الموضوع: مجد
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-08, 12:03 pm   رقم المشاركة : 4
مجد88
كاتبة قديرة
عضوة برنامج تطوير المواهب تحت إشراف نادي القصيم الأدبي
 
الصورة الرمزية مجد88






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : مجد88 غير متواجد حالياً




الإمام الشافعي وأحلى الكلام :

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ * وَطِبْ نَفساً إذَا حَكَمَ الْقَضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي * فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وَكُنْ رَجلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً * وَشِيْمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالْوَفَاءُ

وإنْ كَثُرَتْ عُيُوبكَ في الْبَرَايَا * وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب * يُغطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ السَّخَاءُ

وَلا تُر للأَعَادِي قَطُّ ذُلاًّ * فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأعْدَا بَلاَءُ

وَلا تَرْجُ السَّماحَةَ مِنْ بَخِيلٍ * فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي * وَلَيْسَ يَزِيدُ في الرِّزْقِ الْعَنَاءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ * وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ

إذَا ما كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوع * فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيا سَوَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا * فَلا أَرْضٌ تقيه وَلا سَمَاءُ

وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ * إذَا نَزَلَ الْقَضَا ضاقَ الْفَضَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ * فَمَا يُغْني عَنِ المَوتِ الدَّوَاءُ

***

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ * وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ * لَهَا أَمَدٌ وَللأمَدِ انْقِضَاءُ

***

تَمُوتُ الأُسْدُ في الْغَابَاتِ جُوعاً * وَلَحْمُ الضَّأْنِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ

وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلَى حَرِيرٍ * وَذُو نَسَبٍ مَفَارِشُهُ التُّرَابُ

***

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً * وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ مُسَابِبُهْ

وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً * لَمَكَّنْتُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُهُ

وَلَوْ أنَّني أسْعَى لِنَفْعِي وجدْتَني * كَثِيرَ التَّواني للذِي أَنَا طَالِبُهْ

وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي * وَعَارٌ عَلَى الشَّبْعَانِ إنْ جَاعَ صَاحِبُهْ

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ * فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا

يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً * كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا

إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ * فَخيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ

فإنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ * وَإنْ خَلَّيْتَهُ كَمَداً يَمُوتُ

سَكَتُّ عَنِ السَّفِيهِ فَظَنَّ أنَّي * عَييتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيتُ

***

وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهيَّبُوه * وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهابا

وَمَنْ قَضَتِ الرِّجالُ لَهُ حُقُوقاً * وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا

***

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ * أرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ * لأِدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ * كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ * وَفي اعْتِزَالـهمُ قطْعُ الْمَوَدَّاتِ

***

اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ * فَإنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ في نَفَراتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ ساعةً * تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُول حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقتَ شَبَابِهِ * فَكَبِّر عَلَيْهِ أَرْبَعاً لِوَفَاتِهِ

وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى * إذَا لمَ يكُونا لا اعْتِبَارَ لِذَاتِه

***

قَالُوا سَكتَّ وَقَد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ * إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتاحُ

وَالصَّمتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أحْمَقٍ شَرَفٌ * وَفيهِ أيْضاً لِصَوْنِ الْعِرْضِ إصْلاَحُ

أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ؟ * والْكَلْبُ يُخْسَى لَعَمْري وهْوَ نَبَّاحُ

***

لَيْتَ الْكِلاَبَ لَنَا كَانَتْ مُجَاورَةً * وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا

إِنَّ الْكِلاَبَ لَتَهْدي في مَوَاطِنِهَا * وَالْخَلْقُ لَيْسَ بهَادٍ، شَرُّهُمْ أَبَدَا

فَاهرَبْ بِنَفْسِكَ وَاسْتَأْنِسْ بِوِحْدتهَا * تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا


كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا * إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ

***

يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ * وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا

يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي * وَتَقْوَى اللَّهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَفَادَا

***

تَغَرَّبْ عَن لأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى * وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ * وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد

***

يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا * يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا

هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَةً * حَتَّى تُعَانِقَ في الْفِرْدَوسِ أبْكَارَا

إنْ كُنْتَ تَبْغي جِنَانَ الخُلُدِ تَسْكُنُها * فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا

***

ما حك جلدَك مثلُ ظفرِك * فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك

وإذا قصدتَ لحاجةٍ * فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك

***

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي * ألَذُّ وَأشْهَى مِنْ غَوِيٍّ أُعَاشِرُه

وَأَجْلِسُ وَحْدِي لِلْعِبَادَةِ آمِناً * أقَرُّ لِعَينِي مِنْ جَلِيسٍ أُحَاذِرُه

***

قَلْبِي بِرَحَمتِكَ اللَّهُمَّ ذُو أُنُسِ * في السِّرِّ وَالْجَهْرِ وَالإِصْبَاحِ وَالْغَلَسِ

وَمَا تَقَلَّبْتُ مِنْ نَوْمِي وَفي سِنَتى * إلاَّ وَذكْرُكَ بَيْن النَّفَسِ وَالنَّفَسِ

لَقَدْ مَنَنْتَ عَلَى قَلْبي بِمَعْرِفَةٍ * بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ

وَقَدْ أَتَيْتُ ذُنُوباً أَنْتَ تَعْلَمُها * وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا * تَجْعَلْ عَلَيَّ إذاً في الدِّينِ مِنْ لَبَسِ

وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي * وَيَوْمَ حَشْرِي بِما أَنْزَلْت في عَبَس

***

يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ * يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ

احْفَظْ لِشَيْبِكَ مِنْ عَيْب يُدَنِّسُهُ * إنَّ البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ

كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَا * وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس

تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا * إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى * مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ مالٌ وَلاَ وَلَدٌ * وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ

***

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي * فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي

وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ * وَنُورُ اللَّهِ لا يُهْدَى لِعَاصِي

***

أُحبُّ الصَّالِحِينَ وَلسْتُ مِنْهُمْ * لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَهْ

وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي * وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعهْ

***

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي * وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ في الْجَمَاعَه

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ * مِنَ التَّوْبِيخِ لا أرْضَى اسْتِمَاعَه

وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي * فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

***

إليك إلـه الخلق أرفع رغبتي * وإنْ كنتُ ياذا المنِّ والجودِ مجرمَا

وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي * جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا

تَعَاظمَنِي ذنبي فَلَمَّا قَرنْتُه * بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوَكَ أَعْظَما

فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ * تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا

فَلَولاَكَ لَمْ يَصْمُدْ لإِبْلِيسَ عَابِدٌ * فَكَيْفَ وَقَدْ أغْوى صَفيَّكَ آدَمَا

فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ * أهنا وأما للسعير فأندما

فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ * تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا

يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ * عَلَى نَفْسِهِ مَنْ شِدَّةِ الْخَوفِ مَأْتمَا

فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ * وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا

وَيَذْكُر أيَاماً مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ * وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَةِ أَجْرَمَا

فَصَارَ قَرِينَ الـهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ * أَخَا السُّهْدِ وَالنَّجْوَى إذَا اللَّيلُ أظلَمَا

يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي * كَفَى بِكَ للرَّاجِينَ سُؤْلاً وَمَغْنَمَا

أَلَسْتَ الَّذِي غَذَّيتني وهديتَنِي * وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا

عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي * وَيَسْتُرُ أَوْزَارِي وَمَا قَدْ تَقَدّما

تعاظمني ذنبي فأقبلتُ خاشعاً * ولولا الرضا ما كنتَ يا ربِّ مُنْعما

فإن تَعْفُ عني تَعْفُ عن متمرِّدٍ * ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما

فإن تستقمْ منيَ فلستُ بآيسٍ * ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما

فجرمِي عظيمٌ من قديم وحادثٍ * وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجْسَما

حَواليَّ فضلُ اللَّه من كل جانب * ونورٌ من الرحمن يفترش السَّمَا

وفي القلب إشراقُ المحبِ بوصلهِ * إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى





منقول







رد مع اقتباس