الموضوع: أبو طرثوث
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-03, 05:49 pm   رقم المشاركة : 5
عصي الدمع
عضو مميز
 
الصورة الرمزية عصي الدمع





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عصي الدمع غير متواجد حالياً

السلام عليكم ..

الأستاذ إبراهيم منصور .. كنت قد وعدتك التعقيب وآمل أن لا أكون تأخرت .

في هذه القصة القصيرة والقصيرة جدا تظهر براعة القاص ، ومهارته في جمع الكثير من المعاني والأفكار في وعاء واحد وصغير لا يسأم منه المتلقي والمستفيد ، وذلك حين جمع في هذه القصة القصيرة العديد من القضايا والأفكار وناقشها دينيا واجتماعيا بعد أن طرحها وبسطها بأسلوب مؤدب ومتزن .. لعلي لا أخطئ حين أقول أن الفكرة العامة والتي تدور عليها القصة هي فكرة اجتماعية أو طرح قضية اجتماعية وهي الحسد وربما لا يكون الحسد بعمومه هو المعني ولكن له دوره الفعال في هذا النص ، وإن لم يكن الحسد فهو قضية إلقاء التهم جزافا ، وقولي أن الفكرة العامة هي ( الحسد ) ليس إلا نتيجة للأقوال والتهم التي وضعها ( أبو طرثوث ) على ذلك الرجل وهي ( قلة الذكاء أو الناحية العقلية ، وضعف الدين ، وذهاب العفة ، والبخل ) فما أظهر هؤلاء التهم إلا حسد ( أبو طرثوث ) .
الأمر الآخر مما برع فيه الكاتب وضوح الروح الدينية من خلال هذه القصة ، وظهور الثقافة الدينية عنده ونلحظ هذا من خلال عرضه ماقامت عليه الأديان السماوية ، وكذلك من خلال اللفظ بقوله ( الأديان السماوية ) وهذا لفظ أيديولوجي ، ولم يقل الدين النصراني واليهودي وغيره مع احتياج فكرة النص للبسط في الكلام والإكثار من التوضيح حيث اتساع حجم الفكرة والقضية التي تتكلم عنها لمثل هذا البسط .
أمر آخر وهو الترابط البديع بين أحداث القصة ، وهذا مما يجعل القارئ يندمج في جوها ويتفاعل مع أحداثها ويعيش القصة نفسها .
نجد القاص يظهر معاناة المتهَم إظهارا واضحا وذلك من خلال التكرار بقوله في أول القصة ( فقد اعتدتُ على هذا. الأمر ليس جديداً فمنذ أربع سنوات وهو على هذي الحال. ) ثم يقول بعد هذا السطر بقليل ( هذه الأمور أعلمها تماماً تماماً.. وسمعتُها حتى شبعت طوال سنوات أربع مضت!! ) ثم أيضا بعد هذا بقليل يقول ( إذا كنت قد تضايقت من هذا خلال ساعة جلستها، فماذا أقول وأنا أسمع هذا منذ أربع سنوات تقريباً؟!! ) نجده يحرص على قول ( أربع سنوات ) وذلك بتكرارها ثلاث مرات في النص وهنا نجد المعاناة الحقيقية التي أظهرها القاص للمتهَم ، وتكرار هذا اللفظ دليل على شدة المعاناة وقوة وقعها على نفس المتهَم وأنها مازال يذكرها ويكتمها بنفسه ويكتم ويكتم ، ومعروف أن الكتم يورث بعد فترات انفجارا هائلا ومدويا أما القاص فقد ذكر انفجارا ولكنه لا يتناسب ومعاناة المتهَم ــ كما أزعم ــ .

كذلك نجد من شدة المعناة وبراعة وصف القاص لها قوله : ( كان وجه محدّثي يتفجّر استفهاماً، فلا زال ينتظر مني إجابة.. استندتُ إلى مقعدي.. أخذتُ نفَساً عميقاً ثم قلتُ: ) وهنا نجد المتهَم جالسا على المقعد ولكنه لم يستند وهذه علامة على الانتباه الجيد وأنه مازال متحفزا ومثارا من قبل زميله ومحدثه ، ثم نجده يستند بعد أن انتهى المتحدث من سرد التهم ويأخذ نفسها عميقا ويتنهد وهنا علامة على الامتلاء والشعور بالضيق في هذه الحالة .

الأستاذ إبراهيم : لعلك تخبرني لماذا التردد في قول صاحب المتهَم ( وأنك.. أنك –كما يزعم هو وليس أنا- بخيل، ولا تنفق من مالك شيئاً.. ) أنا يغيب عني ذلك لكن ربما لا يكون لها هدف ولكني أتوقع أن له ( أقصد التردد ) هدفا . ( تذكر أنه مجرد توقع ليس إلا ) .

لم يظهر لي من البطل في القصة أهو أبو طرثوث أم هو المتهَم ؟! .
لا أدري هل وجد ( التنوير ) في القصة أم لا ، وإن وجد فإنه لم يظهر جليا ولم يُبسط له ــ كما أرى ــ .

وجدت شيئا رائعا فعلا فعلا وهذا مما يجعل الإخوة المراقبين والمشرفين والأعضاء يطيرون جذلا ذلك لغرابته وقلة حضوره في هذا المنتدى ألا وهو ( عدم وجود أو قلة الأخطاء الإملائية ) وكذلك وضع التنقيط والفواصل وهذا مما نفتقده في هذا المنتدى ، ولكن هذا ليس بغريب على من كتب هذه القصة فكاتبها في مصاف الكبار ولا يعوزه مثل هذه الأشياء .

أرجو من الأستاذ إبراهيم منصور ألا يضحك من هذه القراءة العادية جدا للقصة وإنما تطفل لا بد منه ولست متخصصا بهذه الأمور والنقد له أهله ولكن أرجو أن يكون قد حاز على رضاه وأن يكون لاقى ما يأمله وينشده .

تقبل تحياتي
عصي الدمع .







التوقيع

كن عطوفا .. فكل من تقابلهم في هذه الحياة يخوضون معركة صعبة ..