[align=center]أكمل حديثي من حيث انتهيت
في صباح يوم الخميس ايقضتني زوجتي باكراً وسألتني هل لديك نية في الصيام هذا اليوم
الخميس
فقلت لا
فقالت لي أنا سوف أصوم هذا اليوم
فقلت خير أن شاء الله
ارتفع الأذان من مآذن مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم
توضأت وخرجت أنا والعائلة وأديت الصلاة وبعد الصلاة رجعنا إلى السكن
واستسلمت عائلتي لنوم فهم حتى الآن لم يعتادو على الأجواء الجديدة
( أجواء مابعد رمضان )
المهم أني خرجت من السكن وذهب إلى احد المطاعم التي تبيع الفول الحجازي الشهير
وبعد الإفطار توجهه إلى مقبرة البقيع
هذه المقبرة التي تحتضن بين ترابها أصحاب رسول الله
سلمت وترحمت عليهم ودعوت لهم
خرجت من البقيع قاصداً محطة سكة حديد العنبرية

وصلت محطة العنبرية
ووقفت طويلاً وأنا أتذكر كم كان هذا الخط يعد من أهم انجازات الدولة العثمانية
ودعوت للخليفة عبد الحميد الثاني الذي أمر بأنشأء هذا الخط لتسهيل راحة الحجاج
كم كان هذا المبنى رائعاً رغم مرور 100 سنة على أنشاؤه
يالله قرن من الزمان ومازال صامداً
رغم أن الزمن الذي عاش فيه ليس طويل لقد ضل يعمل مدة 8 سنوات
وبعدها قامت الثورة ونسفت القضبان والقطارات ودمر كل شي ولم يتبقى إلا الذكريات
وتذكرت مقولة الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عن هذا الخط عندما قال
وهو يتذكر قصة رحلته من الشام إلى الحجاز سنة 1933م مستقلا إحدى السيارات وكان هو ورفقاؤه يبيتون في محطات القطار هذه فيقول
إن قصة الخط الحديدي الحجازي مأساة دونه المآسي الأدبية ،حملته أمه ثماني سنين وعاش بعدما ولد عشر سنين ثم أصابته علة مزمنة فلا هو حي يرجى ولا ميت فينسى . الخط ممدود ولكن لا يمشي عليه قطار، والمحطات قائمة ولكن لا يقف عليها مسافر، كانت فيها مواقف الوداع والاستقبال، تشهد الآلام والآمال ، كان فيها الناس من كل بلد وكل شعب فأصبحت لا غاد عليها ولا رائح منها ولا دموع آسيان ولا مستقبل فرحان ، وإذا بكى الشعراء الأطلال وقالوا فيها الأشعار فإن المحطات هي ذاتها بقيمة قصيدة محتها الأيام ، كل جدار من بناء فيها وكل حجر في هذا الجدار كلمات باقيات من تلك القصائد .
رحمك الله ياشيخ علي رحمة واسعة
لقد تخيلت أن القطار يعمل وهو قادماً من شمال المملكة باتجاه المدينة
تخيلته وهو يتوقف وينزل منه الحجاج الشامي والعراقي والتركي والكثير والكثير
ممن جاء ليكمل احد أهم أركان الإسلام
سرت على خط سكة الحديد
وخطبتها ياليتكِ تتكلميني وتخبريني
هل أنتي راضية أن تكوني صامته طوال هذا الوقت
هل تحنين إلى مرور القطار بين قضبانك
والى سماع صفارة القطار معلنه الوصول والانطلاق
والى مشاهدة الركاب ممن رغب بالحج أو العمرة أو من أدائها
فردت علي بصوت لايكد يسمع
ولأكن يحس
أرجوك أرجوك
دعني ولأتقلب مواجعي وأحزاني
دعني أعيش ذكريات تلك الأيام الجميلة التي كان لي الشرف فيها
بأن أكون أول من يحمل زوار بيت الله الحرم
تركت القضبان
وتجولت في مباني المحطة
وكم هي جميلة هذه المباني وكم هو جميل هذا التصميم الرائع
رغم أننا قبل 100 سنة كانت بيوتنا طينية إلا أن هذه البنيان من الحجارة المميزة
فمن المحطة الرئيسية
إلى محطة الصيانة إلى محطة العربات
و عندها توقفت صامتً لوقت طويل وأنا الشاهد القطار العظيم
فقلت له مخاطباً
كم أنت رائع وأنت تجلس هنا
رغم شيخوختك إلا أنك مميز
كيف وأنت حملت الكثير من زوار بيت الله الحرام
تركته وقلت له مودعاً
رحم الله من ركب فيك
خرجت من محطة العنبرية مودعا وشاكراً من سهل لي عملية الدخول
ً وكان الساعة تشير إلى 11 صباحاً
أخرجت الهاتف الجوال
واتصلت على زوجتي وأخبرتها أني سوف أذهب إلى الصلاة بمسجد القبلتين
أذا كانت لديها رغبة في مرفقتي
فقالت لا سوف أصلي بالحرم
وحيث إن السكن قريبا جداًً من الحرم
قلت لها اذهبي على بركة الله
وإنا سوف أصلي في المسجد الذي ذكرت
أوقفت أحد سيارات الأجرة وطلبت منه إيصالي
إلى مسجد القبلتين
وللحديث بقية ........[/align]