كنت من عشاق مدينة بريدة العزيزة , ومن من يهيمون بها حبا وطربا وعشقا ً , ابتعدت عن محبوبتي فترة من الزمن , ثم عدت قبل فترة بسيطة من السنين , وقد هالتني تلك المناظر وأشجتني تلك المآسي واحزنتني هذه المخازي .
شاهدت شبابا ً في عمر الزهور يمتطي صهوة تلك الدواب رباعية الدفع , ومتوشحا ً تلك الجوالات المضيئة , يعلو رأسة قصة اشبه بمؤخرة قطة ٍ قد هالها لحاق القط بها في ليلة سرمداء غاب عنها الادب والحشيمة والمسلك الحسن .
ان هاؤلاء الفتيان قد نكلوا بتاريخ مدينتا المفعم بمكارم الاخلاق ومحاسن الصفات ولألئ الخصال .
شابا يبدو مضهره موجفا ومرجفا ومتهتكا ومخزيا بالادب .
اني اطالب بوضع قوانين توقف هاؤلاء عن حدهم , وتلزمهم بالمسلك الحسن في الملبس والمظهر والممشى والا فالعقوبة المهلكة لهم .
بريدة عزيزة على قلوبنا وبلد عرف بافضل المضاهر الجميلة والرائعة , بلد الازياء الرائعة والفن الجميل والمعمار التاريخي والادب والحضارة والحريات والمدنية التي مافتء المستشرقون والمؤرخون يدونون مـُزاها ويمحصون فوائدها , يأتي هاؤلاء في اخر السنون ليزيلوا ويمحقوا كل هذا المجد المتلألئ . . . لا والف لا .
هزلت ثم هزلت ثم هزلت ان لم يسن قوانين توقف من خرقهم وصفقهم على البلد الوضاء بالجمال المعطاء بالرُزا الملاء .
قد بلغكم كتابي فاقرؤوه * * واعلموا مابه يا اخوتي
قد بلغ السيل الزبى فأوقفوه * * قبل وصول حده يا عزوتي
املاه
الاخطل بن اخطبوط
الخب الثالث
من السنة السابعة بعد الالفين من ميلاد النبي عيسى عليه السلام