[align=center] || . . . تـَــأمـُّــلات في آيـَــة . . . || السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي . . . القرآن الكريم هو مصدر سعادة كل مسلم ، وقراءتنا له بتدبر تتأكد في هذا الشهر الكريم لذا أفردت هذا المتصفح ليطرح كل منا يوميا آية – أو آيتين - قرأها فأثرت فيه ، ويبحث عن تفسيرها من مصدر موثوق ويدرجه معها هنا وسأبدأ معكم بآيتين من سورة لها تأثيرا شديدا على النفوس ، حتى روي عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : سمعت عمر رضوان الله عليه يقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف فسمعت نشيجه و إني لفي آخر الصفوف و هو يقرأ : إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ – سورة يوسف - 86 . . الآية الأولى . . {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} آية 42 أي : {وَقَالَ} يوسف عليه السلام : {لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا} وهو : الذي رأى أنه يعصر خمرا : {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} : أي اذكر له شأني وقصتي ، لعله يرق لي ، فيخرجني مما أنا فيه ، {فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ} أي فأنسى الشيطان ذلك الناجي ذكر الله تعالى ، وذكر ما يقرب إليه ، ومن جملة ذلك نسيانه ذكر يوسف الذي يستحق أن يجازى بأتم الإحسان ، وذلك ليتم الله أمره وقضاءه . {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} والبضع من الثلاث إلى التسع ، ولهذا قيل : إنه لبث سبع سنين ، ولما أراد الله أن يتم أمره ، ويأذن بإخراج يوسف من السجن ، قدر لذلك سببا ، كان سببا لإخراج يوسف وارتفاع شأنه وإعلاء قدره وهو رؤيا الملك . . . الآية الثانية . . {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَالله أعلم بِمَا تَصِفُونَ} ، آية 77 أي : {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ} هذا الأخ ، فليس هذا غريبا منه ، {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} يعنون : يوسف عليه السلام ، ومقصودهم تبرئة أنفسهم وأن هذا وأخاه قد يصدر منهما ما يصدر من السرقة ، وهما ليسا شقيقين لنا . وفي هذا من الغض عليهما مافيه ، ولهذا : أسرها يوسف في نفسه {وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} أي : لم يقابلهم على ما قالوه بما يكرهون ، بل كظم الغيظ ، وأسرّ الأمر في نفسه ، و {قَالَ} في نفسه {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً} حيث ذممتمونا بما أنتم على أشر منه ، {وَالله أعلم بِمَا تَصِفُونَ} منا ، من وصفنا بالسرقة ، يعلم الله أنا براء منها ، ثم سلكوا معه مسلك التملق ، لعله يسمح لهم بأخيهم . * التفاسير نقلتها لكم من كتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) ، لإبن سعدي المتصفح ملك للجميع تحيتي هامة حاسوبية [/align]
[align=center] وداعاً واغفروا ماكان مني ~ وداعاً واستروا ماضي فعالي حَللونِي جَمِيعاً وأنتُم بِحل اذكرُونِي بِخَير ، أستَودعُكُم الله . . تَسجِيل خُرُوج . . [/align]