نغاث بحرف منك " اليوم " فننتشي *** وتخضر قيعان الهوى بتهلل
أقول هذا بعد أن مسني " أنا وبعض الكتاب " ضر الاحباط من بضاعة مزجاة ألقاها علينا صبية باسم " الثقافة "
تحدثوا في كل أمر *** خطير كي يقال مثقفونا
العزيز مصطفى معروفي
أرحب بك أجمل ترحيب ، ونثمن تواجدك بيننا ، وإن كنا نأمل بالمزيد من الجهد والاثراء " متى استطعت إلى ذلك سبيلا " 
الحديث عن الثقافة وجع وألم أيها العزيز
الثقافة بوضعها الحالي هي ألم أكثر منها أمل ، هي خرافة أكثر منها حقيقة
حينما تفجر التقدم التقني في هذا العصر بشكل مذهل ، تعددت مصادر المعرفة وأصبح الواحد منا يقتطف المعلومة بأقل جهد وهو متكأ على أريكته
بينما في السابق كان هذا أكثر من خيال ، حيث كانوا يتكبدون مشاق السفر في سبيل المعلومة
مع هذا الانفتاح وجدت قنوات تفاعلية للتخاطب مع الآخرين " بعد أن كنا متلقين فقط " هذا التخاطب يكون بأريحية وحرية يستحيل أن تجدها على الواقع ، فلك الحق أن تصنع الشخصية التي تشاء ، تقول فيها ما تشاء ، كيفما تشاء ، تزعل من تشاء ، وترضي من تشاء ، بيدك الأمر ، ولا رقيب عليك سوا من يعلم السر وأخفى
فلذلك في الانترنت يقول الانسان كل شي يخطر في باله ، ولايمكن أن يتحمل تبعات ذلك في الواقع " سوا عند من لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها "، فقد يرى أحد هؤلاء الصبية أن كلامه أحياناً مهما وجميلا ، بينما يراه القارئ عبثا وسخفاً وتهرباً بكثرة " البربرة " التي لا طائل من ورائها
لذلك فلابد أن نميز الغثاء الذي أفرزته قنوات التواصل ، حيث بات البعض يدعي أنه هو المثقف النحرير ، بينما هو في حقيقته شخصية من ورق !
هذا أحد نماذجها
http://buraydh.com/forum/showthread.php?t=121180
هؤلاء لايمتون إلى الثقافة بصلة ، وإنما هم أحد المخرجات السلبية للتقنية الحديثة
هذا عن الغثاء ، وهؤلاء هم المطبلون " الهارفون بمالايعرفون "
أما الخبث
فأعني به ، مايقتنيه لنا متسولي السفارات ، ولاعقي جزم كل ماهو غربي
أذكر هنا مقولة هاشم صالح يصف حال النموذج الليبرالي العربي يقول: «كالفلاح الفقير الذي يقف خجلاً بنفسه أمام الغني الموثر، يقف مثقفنا العربي أمام نظيره الغربي، وهو يكاد يتهم نفسه ويعتذر عن شكله غير اللائق و (لغته غير الحضارية)، و (دينه المتخلف) ويستحسن المثقف الغربي منه هذا الموقف ويساعده على الغوص فيه أكثر فأكثر حتى ليكاد يلعن نفسه أو يخرج من جلده لكي يصبح حضارياً أو حداثياً مقبولاً!»
هؤلاء من اعني بالخبث
جاءوا لنا بالعلمانية فردت في وجوههم
فجاءوا بالليبرالية ، ونمقوها وصاروا يتحدثون بوصفهم النخبة الثقافية ، وبوصفهم مصدر حلول مشاكل الأمة ، ولكن حينما يطلب منهم مشروع نهضوي تقدمي واضح تجدهم يعومون في عموميات الليبرالية ، ثم يعود ليصادر الثقافة له وحده ، وأنه هو من يستطيع فهم الليبرالية ، وماذاك إلا لمسك زمام مسمى " مثقف " ومن ثم إملاء إرادتهم بوصفهم " مثقفين " يملكون حلولاً لكل مآسينا !
لذا فلم أعجب من قول أحدهم :أن السبب في عجزنا " نحن " عن فهم الليبرالية ، هو عجز اللغة العربية عن احتواء كل معاني الليبرالية !
هؤلاء حينما عجزوا عن انزال النصوص التشريعية على أرض الواقع وعلى النوازل والمستجدات " بفعل انعدام أدوات الاجتهاد الشرعي لديهم " راحوا يتحسسون تجارب بشرية قاصرة ، فجاءوا بها لسنزلوها على واقعنا !
ولذا هم وقعوا النكارة في القول
وهذا مثال
http://buraydh.com/forum/showthread.php?t=120756
إذاً
أعتقد ان المثقف هو الذي يسجل حضوره في مجتمعه عبر الأحداث السياسية والاجتماعية ، وذلك من خلال الحرف والكلمة
ولكن لو قلنا بهذا فقط سيدخل شعراء القبيلة والتخلف العاميين في هذا ، وسيدخل في هذا من اسميهم " عربات فارغة تزعجنا بالضجيج "
هؤلاء قد يسجلوا حضورهم في أحداث سياسية أو اجتماعية من خلال الكلمة ، ولكن حضورهم هذا يقود المجتمع نحو الهاوية
لذا لابد أن يكون هذا المغير مثقفاً متعلماً
بالنسبة لمثقف فهذه أعتقد ليست لكل أحد ، الغالبية العظمى من الكتاب والمبدعين هم بمنزلة قارئ ، أما المثقف بوصفه الكامل فهو نادر
لذا لابد أن نفرق بين القارئ المطلع ، وبين المثقف المؤثر في محيط مجتمعه
بالنسبة للحديث عن الثقافة كمفهوم شامل ، فمن يوغل في بحر هذا النعيم ، فإنه ينظر إلى من هو خارج هذا النعيم نظرة شفقة ورحمة
ويكفي ماتحدثه من تغير في ذاتك حيث الروية والثقة في النفس حين اتخاذ القرار ، واستشراف المستقبل بنظرة تمعن وإدراك
كما ينظر المتبحر في أمات الكتب وبحورها ، إلى بعض من دخلوا في هذا المجال " اعتباطاً " بفعل ترف التقنية ، وباتوا يأخذون من بحور العلم التي نثرت في الشبكة العنكبوتية قطرة ، فيضيفوها على " بربرتهم " وركيك قولهم ليخرجوها لنا كنتاج ثقافي " زعموا "
هؤلاء يمارسون هواية " فقط " كهوايتهم في جمع طوابع البريد ، وكروت الشحن الفارغة
.... وهم بكثرة يؤكدها ضعف الاقبال على مثل هذا الموضوع ، والنزوح الجماعي نحو مواضيع السخف والاثارة
بانتظار جديدك
دمت بخير