عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-03, 10:37 pm   رقم المشاركة : 10
ماجد الأول
عضو قدير
 
الصورة الرمزية ماجد الأول





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ماجد الأول غير متواجد حالياً

فدى عينـي أيـا قلبـي فـداك ... فداك ومن يقصر عـن فداكـا؟

نلاحظ في هذا البيت تكرار كلمة "فدى" أربع مرات، وهذه الملاحظة تصب في صالح النص من جهة وقد تعيبه من جهة أخرى.
أما المصلحة ففي أن القارئ يحس بمتانة هذه الصحبة بين الشاعر وصديقه المكروب لدرجة قد تصل إلى الخُلة؛ وهي أعلى مراتب الصحبة.
وأما الجانب الآخر من التكرار فهو أنه قد يوحي إلى البعض بقلة المخزون اللغوي للشاعر حيث إن بعض النقاد يرى من العيب أن تأتي بكلمة وبمرادفتها في بيت واحد أو قطعة شعرية فما بالك إذا كانت هذه الكلمة واحدة ومكررة عدة مرات.
هنا أيضا نقطة إيجابية أسجلها للشاعر باختياره لهذا المطلع!
معلوم أن الإنسان المهموم ينتظر أي كلمة تسرّي عنه وعادة ما يكون هو الباحث عن هذه الكلمة وهو إن وجدها فقد يجدها بعد لأي، وربما تسوّل أو ألقى بنفسه بين يدي أقرب إنسان له يستطيع أن يفضي إليه بحديث. لكن الشاعر هنا ولمتانة علاقته بصاحبه كأنه عرف ما يريده هذا الخليل وبدأ بهذا المطلع المنعش فلو كان الهم جليدا لأذابه ولو كان صخرا لفتته.

حديثك يا نديمي اليـوم قـاسٍ ... ووجهك ذابل مـاذا دهاكـا ؟
عهدتك باسمـاً يعلـوك نـور ... ولكن حزننـا غطـى سناكـا
أبِنْ يا صاحبي لا تبـق سـراً ... وأطنب إذ عنانـا مـا عناكـا
أمن شخص نوى هجراً وبينا ؟! ... أهذا ما أصابـك واعتراكـا ؟!


بعد أن صب الشاعر ماءه المنعش - في بيته الأول - والذي أطفأ به لهب الهم وأوار الضيق، شرع بالأخذ والعطاء مع صديقه وهو الجانب العملي الذي يخفف من هم المهموم وكرب المكروب حيث إن في الحديث تفريغ لصديد النفس وإزالة لرواسب الغم والهم الجاثمين على الصدر.
على أني لا أعرف مسوغا لاستخدام الشاعر ضمير المتكلمين في قوله: ( ولكن حزننا .. ) إذ إن المحزون هو صاحب الشاعر فإذا كان الشاعر يعاني من نفس داء صاحبه فكيف سيعالجه إذن ؟! بل كيف سيسرّي عن صاحبه ويسليه ما به ؟


حبيبي فالتفـت نحـوي فإنـي ... إذا ما ضقتَ أبكي فـي بكاكـا
وأحلف إن أردت العمر يومـاً ... فهاك العمر يـا حبـي فهاكـا

كأن الشاعر هنا يرى صديقه منكس الرأس بعد أن أفرغ ما به من ضيق ألمّ به فهو يطالبه بالالتفات إليه استعدادا للقيام بدور أعمق في تصفية نفس صاحبه من كل الشوائب التي علقت بها. جعل الشاعرُ يؤكد لصاحبه أنه وإياه كنفس واحدة؛ ما يؤلمه يؤلمه، وما يكدره يكدره، وفوق هذا هو على استعداد لهبة عمره له إذا ما اضطرته صروف الزمان على ذلك.
ولعلي أعتب على الشاعر هنا استخدامه حرف الجر "في" في قوله ( أبكي في بكاكا) لأنه إن كان يقصد السببيه فحق عليه أن يستعمل الحرف "من" لأن من معانيه السببية وهو معنى لا أظن أن الحرف "في" يفيده.

أيكفي أو أوزيد ؟! إذن فإني ... فداك ، ومن يقصر عن فداكـا
بيت جميل يناسب أن تختم به الأبيات ولا أظن المحزون سيقول: "زد" بعد كل هذه المشاعر الفياضة!

= = = =
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أخي أبا يزيد ؟ لعلك بخير إن شاء الله
رغم الظروف المانعة للتواصل إلا أنني بعد قراءة المشاركة لم أستطع كفّ أناملي عن تسطير ولو مجرد "خربشة" لا معنى لها! وهي – ربما- هواية جديدة يسمونها (النقّ) على الشعراء كفانا الله وإياكم شر النق والبق

كل عام وأنتم بخير وشهر مبارك علينا وعليكم وعلى جميع الإخوة في منتدى بريدة وعلى الأمة الإسلامية شرقها وغربها وقاصيها ودانيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماجد
مساء الجمعة 28/8/1424هـ







التوقيع

[align=center](ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)[/align]