براعم الأسلام ( العدد الثالث )
المرة الماضية علمنا الله عز وجل ان نبدأ باسمه كل اعمالنا..وانه الله الرحمن الرحيم .. فنتذكر رحمته وحبه لنا…اليوم سأقص عليكم قصة جميلة جدا .ذكرها اله في القرآن ...نعرف فيها الاثر الكبير لبسم الله الرحمن الرحيم..
كان سيدنا سليمان ابن النبي داود عليهما السلام ..نبيا من عند الله وفي نفس الوقت كان ملكا عظيما لم تعرف الارض ملكا مثله…أعطاه الله الذكاء والحكمة والقدرة العالية لفهم الامور …فكان اذا عرضت عليه مشكلة او قضية يعرف حلها ..فكان يقضي بين شعبه ويحل مشاكلهم ويحكمهم بالعدل والرحمة التي اعطاها الله له…ولقد اعطاه الله ملكا لم يعطه اي احد في الدنيا …فقد علمه الله لغة الطيور ولغة النمل .والقدرة على التحكم في الرياح يرسلها حيث يشاء….وكانت الشياطين والجن خدما وجنودا عنده لا يستطيعون عصيان اوامره..فكانوا يغوصون له اعماق البحار ويبنون له البنيان الذي ليس له مثيل من مساجد وقصور وتماثيل ..ويصنعون القدور والاواني…
لذا كان سليمان عليه السلا م دائم الحمد لله في قلبه ولسانه.. فيبني البلاد ويسعد الناس وينصر دين الله لانه اراد ان يشكر الله على كل ما أعطاه من نعم..وجهز سليمان اعظم واغرب جيش في العالم ..جيش من الناس والجن والطيور.وهدفه نشر الدعوة الى الله ومحاربة الكفر في اي مكان...وجعل لهم نظاما دقيقا ممنوع مخالفته …وكان يتفقدهم ويتاكد بنفسه ان الجميع ملتزمون بالنظام..وفي احد المرات كان الجيش يمر بالقرب من وادي للنمل ..فاذ به يسمع فجاة نملة تنادي على النملات اخواتها ان يدخلوا الى مساكنهم حتى لا يحطمهم سليمان وجنوده وهم يسيرون ولا يشعرون بهم…فتبسم سليمان وضحك من كلامها ..فاوقف الجيش حتى تمر النملات بسلام..وسعد كثيرا ان الله اعطاه هذه النعمة ليرحم بها حتى النمل الصغير ..فكان سليمان يرى رحمة الله تحيط به من كل ناحية.فحمد الله ودعى يا رب ساعدني والهمني ان اشكر نعمتك التي اعطيتني اياها ومن تعليمي لغة الطيور والحيوان ونعمتك علي وعلي والدي بالاسلام لك والايمان بك والهمني ان اعمل عملا تحبه وترضاه واذا مت فارحمني واجعلني مع الصالحين من عبادك في الجنة.
وكعادة سليمان تفقد جنوده من الطيور ..واذا به يكتشف غياب الهدهد ..ودون اذن ..لذا قرر سليمان معاقبته بشده او ذبحه ان كان قد هرب او عصى الله ..الا اذا كان عنده سبب قوي وصادق لغيابه..وبعد فترة قصيرة ظهر الهدهد ووقف بمكان ليس ببعيد عن سليمان ..لم يكن خائفا ابدا بل كان واثقا من نفسه وواثق بعدل ورحمة نبي الله سليمان..فقال مخاطبا سليمان عليه السلام : لقد عرفت امرا لا تعرف عنه شيئا وجئتك من مملكة سبأ بخبر مؤكد..استمع سليمان باهتمام..وتابع الهدهد : قال لقد وجدت قوم سبا تحكمهم ملكة وعندها ملك من كل شيء ولها عرش عظيم ليس له مثيل..ورغم كل هذه النعم الا انها وقومها يسجدون للشمس ..ولا يعبدون الله وان الشيطان زين لهم هذا العمل القبيح…وتعجب الهدهد من هذا الضلال فكيف يعبدون احد غير الله ..وهو سبحانه الذي يعلم كل شيئ فالهدهد يخبئ طعامه في مكان لا يعرفه احد ..ولكنه يعلم قدرة الله على اخراجه ..بل واخراج كل الخبايا في الارض او السماء او حتى في صدور الناس من اسرار وافكار…
لقد كان قلب الهدهد ملئ بالايمان ..لدرجة انه سافر من القدس الى اليمن حيث مملكة سبأ لينشر دين لله ويساعد جيش سليمان في ذلك…قرر سليمان ان يتاكد من صحة كلام الهدهد ..وانه لم يقل ذلك ليتهرب من عقاب مخالفة نظام الجيش..فاعطاه خطاب ليسلمه لملكة سبأ بلقيس..وكتب فيه
انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم ..الا تعلوا علي واتوني مسلمين
لقد بدأ سليمان خطابه باسم الله ..ليعرفهم ان الله هو الاله وانه الرحمن الرحيم ..وكل ما هم فيه من ملك ونعمة فهي من رحمته ..ثم طلبهم ان لا يتكبروا وان لا ينخدعوا بقوتهم فمهما بلغوا من قوة فهي لن تقدر على مجابهة قوة جيش سليمان..ويدعوهم الى القدوم الى مملكته مسلمين…..
امر سليمان من الهدهد القاء الخطاب بادب والابتعاد قليلا ليراقب ردة فعلهم ..فنفذ الهدهد اوامر سليمان عليه السلام بالضبط…فتفاجات الملكة بلقيس من هذه الطريقة المهذبة الكريمة في ارسال الخطاب ومن كون حامل الرسالة هدهد..وعندما قرات ان الرسالة من سليمان عرفت انه ذلك الملك الذي سمعت انه ليس لقوته وجيشه مثيل..فجمعت كبار القادة والشخصيات في مملكتها لتطلعهم بالامر
فماذا كانت ردة فعلهم؟؟؟وماذا حدث في نهاية القصة ؟؟هذا ما سنعرفه في اللقاء القادم ان شاء الله…..