[شاطئ الراحة]

[align=right]ذات ليل مُتأخر ... تراقصت الشياطين على رأس أمي ..
رأيت حواجبها ترتفع للأعلى و تنخفض للأسفل ..
فقرأت الأوراد عليها .. و مسكت بمعصمها و نفخت عليها
حتى استعادت الأنفاس من جديد .. و قالت :
يا لله من فضلك تذكرت مراوح المدينة ..!
فأيقنت بأن نفختي إيمانيّة صعقت شياطينها ..
ثم قالت بعدها : ما تبي تفيض بي للصيدليّة ..؟!
قلت لها : و لِمَ لا أفيض بكِ ..!
ذهبنا للصيدليّة ... و طلبت الآنسة أم شاطئ من الصيدلاني
عدت طلبات .. و منها : مثبت للشعر ..!
و صبغات لشعر منها الحمراء و الخضراء و الصفراء
و ألوان لا أعرفها هي من تعرفها ..!
و مجموعة من الكريمات .. و علب من الفيتامينات ..!
و كأنها تُريد أن تصنع امرأة عصريّة جديدة ..!
حينها مازلت أترقب أمي عن بُعد .. و أقول في نفسي :
ليتني لاحق عليكِ في العشرينات ..!
و ذهبت بغفلة مني و سألت الصيدلاني سؤال كانت إجابته سريعة ..!
نظرت إلي ثم غمزت غمزه خشية السؤال للصيدلاني ..
أنا على يقين بأنها عضّه و ليست غمزه ..! ... ثم خرجنا ...

,

و لنا في الخياطة وقفات تجسدها امرأة عصرية ..
تتعذّب الماما في مظهرها الخارجي ..!
و تتألم من نقد الناس لها .. و كلنا كذلك
تميل للألوان الصاعقة .. ألوان الفراشات و الأزهار ..!
تلبس الأثواب و تتجمّل بالفساتين ...
فلا يهدأ لها بال حتى يكون ذيل الفستان طويل يُلاحقها ..!
في المناسبات .. تتغيّر ملامحها .. و تتغيّر نبرة صوتها ..!
ترفع الذراع الأيسر من تذهب حتى تعود .. و في نهايته
حقيبة كتفيّة صغيرة .. ناعمة هادئة ..! كما هو لباسها تكون ألوانها ..
لا يوجد بداخلها شيء .. فهي موضتها ..!
تلبس خلخال في قدمها و أساور في يدها ...!
أمّا لباسها الأسود .. فأكثر ما أخاف عليها من العين ..!
و على هذا كُلّه .. من يخطئ في تفصال ثوبها ..
تمطر سماها بأدعية .. تهز السامعين ..!
بعض النساء و الأمهات بالذات لباسها كما يكون الشتاء و الصيف ..!
إلا الماما .. فهي تقصد أن تبحث عن ملابس للخريف و للربيع ..!
و تبحث عن ملابس للسهرات و جلابيّات مناسبات ..!

هل أمهاتكم مثل أمي ..؟!
فكم تقدرون عمرها ..؟!

تحيتي لكم[/align]