عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-07, 02:55 pm   رقم المشاركة : 3
بــرمــودا
أحمد المحيميد
 
الصورة الرمزية بــرمــودا





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بــرمــودا غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة @ قرطبة @ 
   [align=center]

لا أزال المقرَّب من أبي بين سائر ( باقي ) إخوتي , إذ لا يفتأ – حفظه الله – أن يذكِّرني بيوسف وأبيه يعقوب – عليهما السلام - , إنه لا يزال يشعر براحة عارمة كلما كنت بجانبه , يحفني بأبوته كما يحفني بثنائه المتواصل على ما أقوم به , فإذا الحنان الأبوي يضوع في قربه , ويغشاني منه كما كان يغشاني مذْ كنت طفلاً .


أبي في العقد السابع من العمر , وتشدني إليه لهجته القديمة التي يستعملها لداته وأضرابه من كبار السن , فلها نوطة عجيبة في مسمعي , أعشقها , وأطلبها كلما رأيت شفتيه تتأهبان للتموج , وأنتظرها كلما حرَّر لسانه من سجن أسنانه , فكأن اللفظة الواحدة من هاته اللهجة تأسرني , وتقيد فكري بلجام غليظ , حتى يئيض قلبي إلى رهين صوته الأجش .


تتدلى ساعة ذات عقارب طويلة من جيب قميصه , فلا يُحسن أن يضعها في يده , إذ يطالعها لأوقات الصلاة وحسب , أما مواعيده ؛ فلها توقيت آخر قلما رأيت أبناء جيلنا يؤقتون بها , فهي حصر على من كان في سنه أو يقاربه , ولغة ألفها حين كان الأجداد في شبابهم يعتدُّون بها , وإني وإن كنت لا أصنع صنعه في توقيته ؛ إلا أنني أعرفه كما أعرف مواطن عقارب الساعة حين تشير بلا مضض .


توقيت أبي كما هذه المواقيت : الضحى , اضحي , بين الصلاتين , عقب عشوين , مسيان , مسيان الضعـيِّف . . . عقب الصلاة , وقد يكون تأريخًا , فيقول : القابلة . . . بمعنى ليلة الغد , وقد أجد تناقضًا حين يضرب موعدًا لي , فأراه يقول حرصًا منه : صل معي في المسجد , فما أدري كيف تضيع الساعات في تلك المواقيت , بينما يحرص على الثانية الزمنية في موعد مسجده ؟ !


جناية الأجداد على آبائنا قد انتقلت إلينا نحن الأبناء , فرحنا لا نطلب اهتمامًا بالوقت , ولا نراعي أهميته , وإنما قد نقدم ساعة , أو نؤخر ساعة , وكأن هذه الساعة من العبث لا وجود لها في وقتنا , وكأنها غير داخلة في زمرة الوقت الذي يرحل عنا سريعًا .


كثير من كبار السن اليوم في أيديهم وجيوب قمصانهم ساعات , لكنهم لا يوقتون الوقت بها , وإنما ينطقون بتلك المواقيت التي لا تعود إلى وقت معلوم بالثانية كما تصنع دقة آلة الساعة , فكان أن ورثنا عنهم عدم إحساسنا بالوقت , فيروح اليوم , والشهر , والسنة , فلا نكاد نقيم للوقت الضائع وزنًا , فتأخرنا في نجاحنا وتقدمنا , ولم نجد للتطور طريقًا , فأي شيء يتحسر عليه المرء إن لم يتحسر على وقته الفارط بما لا يفيد ؟ !



محبكم قرطبة , , ,


[/align]

أخي قرطبة ,الأجداد والآباء لا لوم عليهم بخصوص الوقت وأهميته لأنهم عاشوا في جهل وتخلف ومع ذلك قاوموا كل المعوقات ,لكن أن نتهم الآباء بتوريثهم لنا عدم معرفة الوقت فهذه جناية عليهم وهروبا من المسؤولية من ناحيتنا نحن الأبناء ممن عاش في كنف العلم والتطور .
صدقني لو توفر للآباء مايتوفر لنا لحققوا المعجزات ولكن جيل اليوم مع توفر كافة وسائل الراحة ومعرفة المواقيت بواسطة مختلف الآلات والأجهزة إلا أنه لايقدر الوقت ويقتله قتلا ..................دمت بخير






رد مع اقتباس