الأخ الكريم : ابو هيلة اقتباس: الذرائع ثلاثة أقسام القسم الاول : قسم أجمعت الأمة على سده ومنعه وحسمه كحفر الآبار في طرق المسلمين فإنه وسيلة إلى إهلاكهم وكذلك إلقاء السم في أطعمتهم وسب الأصنام عند من يعلم من حاله أنه يسب الله تعالى عند سبها . كلام القرافي هنا يشير الى ما قلته لك في القسم الاول والثاني الآن أنت تخلط بين القسمين فتجعل الظن العام بدرجاته المختلفه بمثابة الظن الغالب , وهنا نقطة الإشكال الحقيقية يا أبو هيلة بيني وبينك ... وهنا أيضا نعود إلى المربع الأول وإلى السؤال الذي طرحته في بداية نقاشي معك عن الحد الفاصل الذي يدفع بالمجتهد إلى تحريم الذريعة اعتمادا على عوامل تقديريه لفقه الواقع .. يبدو لي أن هذه مشكلة بدون حل حاسم ومطمئن .. أدوات المجتهد التي يعتمد عليها بالإضافة إلى النصوص الشرعية وغيرها يدخل معها عوامل تقديرية في إدراك فقه الواقع والمفسدة المترتبة على اتخاذ الذريعة من عدمها .. هذه المسألة تحتاج في نظري إلى التوسط والمقاربة قدر الإمكان ويجب أن نتذكر دائما أن الحكم بسد الذرائع في الذرائع الظنية أمر متغير بتغيّر الواقع وهي بالتالي تحتاج إلى نوع من المجاراة للواقع ومتغيراته باستمرار .. هذا أمر .. الأمر الآخر : أني لم أطلب منك ذكر مصدر الإجماع ( علما بأنك حتى الآن لم تحضر لي هذا المصدر بشكل قطعي ) باعتباره عندي هو الدليل القاطع بل لأنه أثار استغرابي ! فكيف يجتمع العلماء على تحريم ذريعة تقوم على الظن بدرجاته المختلفة التي هي بين الغالب وقوع المفسدة في ارتكابها وبين النادر وقوعها !؟ ولو أحضرت لي هذا الإجماع لبحثت أنا بنفسي _ إن شاء الله _ عن أدلتهم من الكتاب والسنة وغيرها .. ولعل هذا يكون ردا مناسبا لما أحببت أن تنوه عليه في ختام ردك الأخير عليّ من أدوات من أسميتهم بالمنتكسين .. أصل سد الذرائع أعتبره أنا شخصيا مطلب شرعي متجدد لا خلاف عليه تحفظ به الأمة مصالحها ومقاصد الشرع الحنيف .. اقتباس: بقي امر اخير اخي شديد الملاحظة وارجوا ان تجيبني عليه فضلا لا امرا , وهو مثال سقته لك في اول تعليق , وانا اعيده هنا من اجل ان تفصل فيه بارك الله فيك . وهو مثال من رأى هلال الحجة قبل الناس ووقوف معهم في عرفة , كيف توجهه في مسألة الزام الناس منهجا معينا في مسائل اختلف فيها المسلمون .؟ أخي الكريم أحب أن تعرف أن محاورك يدرك تماما خطر الفرقة والانقسام ووجوب ابتعاد الأمة عن كل مايسبب لها الانقسام والتشتت .. ولكن إيماني بهذا الأمر يجب ألا يغيّب حقي أو حق غيري في السؤال والمناقشة والحوار الهادف والبحث عن الدليل الشرعي وغيره الذي قام عليه تحريم مايعتبره المجتهد ذريعة إلى الفساد .. فعندما يقدم لي المجتهد رأيا فقهيا مرجوحا يجب أن يقدم لي مبررا مقنعا وأن أسائله في اجتهاده هذا ..لا أن أعامل بتهم جزافية وشك في معتقدي وقدح في أخلاقي وذمتي .. صحيح أن هذا لم يصدر منك شخصيا ناحيتي بشكل صريح ولكن الواقع ( وأظنك تدركه تماما ) أن الحوار الهادف للأسف لغة مفقودة في مجتمعنا وطرح الإشكاليات مظنة لقذف المحاور .. ومسألة سد الذرائع الظنية التي تقوم على اجتهاد تقديري لفقه الواقع تحتاج إلى الحوار المستمر حولها باعتبار تجدد النوازل المعاصرة وتعدد أشكالها .. هذا الحوار يغيب للأسف ليقوم محله أصوات مرتفعة تقرع طبول الحرب على المخالف وتغيّب قدرة الفرد على التفاعل الإيجابي .. ربما يعتبر كلامي الأخير كلاما إنشائيا لافائدة منه في نظر بعض الوصائيين على الفكر ولكني أؤكد لك أن هذا الاعتبار هو اعتبار استفزازي لايزيد النار إلا اشتعالا وربما يودي بنا إلى حيث هربنا منه .. وهو الانقسام والتشتت .. تقبل تحياتي ..
ولمّا رأيت الجهل بالناس فاشياً.....تجاهلت حتّى قيل إني جاهل