ومع اقتراب كأس العالم ضمن بيليه مركزا له . شهدت هذه الدورة تحولا كبيرا في مسار حياته .. إذ بات أصغر لاعب في العالم يقود منتخب بلاده إلى احراز الكأس للمرة الاولى . لم يلعب بيليه في المبارتين الأوليين للمنتخب البرازيلي مع النمسا ثم انجلترا .. وكانت أول مباراة له ضد الإتحاد السوفيتي وانتهت بفوز البرازليين 2/0 ، ثم كانت المباراة الثانية مع ويلز في الدور ربع النهائي وشهدت تسجيل أول هدف له وهو الهدف الوحيد في المباراة .. ثم سجل بيليه 3 أهداف في مرمى فرنسا في نصف النهائي . وهدفين في مرمى السويد في المباراة النهائية مسجلا ستة أهداف في أربع مباريات . وفي عام 1962 دافعت البرازيل عن لقبها بنجاح في شيلي واحتفظت بالكأس للمرة الثانية على التوالي ولكن بيليه لم يلعب سوى مباراة مباراة واحدة كاملة . وفي كأس العالم 1966 تعمد البلغار العنف البالغ مع لاعبي البرازيل ونال بيليه القسط الأكبر وكان ضحية عدوان المدافع البلغاري " جيتشيف " بعد أن سجل الهدف الثاني للبرازيل التي فازت 2/0 وغاب للإصابة عن مباراة فريقه مع المجر لتخسر البرازيل 1/3 . وعاد دون اكتمال شفائه أمام البرتغال ونال هو وزملائه جميع أنواع الضرب والأذى وخرج محمولا وانهزمت البرازيل 1/3 . وأجمع النقاد خلال البطولة على أن بيليه كان عظيما حينما لم يصب بالجنون جراء ما تعرض له من عنف لا يطيقه البشر . ولكن هذا قدر الجوهرة السوداء وتلك ضريبة المهارة والبراعة والنجومية وفي عام 1970 أعلن بيليه رغبته في عدم تمثيل منتخب بلاده في كأس العالم التي اقيمت بالمكسيك بسبب الخشونة التي يتعرض لها وعدم حماية الحكام من الضرب المتعمد ، لكنه لم يجد حيله أمام إلحاح الجمهور البرازيلي حتى أن رئيس البرازيل في ذلك الوقت تدخل بنفسه فرضخ بيليه للأمر ولم يندم وقدم أجمل عروضه في بطولة كأس العالم وقاد بلاده الى إحراز كأس العالم للمرة الثالثة والاحتفاظ بكأس ريميه للأبد . وأعتبر فريق البرازيل عام 1970 من أقوى الفرق العالمية على مر العصور وضم بيليه ، جيرزينيو ، جارينشا ، كارلوس البرتو ، ريفيلينو . وكان لابد لبيليه أن يعتزل وهو في أوج عطائه . فأقيمت له مباراة الاعتزال على ملعب ماركانا أمام 150 ألف متفرج في مباراة ضد يوغسلافيا وفي نهاية المباراة وضع على رأسه تاجا من الذهب الخالص طاف به أرجاء الملعب حاملا في يده قميصه رقم 10 وهو يمسح الدموع من عينيه . بعدها انتقل إلى الولايات المتحدة ساعيا الى نشر كرة القدم في بلد لا يعطي لهذه اللعبة أي أهمية فلعب في فريق نيويورك كوزموس . كما سعى الى ترويج اللعبة في ميدان التجارة بتعاقده مع شركة < بيبسي كولا > وظهر في أفلام عدة أهمها ( الهروب الى النصر ) الذي جمعه مع بعض النجوم العالميين أمثال بوبي مور ، اوزفالدو ، أرديليس .