عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-07, 12:18 am   رقم المشاركة : 2
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً

[align=center]( 3 )

زياد : بي دوخه !!
وكأنه لم يسمع ما قال زياد .. جلس يعبث بهاتفه أما الفتى .. فقد نام على الأرض ..
وقام " أبو صتمـه" ...
وذهب باحثاً عن ال"كاميرا" .. لكي يقوم بما يقوم به .. ويجعل المسكين "زياد" في قبضة يده يقلبه كيف يشاء ..

"سفيان" و "ماجد" !!
لا يعلمان إلى أين ذهب "زياد" .. ولا يعلمان ماذا فعل به "أبو صتمه" !! ..

ماجد : سفيان مهوب معقوله زياد راح ولا جاء !!
سفيان : لازم نعلم أهله يمكن خطفه ولا شيء !
ماجد : له ساعتين تقريبا والحين دخل الليل !!
سفيان : مشينا نعلمهم يمكن ما يدرون عنه يحسبونه بالشارع للحين !!
ماجد : يالله قوه ..

طرقا باب المنزل عدّة مرات ووجداه مفتوحاً قليلاً لكي يتسنى لزياد الدخول كل ما أراد ( ظانين أنه في الشارع ) .. طرقوا وطرقوا !!
ولم يسمعوا إلا صراخ أخت "زياد" "أروى" وبحكم صغر سنّهم دخلوا ليعلموا مالذي حصل !! ووقفوا بجانب الباب الداخلي وشاهدوا من خلف زجاج الصالة المشهد .. وفوجئوا بالأم تضرب ابنتها بال"خيزرانه" !!

أم زياد : ياللي ما تستحين ولا تنتخين فشلتينا صايرة بالمدرسة كأنك كافرة تسوين اللي يزينون هالكافرات !! ياعديمة التربية !! وأنتي كنك لا لك ولا عليك لا جيتي هنا وبس تلفونات أنتي والحقيرة "مهاا" وأنا أحسبك البنت العاقلة البنت الفاهمة !!
أروى : يمه من قال لك أنتي ؟؟ علمين وش السالفه طيب يمه ترا ما سويت شيء !!!
( أروى وكأنها لا تعلم شيئاً )
و "أم زياد" تنهال عليها ضرباً حتى أغرقت ابنتها بالدموع كيف لا تضربها وهي تفعل تلك الشنائع !!
أروى : خلاص يمه تكفين خلاص من قايل لك قولي لي طيب !!
أم زياد : اسكتي ياللي ما تستحين فضحتينا متصلتن علي الوكيلة ومعلمتن بكل شي تحسبينن ما أدري !!

استسلمت "أروى" للأمر الواقع ورضخت لعقوبة أمها .......... وقاطعتهما أصوات سفيان وماجد :
أم زياد زياد وينهو ترا ما ندري عنه !!
أم زياد : وش تقولون !! وش لون ما تدرون عنه !! ماكان معكم بالشارع !!
ماجد : كان معنا إلا وجا راعي سيارة وركب معه وراح !!
أم زياد : طيب ما تعرفون منهو راعي هالسيارة !!
سفيان : لا يا أم زياد بس شكله مهب مضبوط !! لأنه عطا زياد أمس شريط أغاني
أم زياد : وأنت وش عرفك !!
سفيان : هو قايلن لي وقال لا تعلم أمي

اتصلت الأم على "أبو زياد" ولم يرد وثانية وثالثة إلى أن رد عليها بعد عناء :
يابو زياد حرام عليك تعال شف وش صاير لنا !!
أبو زياد : وش بكم عسى ماشر وبعدين اقصري صوتك عندي رجال !!
أم زياد : ولدك ماندري وينهو زياد من العصر طالع مع راعي موتر ولا يعرفونه حتى عيال الحاره
أبو زياد : وش هالكلام !! طيب طيب هذاي أجي ....
وأغلق السماعة
ركب "أبوزياد" السيارة وهو في الطريق لا يعلم مالذي حدث ولا يعلم مالذي أصابهم !! ومن الذي ركب معه "زياد" !! وكيف سيصل إلى الشخص !! سار في الطريق مسرعاً ذاهباً إلى منزله ... أوقف السيارة بجانب الباب ودخل ... وشاهد ابنته تبكي والأم توبخها وما زالت !!

أبو زياد : وش فيكم وش صاير وأنتي وراك تصيحين !!
"أروى" تبكي ولا تستطيع الردّ على أبيها
أم زياد : هذي طايحتن له بداشره ومتعلمات الأمور الرديه بيناتهن بالمدرسة قالبات الفطرة...
أبو زياد : بالضبط وش صاير !!

فقامت "أم زياد" بحكم وجود "سفيان" و "ماجد" أخبرت "أبو زياد" بعد أن همسة له بأذنه عن كل ما جرى لـ "أروى" وباختصار ..
أخذ أبو زياد ال"عقال" وأكمل عليها الضرب إلى أن ازرقّ جلدها وصفعها على وجهها :

ارحمن يبه خلاص اخطيت ما يجوز تعاملونني كذا يبه خلاااااااااااااااص
والأب لا يتحدث إليها بحكم عصبيته بل استمر على صفعها وضربها حتى أوقفته "أم زياد" :
خلاص اتركه يابن الحلال الحين يأذن العشاء لا يسمعوننا الجيران ومابه وقت رح دور زياد الله يستر بس ماندري عنه !!
أبو زياد : أوريك شغلك يالطاغوته طلعه من البيت مافيه ووالله ما تكملين بمدرستك هذي لو إيش ماكان !! وأنا أبروح ادور زياد واتصل على الشرطة ...
سفيان : أبو زياد ترا اللي ركب معه زياد اسمه أبو صتمه وسيارته جيب لونه أبيض ...
أبو زياد : تعرفونه أنتم !!
ماجد : إيه إيه نعرفه كلنا أنا وسفيان لان زياد علمنا اسمه أمس ...
أبو زياد : زين يالله امشوا نروح ندوره ..

خرج من المنزل "أبو زياد" وقبل أن يركب .. وقفت سيارة جيب ووقف "أبو زياد" متوقعاً أن صاحب السيارة هو من ركب معه "زياد" !!
وفعلاً نزل "أبو صتمه" من السيارة وهو يحمل "زياد" ميّتاً وذلك من أثر الحبّه التي وضعها "أبوصتمه" لـ"زياد" في كأس الشاي فقد كانت قويه ولم يتحملها .. ومات بعد أن أخذته الغيبوبه لفترة قصيرة ثم أخذ الله أمانته ولم يستطع فعل شيء "أبو صتمه" بل اتصل على أحد زملائه وأخبره و قال له اذهب به إلى منزلهم وضعه هناك واهرب ....

أبو زياد : هذا ولدي زياد !!!!!
"أبو صتمه" يمد "زياد" إلى أبيه وقد حمله بين ذراعيه ..
أبو زياد : وش به ولدي !! وش صار له !!!!
أبو صتمه : أبد بس .....!!
أبو زياد : ليه ما يتحرك زياد مااااات !!
أبو صتمه : إيه مات كان عندي بالاستراحه ومات ...
أبو زياد : وش به ولدي وش فييييييه مصدوم مختنق !!!! وش صار قل لي
أبو صتمه
( يعيش بدوامة تفكييييير لا تنتهي لا يعلم ماذا يقول ولا يعلم كيف يبدأ بحكم أنه المخطيء والسبب في موت "زياد" بعد قضاء الله وقدره ... )
ضم "أبو زياد" ابنه إلى صدره وحضنه بعد أن أغرقه بدموعه وكان "سفيان" و "ماجد" يقفان إلى جانبهما وهما يبكيان ولا يعلمون مالذي جرى لـ"زياد" !!
اجتمع الجيران عند باب "أبو زياد" وعلموا بأن ابنه قد توفى واستمروا في تهدأته إلى أن انفجر بهم :

أبو زياد : أنا السبب أنا السبب ...... أنا اللي ضيعت عيالي وما كنت أجلس معهم ألهتن أموالي وألهتني الدنيا عنهم .... أنا السبب أنا السبب ... وهو يصيح قهراً وحزناً ..
"أم زياد" وابنتها وقفن قرب الباب يسمعن صراخ الزوج .... ولم يعلمن ما الذي حصل لـ"زياد" سوى أنه توفى وأن الأب يصيح .. أنا السبب أنا السبب !! وبكن بعد ما سمعن ذلك ..
أتى بعض المحسنين من الجيران وأقبل بسيارته .. وقبل أن يركب "أبو زياد" ذهب إلى "أم زياد" وفُجعت بما قال بعد أن رمت بكلماتها :

كم مره اقول لك انتبه لزياد انتبه له .... !!! كم مره أقول لك ترا عيالك يبي يضيعون كـ....
أبو زياد : خلاص يابنت الحلال خلاص ماعاد ينفع الكلام .. نبي نروح الحين بالولد للمستشفى ارجع بعد شوي....

وركب الأب وحضن أبنه وصاح بهم :
لا تتركونه يروح لا تتركونه يروح ... !!
وهو لا يعلم بأن "سفيان" أخبر أبيه بتلك اللحظة عن قصة "زياد" وعن "أبو صتمه" بأنه هو السبب ..
واقترب "أبو سفيان" واخبر اثنان من الرجال وقبضوا على ذراع "أبوصتمه" لكي لا يهرب ....
ركبوا جميعاً ذاهبين إلى المستشفى والأب يبكي ويقول :
أنا السبب في موتك يا زياد .. ليتي تركت كل شغلي وقعدت معك .. ( ليتي وليتي وليتي ... ماذا تنفعك تلك يا أبا زياد !! ) ..
في الطريق اتصلوا على الشرطة ليقوموا بواجبهم ... حتى وصلوا ودخلوا ووُضِعَ "زياد" في ثلاجة الموتى .. ثمّ قام "أبو سفيان" بتعبئة بعض التقارير عن الحادثة نيابةً عن "أبو زياد" بحكم الحُزن الذي يعيشه ..
الضابط : يعني أنت جبته معك للاستراحه .. وهو مات فجأه يعني !!
أبو صتمه : إيه ..

كشفوا على "زياد" واتضحت التقارير أنهُ قد تعاطى قبل ساعات حبّة منومة وكانت قوتها أعلى من تحمل "زياد" لها ..
واعترف "أبو صتمه" .. بأنّه وضعها له في كأس الشاي .. وعلم الأب .. . . اقترب منه وصفعه على وجهه بعد أن كُبّل ووضعت في رجليه السلاسل ...
ذهب "أبو زياد" إلى الثلاجة وقبّل ابنه قبل أن يذهب ليعُود له غداً .. وقبله "سفيان" و "ماجد" وهما يبكيان ..
ياله من موقف .. ويالها من لحظة ..
أخذ الضابط "أبو صتمه" إلى السجن وعادوا الرجال والأبناء إلى منازلهم وعاد أبو زياد إلى منزله ..


انتهت تلك الليلة بالحزن .. انتهت بالبكاء والصياح .. انتهت باللوم .. فالكل يلوم نفسه .. "أبو زياد" .. و"أم زياد" .. و"أروى" ..
لم يكن بريئاً بينهم سوى "رائد" الذي لا يعلم ما الذي يجري .. !! سوى أن أخيه "زياد" قد مات .... ولن يكتشف الحادثة إلا بعد مضي عمرٍ عليها .. وبعد أن يكبر في العمر ..
و"أروى" .. في كل يوم تبكي على أخيها .. متذكرةً بكائها له كلّما أرادت اللعب وتمنت لو يعود وتعطيه ما يريد .. وتُهديه رُوحها ..
أما "سفيان" و "ماجد" فلم يسمعان من "زياد" في آخر حياته سوى تلك الكلمات .. على أنه سيعود .. ولكن ذلك السفاح المجرم الذي لا يخاف ربّه .. قطع الأمل عنهم .. وأظلم حياتهم بالحُزن هم وأبيه .. فكلما مرّوا أو وقفوا بشارعهم .... تذكروا :

سفيان : زياد وراك ما تلعب معنا !!
زياد : اليوم ابسوووووووق قلولولولولولولولولويش
ماجد : من زين جيبه عاد يوم تسوقه !!
زياد : خله ان بغى ددسن بدون صندوق هماي اسوق
"أبو صتمه" .. قادماً وقد وقّت للعب وكأنه حكم المباراة ..
أبو صتمه : زياد تعال عجل مصيف ..
زياد: هلا هلا طيب .. أقول سفيان ماجد .. هذاي أجي زين أبشوف وش يبي لا قالوا أهلي شيء قولوا بالبقاله ..
سفيان ماجد : طيب طيب ..

" لا قالوا أهلي شيء قولوا بالبقاله "
" لا قالوا أهلي شيء قولوا بالبقاله "
" لا قالوا أهلي شيء قولوا بالبقاله "


وكأن لسان حال سفيان وماجد يقول :
همي لو تشيله أرض هزت فوقها البنيان :: وحزني لو يشيله كون هدت تالي جباله
كفاني ياحزن تكفى تراني في النهاية إنسان :: ولا أقوى ولا اتحمل حزين وحالتي حاله
حالي يكسر الخاطر وهمي كسر الجدران :: وقلبي بالحزن متروس ودمعي أصغر عياله
ابتصبر ولا أقدر وقلبي مسكنة نيران :: لوعة حزن في قلبي هزت فيه زلزاله
مجرى الدمع على وجهي يرسم لوعة الحرمان :: ويستغرب عيون الناس ليه الدمع ماجاله
أناوالحزن والدمعة على مر السنين إخوان :: وفرحي مايحس فيني ولا أخطر على باله
أنا ماظنتي أفرح وقلبي مفارق الخلان :: مادام المزن متشتت صعب أمطاري منهاله


..
..

أدخل "أبو صتمه" السجن لحين إصدار الحُكم الثابت عليه ..




..
..
وعاشت العائله .. بفقد ابنهم ..
وسفيان وماجد .. بفقد حبيبهم ورفيق دربهم


/

تمّت القصّة ..


لن أعلق عليها .. فقد عشتُ مع ما كتبت حُزناً .. آلم قلبي ..
لكم التعليق .. ومنكم الأسباب .. والحلول ..



بـ مقلمة .. د / ماسنجر
[/align]







التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس