خلـــــــــــف الــــقنــــــاع
بمجرد... إلقاء نظرة.. على الرفوف... يظهر لك... مدى ذوق... ذلك الشخص... في
إختياره ... يبهرك ذلك التنوع في الكتب ...مرتبة ...حسب مواضيعها...فجميعها
كتب أدبية ...مما يعطيك... إنطباعا... بأن هذا الشخص.... ليس لديه... ميول
علميه....
" آخ" ...تألمت... عندما وقع كتاب ..بني ثقيل...يعلوه الغبار...على رأسها...فقد
إعتادت... ان ترتب الرفوف... من حين.... لآخر...
كانت... سيدة... صغيرة... مليئة ....بالحيوية والنشاط ...بالرغم... من أن عينيها...
توحي بأنها جادّة...
يظهر.. مدى تعلقها بالكتب.... فمن النادر... ان تراها ...دون كتاب بين
يديها...ففي أحد الليالي ...قامت فزعة لإحتباس... انفاسها.... لتجد كتابا ً...
جاثما ً...على وجهها... ومن الحب ما قتـــل..!!
تراها..تقضي ...معظم وقتها... بالقراءة واحيانا ً... تدون بعض.... المذكرات...
لقد إعتاد... صديقاتها... مناداتها... بـ ..( السيدة كتاب )....
تعلقها... بعالم الكتب ...كان بمثابة... التحرر.. من أشياء كثيرة ...في هذا
العالم...
البعض مـــنّــا.. يـفضّـل الجلوس... وحيداً ... يخلو بنفسه ...مع كتبه ...على ضياع
وقته... مع أشخاص تافهين... واحاديثهم... السخيفة ...
لا تمل أبدا ً ...من الغوص عميقا ً... في هذا العالم.... الساحر...عالم الكتب...هذا
العالم... الذي تمنح فيه... روحك.... بان تحلق... في عالم... اللا حدود .....عالم...
ليس كعالم... البشر ...مليء... بالكذب
والخداع...والغموض...
هو عـــــالم الحقيقة........!!!
حملت... الكتاب... بين يديها ...كان... من شخص عزيز...تورّد وجهها ...وكأنه...
إكتسى... بقطعة من فستانها... الورديّ...لم تستطع... ان... تقاوم إغراء...
القراءة...فتحت... الكتاب.... وبدات تقرأ...
بعد... ان احست... بأن عينيها ...أرهقت....خطر... ببالها... ان
تغادر...غرفتها...توجهت... لغرفة
الجلوس...وياللمفاجاة....!!!
فقد رأت شخصا ً ...كريهاً ...إنها جارتهم...سيدة في الخمسينات من عمرها...
يبدو عليها العناية بمظهرها...بشكل مبالغ فيه...حتى يخيل لك..انها تقضي...
ساعات طوال.. أمام المرآة ...
يجب... ان تلقي عليها التحية... وإلا سوف... تغضب منها... امها... فهي صديقتها
الحميمة...!!
" أتسآل... لماذا ...نرغم... انفسنا... على تقبل اشياء ....لا نريدها...؟
لماذا.. نلبس أقنعة... لنخفي....حقيقة ... ما بداخلنا....؟
لا أحب... المجاملة ....لأنها ...طريقة... لخداع الأخرين....
لماذا ...لا نواجههم.. بالحقيقة...نعم... قد تكون ....مؤلمة... أحيانا ً... ولكنها
افضل... من الخداع"......كل تلك... الأفكار... كانت... تدور... في رأسها....
بدأت تلك السيدة تطلق تعليقاتها..: " ألم تتزوجي بعد....؟ ...
" يبدو... ان الرجال... هذه الأيام...ليس.. لديهم.. ..نظر ..." .
بالطبع ...هذا ما يؤمن به... الكثير من الناس... في هذا الزمان...المظاهر...
والجمال.. الخارجي...
اهم من أي شئ... أخر....
" انت جميلة.. ولديك... الفرصة.. أكثر من غيرك.... بالحصول... على زوج... وسيم..." .
قالت.. لها تلك... المرأة الثرثارة ... بعد ان رشفت قهوتها ....
ردت.. عليها بإبتسامة ...مصطنعه... " شكرا ً لك على كلماتك الظريفه " ...
إستأذنت بالخروج ...فهي لا تريد.. ان تضيع وقتها... بالإستماع ...لتلك المرأة...
الثرثارة... وهي تمدح... جمال... إبنها... الغبي ...!!
" عقــــــــــــــــــــــــــول فارغــــــــــة"
دائـــــما ً ...ما نكتشف الشخصية... الحقيقة للإنسان ...من خلال كلماته...فهي
تظهر لنا... أي نوع من البشر هو.....
حتى ألسنتنا ....نلبسها اقنعة...نتصنـّع بالكلام ....ولكن ...عثرات اللسان...
تكشف ....المستور...
كثير نتمنى ...لوإلتزموا الصمت... حتى لا يشوهوا هذا... العالم... بتفاهة... ما
يقولون...
إنعزلت في غرفتها...القت... بنفسها.... على السرير...واخذت... تفكر.... بما حدث
اليوم...كانت كلمات تلك السيدة ما زالت ترن في أذنيها ...
" أنت جميلة ولديك فرصة أكثر من غيرك بالحصول على زوج وسيم".
ماذا يعني ذلك .....؟
هل... الجمال الخارجي مهم ؟
هل ...أصبح الإنسان.. يقــّيم على شكله الخارجي...؟
ماذا عن الروح ....فجمالها أقوى ... وأبقى ...جمال تعيشه.... بكل حواسك...
خــــــــطـــــأ مـــــــن ....؟
هل هو خطئها ...برفض الزواج... من أي شخص ...والتكيف.... مع عادات
المجتمع...؟
أم خطأ المجتمع ..الذي يجب.. أن يلام... لتجاهله وإحتقاره للمشاعر
الإنسانيه ...؟
إنها تشعر بالضياع ....بين نداء روحها...وبين ما يتطلبه... المجتمع....
لا يمكنها... ان تتخيل... بأنها في يوم.. من الأيام... سوف
يرتبط ...مصيرها ...بزوج.. سخيف
غبي...لا يعرف... ما معنى الحياة...مامعنى أن...تكون روحا ً ...قبل أن تكون....
جسدا ً...
رجل... يقدّر جمالها... الخارجي...ويقتل جمال... روحها....
شعرت... بيأس في قلبها...وضعت الكتاب جانبا ً ...لديها الكثير... لتقوله...
أمسكت... بقلمها.... ومذكرتها... واخذت ...تدوّن... ما يلهمه... قلبها....
نعم ...نستطيع.. ان نعبر... عن سرورنا... بإبتسامة...أو ضحكة...ولكننا... لا
نستطيع... ان نعبر عن أحزاننا... وآلآمـنا ... بالتقطيب ...ولكن... يمكننا... ان
نسطر ...تلك المشاعر... على اوراق...نحاول
بعدها ...نسيان... ما حدث لنا ...نقفـل عليها بالأدراج... لإيقـانـنا.. بأن الإحساس..
لم يعد موجودا ً...في هذا العالم ...المادي...
عــالم... يعتبرك خارجا ً ...عن المألوف... عندما.. تتحدث بمصداقـيه....وتنزع
الأقنعه الزائــفه ...!!!
أصبح علينـــا... أن نتعايش مع هذا العالم وكأنــنا... في حفـــلة تنكّـريــة...
نخاطب العالم من وراء أقنعة ...
يالا ...قبحـــنا نحن البشر... نعيش في اوهام... لأنــنا صرنـــا نعشق ...
سذاجتــــنا....!!!
لملمت ارواقهــا...وعادت بها الى ذلك الدرج ...اقفـلت عليها ... لعله ... يأتي من
يملك .. ذلك الإحساس ... ليفتح ...درج...قد دفنـــت فيه... مشاعر... إنسان.... !!