[الكبري]

[align=center]
جبل عمر ..

حدثنا عيسى بن هشام قال :

مالك فتحت باب لم ينغلق , بشر أوجعتهم لواعج الحب ..

في صباح يوم جميل جاءت ترقص طرباَ ..

وإذا بكعب ينشد /

هيفاء مقبلة عجزاء مدبره ... لايشتكي قصر منها ولا طول ..

وغار منه الآخر عمر فقال ..

إني رأيتك غادة خمصانه ... ريا الروادف عذبة مبشارا
محطوطة المتنين أكمل خلقها .. مثل السبيكة بضة معطارا ..

فأثارا نفسي وهيجا مشاعري التي لم أعرف أنها لواعج الحب ونبضات الشوق ..

لم أشعر بجمال صبح كذاك الصباح ..

وتيقنت من قول ..

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي...بصبح وما الاصباح منك بأمثل

فقد صدق فإن الصبح ليس كالليل ..

تتوقف النبضات وتأتي الآهات .. وتتجلد النفس .. العقل يسرح في كل واد ..

أودية سحيقة وأودية قفر وأودية معشبة .. أودية حلوه ومرة ..

لكنها أتت في عنفوان الشباب وهربت ..

هربت تقول حياء وتقول حراماَ وتأتي بحجج لا أعرف شيء يتهافت كتهاتفها أما مشاعري ..

مشاعر جدها جد سأمنحها الليل والنهار ..

لما حشرج الليل أو كاد جاء رسولها بالراية ..

معلن النهاية على ضفاف الهاوية ..

ياصاحبة الوشاح المنحل أنتي شعاع ووهج الحياة اللاذع ..

أنتي ترياق سم الصبح قبل المساء ..

قولوا لي :

ماذا لقيت من الهوى وعذابه ... طلعت علي بلية من بابه ..

حبها أعاد في نفسي الرحمة والحنان .. وصغر في نفسي عظائم الأمور وجلائلها .. وألزمني أفضل الأعمال وأشرفها ..

طرت بلا أجنحة بين الغيوم والنجوم ..

تلاقيا وتفرقا وكلاهما ... لم يخش مطعن عائب أو زاري ..

عودي إلي أيتها الغافلة ..

تقول أني أثرت حسها وشغلت كوامن نفسها وملكت إعجابها ..

فهل تعود لدياري ..

عودي لدياري فلن تجدي ديار غيرها .. سأنتظرك على مر الزمان بلهف وشوق وحرقة ..



فالتفنا وإذا بأبي الفتح الإسكندري قادم ويردد شيء شككت أنا أبا الفتح صار مشعوذاَ ..

فاستوضحت مقاله واستنطقت لسانه وإذا هو يقول :


حب المرأة شغل شاغل وصناعة دائمة ..وحب الرجل رياضة فراغ وسكن من جهاد ..

برأيكم هل صدق أبو الفتح أم صدقت مشاعري ..

سيأتي الليل ويستبين الخافي ..

انتهى حديث عيسى ابن هشام .


كان الله في عون المحبين ..

وعليكم بكتاب الإمام ابن القيم رحمه الله في ذم الهوى ففيه ما يداوي حبكم ..

لكم أطيب المنى [/align]