة مثل القصة التي تقول: إن قيصر الروم كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتاباً ذكر به (إن رسلي أتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليفة لشيء تخرج مثل آذان الحمار ثم تتشقق مثل اللؤلؤ ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الأخضر ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ثم ينتفخ فينضج فتكون كأطيب فلوذج أكل ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافرين فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة). فكتب له أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (من أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم إن رسلك قد صدقوك، وإن هذه الشجرة عندنا هي التي أنبتها الله على مريم حين نفثت بعيسى عليه السلام) مصداقاً لقوله جل وعلا: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا }مريم: 24 - 25.

والنخلة جميلة مثل جمال الإنسان فهي مستقيمة معتدلة تماماً كالإنسان، إذا قطع رأسها ماتت، وتعيش عمراً كعمر الإنسان.

ولقد قيل:

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً

يرمى بصخر فيعطي أطيب الثمر

ومما قاله المعري:

شربنا ماء دجلة خير ماء

وزرنا أشرف الشجر النخيلا

حتى في الغرب انتشر غرس النخيل في كثير من المدن الغربية خاصة لتجميل أهم شوارع مدن العالم في كاليفورنيا وغيرها، أمر عجيب، هم يزرعون النخيل ونحن نزرع الواشنطونيا، عيب والله.

يجب علينا أن نفطن لخيرات منطقتنا العربية، ونكثر من زراعة نخيل البلح في كل مكان. أوقفوا هدر المال العام بالابتعاد عن زراعة نخيل الزينة الذي يستهلك المياه، ولا يوجد له أي جدوى غذائية من ورائه. إنني أتعجب لحال المسلمين يموتون جوعاً في الصومال وغيرها، بينما لا تجد النخيل من يزيد من غرسها ورعايتها في بعض بلاد المسلمين مع أن ثمارها حمت حياة المسلمين من الجوع والمرض لمئات السنين.

والنخلة هي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار التي لا يتساقط ورقها، وحظيت بالتقدير والذكر والاهتمام في العصور السابقة. وكل جزء في النخلة له فائدة عظيمة، كما أن ثمرها غني بكل مقومات الغذاء اللازمة للإنسان، وروى الإمام مسلم عن عائشة قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع أهله قالها مرتين أو ثلاثاً).

إلى جانب ما ذكر أعلاه هناك سهولة ويسر في زراعتها، وتحملها للظروف المناخية القاسية، ويكفي الاستشهاد بهذا الحديث الشريف (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها).

وإني أسأل الله تعالى أن يسدد خُطى العاملين بالمملكة في متابعة النهوض بها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صديق البيئة سلطان بن عبد العزيز، الذي أناشده بأن يوجه - حفظه الله - أمره إلى جميع الوزارات، ومنها البلديات والزراعة وغيرها بأن تزين النخيل دون سواها، وأكرر دون سواها جميع شوارع وحدائق المملكة العربية السعودية.

كما لا تنسوا الدعم المتواصل من حكومة المملكة واهتمامها بالنخلة عن طريق صرف إعانة مالية قدرها 50 ريالاً عن كل فسيلة يقوم بزراعتها المزارع، وعلى ألا يقل عدد الفسائل عن ثلاثين فسيلة للمزارع الواحد، وكذلك صرف ربع ريال عن كل كيلو جرام من التمور المنتجة، وشراء التمور من المزارعين بسعر 3.5 ريالات للكيلو، حيث يتم تعبئتها وتغليفها لصالح برنامج الغذاء العالمي، ولا ننسى القروض الزراعية لمشروعات زراعة النخيل، وقروضاً لإنشاء مصنع لتعبئة وتصنيع التمور وغير ذلك.

هل تعلمون أنني أفتخر وأعتز بأن النخلة التي تعد من أحد معالم بلادنا الغالية ومن تراثنا الزراعي تزين شعار بلادي الغالية على قلبي المملكة العربية السعودية، وأتمنى أن أرى في يوم من الأيام انتشار النخيل على جانبي جميع طرق المملكة العربية السعودية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها مثل طريق (الدمام - مكة المكرمة)، وكذلك على كل طريق يربط كل قرية بالأخرى، وذلك مثلما شاهدت من انتشار غرس أشجار النخيل بدون انقطاع على كل جانب من الطريق البري في دولة الإمارات العربية المتحدة المتجه من مدينة أبو ظبي إلى المنطقة الغربية من إمارة أبو ظبي، ثم إلى مدينة العين، ومنها إلى الإمارات الشمالية.

كما أنني أدعو إلى التقليل من استيراد الحلوى المليئة بالأصباغ التي يستهلكها أطفالنا وتخرب أسنانهم ولثتهم وتعويدهم على أكل الحلوى المصنعة من التمر. أما آن الأوان لاستخدامنا التمر في غذاء الأطفال. نحتاج إلى توعية من وزارة الصحة ومتابعة من الجهات المعنية بالدواء والغذاء.

أخيراً أقول: أوقفوا هدر المال العام بعدم زراعة الأشجار العديمة الفائدة مثل نخيل الزينة والأشجار الأخرى المسببة للحساسية في الشوارع والميادين وغيرها واستبدالها بزراعة أشجار من البيئة السعودية مثل النخيل والسدر.







التوقيع

رد مع اقتباس