عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-08, 04:33 pm   رقم المشاركة : 9
الكبري
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الكبري غير متواجد حالياً


ذكر ابن خلدون في مقدمته الخالده في المقدمة الرابعة أثر الهواء في أخلاق البشر ،،،

يقول : قدر رأينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع ، موصوفين بالحمق في كل قطر . والسبب الصحيح في ذلك أنه تقرر في موضعه من الحكمة أن طبيعة الفرح والسرور هي انتشار الروح الحيواني وتفشيه ، وطبيعة الحزن بالعكس ، وهو انقباضه وتكاثفه ، وتقرر أن الحرارة مفشية للهواء والبخار مخلخلة له زائدة في كميته . ولهذا يجد المنتشي من الفرح والسرور ما لا يعبر عنه ، وذلك بما يداخل بخار الروح في القلب من الحرارة الغريزية التي تبعثها سورة الخمر في الروح من مزاجه ، فيتفشى الروح وتجيء طبيعة الفرح ،وكذلك نجد المتنعمين بالحمامات اذا تنفسوا في هوائها واتصلت حرارة الهواء في أرواحهم فتسخنت لذلك ، حدث لهم فرح وربما انبعث الكثير منهم بالغناء الناشئ عن السرور ، ولما كان السودان ساكنين في الإقليم الحار واستولى الحر على أمزجتهم ، وفي أصل تكوينهم ، كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم وإقليمهم وإقليمهم ، فتكون أرواحهم بالقياس إلى أرواح أهل الإقليم الرابع أشد حراَ فتكون أكثر تفشياَ ، فتكون أسرع فرحاَ وسروراَ وأكثر انبساطاَ ، ويجيء الطيش على اثر هذه ،،،

http://http://www.buraydh.com/forum/...d.php?t=103645






رد مع اقتباس