عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-07, 11:04 pm   رقم المشاركة : 2
oldman
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية oldman





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : oldman غير متواجد حالياً

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخي بدر

((((هذا الرد ليس موجهاً لأحد بعينه))))


الحيــــــاء

أول طريق للمعاصي نزع الحياء من قلب المؤمن




قال الله تعالى في سورة الأعراف: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما" الآية: 27

قال الشيخ المغامسي حفظه الله في تعليقه على هذه الآية:
لما ذاقا من الشجرة حصل أن بدأت السوأتان لآدم وحواء فعلما أنهما
وقعا في أمر عظيم، من هنا تعلم أن هذا القرآن أنزله الله هداية
للناس، فأول طريق للمعاصي نزع الحياء من قلب المؤمن، فأول ما
أراده إبليس حتى يغوي آدم وزوجته وذريته لجأ إلى أول قضية أن
يريهما عوراتهما فإذا كشفت السوأتان في مكان ظاهر واستمرآ النظر
إليها تصبح النفس والعياذ بالله هينا لينا عليها ما ترى فتستمريء كل
الفواحش فتنساق بعد ذلك إلى المعاصي من غير أن تعلم، ولهذا تعلم
أن ما صنعه الشيطان قديما يضعه شياطين الإنس حديثا فأكثر ما
يسعى إليه القائمون على القنوات الفاجرة أن يبثوا أشياء تكشف من
خلالها العورات حتى تعتاد الأسرة المسلمة أبا وأما وأبناء وأحفادا أن
ينظروا إلى تلك العورات وأن يصبح أمرا بدهيا مستساغا لدى الأسرة
ككل أن تنظر إلى الفواحش والإغراءات وما يكون من اتصالات محرمة
وكشف العورات إما عن سبيل رقص أو سبيل غناء أو سبيل تمثيل أو
غير ذلك فتصبح الأسرة والعياذ بالله بعد ذلك أي معصية تهون وتسهل
على الجميع ويصبح أمر الله جل وعلا عياذا بالله هينا على تلك القلوب
فمن أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة
الحياء في قلبه والإنسان إذا جبل على الحياء يقول عليه الصلاة
والسلام: "الحياء لا يأتي إلا بخير" وقد ترى أنت بعض الناس على
مسألة تستغرب كيف يصنعها والفرق بينك وبينه ليس العلم، فهو يعلم
وأنت تعلم لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في
قلبك والحياء في قلبه غير موجود، فلما ذهب الحياء من نفسه من
قلبه سهل عليه أن يأتي المعاصي قال صلى الله عليه وسلم: "كل
أمتي معافى إلا المجاهرين يبيت أحدهم يستره ربه (أي على معصية)
فإذا أصبح قال يا فلان أما علمت أني البارحة فعلت كذا وكذا" يقول
صلى الله عليه وسلم: "يمسي يستره الله ويصبح يكشف ستر الله
عنه"، نعوذ بالله من فجأة نقمته وزوال نعمته، وهذا الذي يصل إلى
هذه المرحلة طبع على قلبه تماما كمن يذهب إلى حانات الغرب وبارات
الشرق فيقع في المعاصي والفجور وبنات الزنا وأشباه ذلك ثم والعياذ
بالله مع أن الله قد ستر عليه يصور نفسه ثم يأتي بتلك الصور ويجمع
أقرانه وخلطاءه وأمثاله ليعرض عليهم تلك الصور ويريهم إياها، هذا قد
يصل إلى حد الكفر لأنه في الغالب لا يصنع امرؤ مثل هذا إلا وهو
يستحل ما حرم الله، وإن كنا لا نكفر أحدا بعينه، لكن نقول: إن هذا من
أعظم الدلائل على ذهاب الخشية من القلب واستيلاء الشيطان على
تلك القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي من هذه القاذورات
في شيء فليستتر بستر الله عليه" والمؤمن يسأل الله دائما الستر
والعافية ومحو الذنوب في الدنيا والآخرة ، لكن المقصود من الآية أن
نبين أن من أعظم طرائق إبليس لإغواء الناس أن ينزع عنهم لباسهم
ليريهم سوءاتهم (عوراتهم) ويكشفها لهم كما قال الله: "ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما".

انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــ


قال الشاعر:
حـياؤك فـاحفـظـــه عَلَيْك وإنمـا
يَدُلُّ على فِعْلِ الكـريــمِ حيــاؤُهُ

وقال آخر:
إذا لـم تَخْــشَ عاقبـة اللَّـيـالي
ولـم تَسْتَحْي فـاصنـعْ مـا تـشــاءُ
فـلا واللـه مـا فـي الْعَيْشِ خيــرٌ
ولا الدنيا إذا ذهـــب الحيـــــاءُ


الحياء: خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة التي تستلزم الأنصراف من القبائح وتركها وهو من أفضل صفات النفس وأجلها
وهو من خلق الكرام وسمة أهل المرؤة والفضل.

ومن الحكم التي قيلت في شأن الحياء: ( من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه )



لذلك فعندما نرى إنساناً لا يكترث ولا يبالي فيما يبدر منه من مظهره أو قوله أو حركاته يكون سبب ذلك قلة حيائه وضعف إيمانه


وقد قال الشاعر:


إذا رزق الفتى وجهاً وقاحاً *** تقلب في الأمور كما يشاء


فمالك في معاتبة الذي لا *** حياء لوجهه إلا العناء



قال أبو حاتم: إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه



وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين: { الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر }.

والسر في كون الحياء من الإيمان: لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات.
والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة.



ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين رركوبها إلا الحياء


وقد قيل: ( الحياء نظام الإيمان فإذا انحل نظام الشيء تبدد ما فيه وتفرق)

بخير } وفي رواية مسلم: { الحياء خير كله }.

وينقسم الحياء من حيث الأصل إلى قسمين:

1 ) حياء فطري غريزي.

2 ) حياء مكتسب.


قال القرطبي: ( الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان غير أن كن كان فيه غريزة الحياء فإنها تعينه على المكتسب وقد يتطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً... وهذا قول صحيح ومعلوم بالتجربة في مجال التربية فإن المتربي قد يكون في بدايته لا يملك حياء غريزياً أو أن عنده حياءاً غريزياً ناقصاً ثم ينشأ في جو ينمي بواعث الحياء في قلبة ويدله على خصال الحياء فإن هذا المتربى سيكتسب الحياء شيئاً فشيئاً ويقوى الحياء فى قلبه بالتوجيه والتربيه حتى يصبح الحياء خلقاً ملازماً له، وقد قال بعض الحكماء: ( احيو الحياء بمجالسة من يستحيا منه ) وهذا الكلام بديع المعنى بعيد الفقه.. حيث أن كثرة مجالسة من لا يستحيا منه لوضاعته أوحقارته أو قلة قدره ومروءته تخلق في النفس نوع التجانس معهم ثم إن قلة قدرهم عنده تجعلة لا يستحي منهم فيصنع ما يشاء بحضرة هذه الجماعة فيضعف عنده خصلة الحياء شيئاً فشيئاً فيتعود أن يصنع ما يشاء أمام الناس جميعاً. أما مجالسة من يستحيا منه لصلاحهم وعلو قدرهم فأنها تحيي في القلب الحياء فيظل الإنسان يراقب أفعاله وأقواله قبل صدورها حياء ممن يجالسه فيكون هذا خلقاً له ملازماً فتتعود نفسه إتيان الخصال المحمودة ومجانية وكراهية الخصال المذمومة. مجالس الأخيار تقوي الحياء المكتسب وتنميه، أما مجالسة الأرذال فإنها تحول بين العبد وبين اكتساب الحياء


وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل يعظ أخاه في الحياء: أي يعاتبه فيه لأنه اضر به، فقال له الرسول : { دعه فإن الحياء من الإيمان } فقد أمر الرسول ذلك الرجل أن يترك أخاه ويبقيه على حيائه ولو منع صاحبه من إستيفاء حقوقه. إذ ضياع حقوق المرء خير له من أن يفقد حيائه الذي هو من إيمانه وميزة إنسانيته وخيريته.

ورحم الله امرأة كانت فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم: تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها. فسمعته فقال: ( لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيها الرجل ). سبحان الله.. أين هذه المرأة من بعض نساء اليوم تخرج المرأة كاشفة وجهها مبدية زينتها لا تستحي من الله ولا من الناس أضاعت ولدها فعند الله لها العوض والأجر أما المرأة التي أضاعت حياءها وإيمانها فما أعظم الخسارة وما أسوأ العاقبة.

وصدق الشاعر حين قال:


فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا


فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحسابا


إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا


بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا


أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً


ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً


شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب


للفائده[/align]







رد مع اقتباس